قال رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، اليوم الإثنين، إن مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا "لا تتم بسهولة"، واصفًا إياها ب"الصعبة". وأشار إسماعيل، في تصريحات صحفية بمقر مجلس الوزراء، إلى أن "الوقت له عامل مؤثر، ونتعامل مع القضية بما يحمي حقوقنا، ولا نتحدث عن خطواتنا". وأوضح، أن "النقاط الرئيسية التي تتفاوض مصر بشأنها وتشدد عليها، هي الحفاظ على حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، وألا يستخدم السد في أية أغراض غير تنموية، أو اقتصادية، وألا تؤثر فترة الملء خلف السد على مصر وانسياب المياه". ووصلت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا، إلى مرحلة وصفت ب"الحرجة"، عقب الاجتماع الأخير في الخرطوم الذي انتهى مطلع الأسبوع الجاري، ونقلت صحيفة "الأخبار" المصرية, في عددها الصادر أمس الأحد، تحت عنوان "فشل اجتماعات سداسي سد النهضة (ضم وزراء الخارجية والمياه في كل من مصر والسودان وإثيوبيا) وجولة مفاوضات جديدة نهاية الشهر الجاري". وتدور الخلافات بحسب بيانات الحكومة المصرية، حول استمرار "أديس أبابا" في بناء السد، بوتيرة أسرع من الدراسات الفنية المتعلقة به، في ظل خلافات المكاتب الاستشارية المعنية بالدراسات. ونقلت الوكالة الرسمية المصرية عن مصادر لم تسمها، مؤخرًا، قولها إن "الخلافات بين الشركتين الفرنسية والهولندية(المكلفة بالدراسات الخاصة بالنهضة)، هو مرآة عاكسة للخلاف بين الدول الثلاث(مصر وإثيوبيا والسودان)، خاصة وأن المكتب الفرنسي يتبنى وجهة النظر الإثيوبية بسبب المصالح التي تربط فرنسا وإثيوبيا في مجالات الكهرباء، بينما يعتمد المكتب الهولندي على مبرر علمي في رفضه لطبيعة الدراسات التي تفتقد الموضوعية، وأن المدة الزمنية قصيرة وتهدد دقة الدراسات". ووقعت مصر والسودان وأثيوبيا في مارس الماضي، وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في العاصمة السودانية الخرطوم، وتعني ضمنيًا الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد مع إقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية من نهر النيل للدول الثلاث التي يمر بها. وفي 22 سبتمبر 2014، أوصت لجان خبراء محلية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة، الأولى حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية تتناول التأثيرات البيئة والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان جراء إنشاء السد. وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعًا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.