أكد الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية، لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل، وظهور الرذائل. وأضاف قائلا: إن الله جل وعلا بين في كتابه أن خيرية هذه الأمة ترجع إلى كونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بالإضافة إلى الإيمان بالله، كما في قوله تعالى "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"، والسر في تقديم الأمر والنهى على الإيمان هو بيان عظم شأن هذا الواجب، وما يترتب عليه من المصالح العظيمة العامة، وهو الذي يميز هذه الامة عن غيرها من الأمم، وقد كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه وفي عهد السلف الصالح يعظمون هذا الواجب، ويقومون به خير قيام، والضرورة في هذا الزمان أشد وأعظم، لكثرة الجهل وقلة العلم وغفلة الكثيرين وانتشار الشر والفساد، وكثرة دعاة الباطل. ويضيف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكر في القرآن مقترنا بالصلاة والزكاة بل مقدما عليهما، فقال سبحانه وتعالي "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، وبين الله تعالى بأن من حقق هذه الصفات فسوف تناله رحمة الله، كما بين في اخرى أنهم المفلحون، فقال عز وجل "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، ولا يتأتى هذا إلا لهؤلاء الذين دعوا إلى الخير، وأمروا بالمعروف وبادروا إليه، ونهوا عن المنكر وابتعدوا عنه، أما الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لأغراض أخرى: كرياء وسمعة، أو حظ عاجل أو أسباب أخرى، أو يتخلفون عن فعل المعروف، ويرتكبون المنكر، فهؤلاء من أخبث الناس، ومن أسوئهم عاقبة. ويطالب وكيل الأوقاف كل من يتصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقتدي بقول سفيان الثوري رحمه الله ( ينبغي للآمر والناهي أن يكون رفيقًا فيما يأمر به، رفيقا فيما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهي عنه، عالما بما يأمر به، عالما بما ينهى عنه) ،وهذا معنى كلام السلف رحمهم الله، تحري الرفق مع العلم والحلم والبصيرة، لا يأمر ولا ينهى إلا عن علم، لا عن جهل ، ويكون مع ذلك رفيقًا عاملا بما يدعوه إليه تاركا ما ينهى عنه، حتى يقتدى به.