سيطرت حالة من الهلع على المصريين بعد انتشار مقاطع فيديو مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتمساح في ترعة الإسماعيلية بمسطرد فى القاهرة وبلغ الأمر حد قيام مقدمة برامج تلفزيونية، بالظهور رفقة تمساح صغير الحجم في حلقة مذاعة على فضائية مصرية خاصة. و تدوال نشطاء مواقع التواصل تصريحات وزير البيئة، الدكتور خالد فهمي، للرد على ما نشر في بعض الصحف المصرية عن وجود تماسيح في منطقتي فيصل والهرم وترعة ناهيا وترعة المطرية، قائلا إنه لا يقلق من الظاهرة، مؤكدا أن التماسيح الكبيرة تهرب إلى النيل ولا تهاجم المنازل. ومن جانبه ،يقدر عزت عوض، أستاذ علوم البحار والرئيس السابق لهيئة الثروة السمكية، أعداد التماسيح النيلية في بحيرة ناصر (جنوب مصر)، بما يقارب 10 آلاف تمساح، ما بين صغير وكبير، يراها كثروة مصرية غير مستغلة، مما جعلها تتسبب في ضرر كبير للثروة السمكية، في ثاني أكبر بحيرة صناعية في العالم، بالإضافة إلى ما جرى مؤخرا من ظهور أعداد قليلة تعد على أصابع اليد منها في ترع مائية في القاهرة. ويحمل وزير البيئة ، الدكتور خالد فهمي، تدهور السلوكيات مسؤولية ظهور التماسيح في فروع النيل خارج بحيرة ناصر، قائلا: "بعض الناس يقدمون على شراء التماسيح من سوق الجمعة والثلاثاء (وهما سوقان شعبيتان في القاهرة)، ويربونها في البانيو، وعندما تكبر قليلاً يلقونها في الترع". واستبعد فهمي أن يكون التمساح آتياً من بحيرة ناصر، لأنه لا يستطيع السباحة مسافات طويلة، مستنكراً قيام بعض المزارع بتربية التماسيح للاستفادة من جلودها. لكن خبراء في البيئة يرجحون في سيناريو ثان، أن ظهور التماسيح في مناطق غير محمياتها الطبيعية، نتج عن انخفاض منسوب المياه خلف السد العالي، وهو ما يجعل المياه المخزنة في بحيرة ناصر خلف السد تعوض هذا النقص، بحيث يستمر تعويض نقص المياه، وفي داخلها يتم سحب صغار التماسيح لتهرب بعدها عبر نهر النيل وفروعه والمجاري المائية التي تنبثق منه. وكانت الحكومة قد حظرت نشر أية معلومات متعلقة بمنسوب مياه النيل أمام السد العالي، وفي أغسطس 2014، صدر آخر بيان عن وزارة الموارد المائية والري، التي أكدت أن " منسوب الماء الحالي أمام السد 175.42 متراً". السيناريو الثالث، وفقا لما يراه الخبراء في تصريحاتهم ل"العربي الجديد"، يتمثل في هروب بعض التماسيح من القائمين على تربيتها في مزارع غير شرعية في محافظة أسوان، إذ يقوم بعض أصحاب "المزارع السمكية المخالفة"، بتربية التماسيح جنبًا إلى جنب مع الأسماك. ويحذر الخبراء من أن تمساح النيل الأفريقي، يعد من الأنواع الخطرة في حالة مهاجمة الإنسان، بحسب قولهم.