نشرت صحيفة " فاينانشيال تايمز " البريطانية تقريرا اليوم الخميس تعليقا على إعلان شركة " ياهو" الأمريكية للإنترنت والتجارة الإليكترونية بيع أنشطة الإنترنت الأساسية في خطوة يرى المحللون أنها تضع نهاية لواحدة من أفضل الأسماء في صناعة الويب على الإطلاق. وذكر التقرير أن مجلس إدارة "ياهو" سيبحث خلال اجتماعه نهاية الأسبوع الحالي خطة بيع أنشطة الإنترنت الأساسية، التى تشمل الخدمات البريدية والمواقع الإخبارية والرياضية، عازية السبب إلى تعثر بوابة «الويب». وأضاف التقرير أن مجلس الإدارة سيناقش أيضا مسألة التخارج من شركة "على بابا هولدينج جروب" الصينية للتجارة الإلكترونية، التى تملك فيها "ياهو" أسهمًا بأكثر من 30 مليار دولار، أو تنفيذ هذين الخيارين معًا. وأوضح التقرير أن "ياهو" التى تتخذ من مدينة سانيفال بولاية كاليفورنيا مقرا لها، تعتزم تنفيذ هذه الخطة وسط جدل واسع حول مستقبل الشركة، ومستقبل المديرة التنفيذية ماريسا ماير، المشهورة فى عالم شركات الإنترنت بنجاحها الساحق مع شركة "جوجل" لمدة 13 سنة، وقادت خلالها فرق Google Earth " و google gmail و"جوجل للأخبار” ، كما ساعدت فى ابتكار مواقعها البحثية المعروفة لمعظم مستخدمى الإنترنت على مستوى العالم. وكانت ماريسا ماير الرئيس التنفيذي ل " ياهو" تخطط لبيع حصة الشركة فى "على بابا" بحلول يناير القادم، مع إبلاغ المستثمرين أولا بأول بما يحدث فى تنفيذ إستراتيجيتها لإنقاذ بوابة الويب المتعثرة، ولكنها واجهت تهديدات من المستثمر الناشط ستاربورد فاليو، الذى حذرها بالحرب عليها إن لم تطبق تغيرات جوهرية فى خططها، ومنها بيع أنشطة مواقع البحث الأساسية والإعلانات. ولم تحقق ماريسا ماير نجاحا واضحا منذ رئاستها لشركة "ياهو" منذ حوالى ثلاث سنوات، لدرجة أنه من المتوقع أن تتراجع إيرادات الشركة بحوالى %8 هذا العام، كما هبطت أسعار "ياهو" بأكثر من %33 منذ بداية العام حتى نهاية نوفمبر، ولكن هناك أيضا سيولة بحوالى 5.8 مليار دولار من المتوقع أن تحصل عليها الشركة مع نهاية العام القادم، وإن كانت معظم قيمة "ياهو" مرتبطة بعملاق التجارة الإلكترونية "على بابا". وعندما انضمت ماريسا ماير لشركة "ياهو" ازدادت الآمال بزيادة إيراداتها بأسرع ما يمكن، لا سيما من أنشطة الإعلانات التى تنافسها فيها "جوجل" و"فيسبوك"، ولكن تعثرت خطة ماريسا لتعزيز أنشطة الإعلانات على الموبايلات ومواقع التواصل الاجتماعى والفيديوهات، والتى أعلنت عنها ضمن استراتيجية قدمتها فى عام 2014، وفشلت فى زيادة الإيرادات، وهبطت الإعلانات على مواقعها البحثية. يقول ستاربورد فاليو إن قيمة "ياهو" تراجعت إلى 31.2 مليار دولار مع نهاية نوفمبر الماضى، بينما تقدر أنشطة الإنترنت الأساسية بحوالى مليارى دولار، بالرغم من أن ماريسا استطاعت أن تضيف لأنشطة الشركة أدوات جديدة تساعد شركات الإعلانات والميديا فى البحث على الهواتف الذكية والتابلت، لجذب المزيد من المستخدمين وشركات التسويق، غير أنها خسرت حصتها فى سوق الإعلانات بسبب المنافسة الشديدة من شركات مثل "فيسبوك" و"جوجل". لكن وعلى الرغم من ذلك، لا تزال " ياهو" تجتذب نحو 210 مليون زائرا شهريا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها.