أكد مصدر رسمي فى وزار الري والموارد المائية أن ظهور التماسيح فى النيل بصورة متكررة فى الآونة الأخيرة قد يعود إلى فتح بوابات السد العالي على نحو غير مسبوق لتعويض الانخفاض الحاد فى منسوب المياه بسبب خزان سد النهضة، مؤكدًا أن مصر مقبلة على وضع كارثي تقابله السلطة العسكرية بحالة من العجز والتبلد. وشدد المصدر- الذي رفض الإفصاح عن اسمه- أن تصريحات البيئة عن ظاهرة ظهور التماسيح بالعديد من المناطق فى القاهرة والجيزة مزيفة من أجل تخدير المواطنين، حيث أن نفي تسرب تلك الزواحف من بحيرة ناصر لبعدها أكثر من 800 كم عن تلك الأماكن غير صحيح، ويفندها ظهور تماسيح في عدد من محافظات الصعيد يتعامل معها الأهالي دون ضجة أو صخب إعلامي.
وكانت تماسيح نيلية صغيرة قد ظهرت فى ترع مسطرد بالقاهرة وناهيا بالجيزة، وعدد من المزارع السمكية، ما أثار حالة من الذعر فى صفوف المواطنين خاصة مع التحذيرات بأنه تلك الزواحف النيلية مفترسة وعدوانية، وتهدد الإنسان والحيوان فضلا عن تدمير الثروة السمكية لتغذيها على أطنان من الأسماك.
وبررت وزارة البيئة على لسان الوزير خالد فهمى وزير البيئة أن ما يحدث من تكرار ظهور التماسيح هو نتيجة لتدهور السلوكيات لأن هناك مواطنين يشترون تلك التماسيح وهى صغيرة من الأسواق الشعبية مثل سوق الجمعة، ولكن عندما يكبر حجم التمساح فلا يجد المواطن سبيلا سوى إلقاء التماسيح فى الترعة أو المصرف.
وحول واقعة مسطرد، كرر د. البيلي حطب -مدير المكتب الفني لقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة- التبرير نفسه رغم أن التمساح الذى تم العثور عليه لا يتجاوز طوله 50 سم بحسب التصريحات الرسمية، مشيرا إلى أن التمساح الذي تم الإمساك به بترعة الإسماعيلية تم إداعه بحديقة الحيوان بالجيزة، بعد إجراء الكشف الطبي عليه، والاطمئنان على سلامته.
وفى إطار متصل، كشف د. نادر نور الدين -الخبير في شؤون السدود ونهر النيل- أن حكومة العسكر فى غيبوبة تامة حيال تسارع بناء سد النهضة، مشيرا إلى أن مدة عمل المكاتب الاستشارية المسؤولة عن تقديم الدراسات الفنية لآثار السد الإثيوبي قد تصل إلى 16 شهرا، فى مقابل انتهاء أديس أبابا فعليا من بناء أكثر من 50% من البناء الخرساني القابع على منابع النيل.
وأوضح نور الدين -خلال مداخلة هاتفية على قناة "العاصمة"- أنه سيتم البدء في توليد الكهرباء من السد خلال ال 6 أشهر المقبلة، وأن مصر لا تستطيع أن تنتظر 16 شهرا حتى تنتهي نتائج الدراسات الفنية للسد، خاصة وأن البلاد مقبلة على كارثة حقيقية تنذر بعطش وجفاف غير مسبوق يدمر آلاف الأفدنة ويهدد الأمن الغذائي والمائي لمصر.