فجرت زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى القدسالمحتلة اليوم، ثورة غضب واسعة ضد رأس الكنيسة المصرية، إذ اعتبر البعض أنها بداية للتطبيع مع إسرائيل، خاصة وأن الكنيسة تحظر زيارة الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي. وغادر تواضروس الثاني اليوم القاهرة، على رأس وفد كنسي رفيع إلى القدس عبر تل أبيب، للمشاركة في جنازة الأنبا إبرام مطران القدس والشرق الأدنى الذي وافته المنية أمس، وهي أول زيارة من نوعها لأعلى سلطة كنسية مصرية منذ عشرات السنين، بعد أن حرّم البابا شنودة الثالث على المسيحيين زيارة القدس. واعتبر الناشط القبطي رامي جان، مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، الزيارة تطبيعًا رسميًا مع إسرائيل، وأن أي تفسير أخر للزيارة ما هو إلا مهاترات غير مقبولة. وجاء في بيان أصدرت الحركة أنها ترفض زيارة القدسالمحتلة لأي سبب، وقالت إن "كرامة الأمة وكرامة المصريين ودماء جنود الأمة العربية في حروبها المختلفة مع الكيان الصهيوني لا تحتاج إلي أي مبرر ليسافر رأس الكنيسة القبطية إلى إسرائيل". وأضاف: "إن موقف البابا تواضروس لا يمثل كل الأقباط وإنما يمثله فقط وقد آن الأوان أن يفكر الأقباط بعقلانية لمواقف البابا تواضروس المتضاربة والتي توجج الفتن الطائفية وإن الشعب الفلسطيني يقوم بانتفاضة ضد الكيان الصهيوني و يقتل الاحتلال يوميا الشباب الفلسطيني و في المقابل يسافر البابا تواضروس بحجة الصلاة علي المتنيح الأنبا إبرام مطران القدس والشرق الأدنى". وتابع البيان: "لقد رفض البابا شنودة السفر إلى القدس وكان الثمن هو حريته وتحديد إقامته فلم يبال البابا شنودة واختار عدم التطبيع مع إسرائيل واصطدم برأس الدولة وقرر السادات أن يخلع البابا شنودة عن منصبه ونصب لجنه من خمس قساوسة ورفضت اللجنة هي الأخرى العمل وفي المقابل نرى اليوم البابا تواضروس يسافر إلي القدسالمحتلة، وقد تناسى أنه بذلك يفتح الباب للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي احتفى بتلك الزيارة". من جهته، أدان محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، الزيارة، قائلاً في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الكنيسة اليوم كالأزهر وكالدولة..لا يرأسها من يمثلها بل يمثل انقلابًا على شرعية شعب استباح دمه فلن يُزعجه احتلال بل يستفزه ابن وطنه إن اختلف معه". وأدان حزب الكرامة الناصري سفر البابا تواضروس للقدس، وأعرب في بيان له اليوم عن أسفه للزيارة، محذرًا من أن سفر "بابا المصريين" سيحدث شرخًا عميقًا في جدار مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يرتكب المذابح اليومية بحق الشعب الفلسطيني". وأضاف الحزب أنه كان يأمل أن يحافظ البابا على ثوابت الكنيسة الوطنية التي أرساها البابا الراحل شنودة، الذي واجه الرئيس السادات رافضا زيارة المسيحيين إلى الأرض المحتلة إلا بعد تحريرها. وأشار البيان إلى أن الخط الوطني للكنيسة المصرية في مواجهة التطبيع أحد الثوابت التي استقر عليها وجدان الشعب المصري بمسلميه وأقباطه. وطالب بيان الكرامة البابا تواضروس، بالثبات على المبادئ الوطنية، فيما يخص القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في هذا الظرف الدقيق التي تمر به البلاد من الحرب على الإرهاب. كما استنكر رجل الأعمال، حسن هيكل، زيارة البابا تواضروس إلى القدسالمحتلة، صباح اليوم. وكتب هيكل في عدة تغريدات عبر "تويتر" عبَر فيها عن حزنه لزيارة تواضروس، مقارنًا بين موقفه وبين البابا شنودة قائلًا: "الله يرحم البابا شنودة" وتابع: "امبارح بتوقع شركه خاصة استيراد غاز من إسرائيل، والنهاردة البابا رايح بعد عقود من المقاطعة، هل ده معقول؟". وأضاف: "زعلان جدًا من سفر البابا لإسرائيل، ليه؟ لأنه مش متعين، لأنه البابا شنودة كان يمثل نبض وطن، لأنه المشروع الاستيطاني في أعلاه = مايصحش كده". وأكمل: "اسمها إسرائيل، ماإسمهاش القدس لغاية ماتتحرر". كما هاجم الكاتب والمحلل السياسي الأردني ياسر زعاترة البابا تواضروس، وقال في تغريدة عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "تواضروس يختلف كثيرا عن البابا شنودة، ليس في الموقف من التطبيع مع العدو وحسب، بل حتى في سياسات الداخل أيضا. هو أكثر غطرسة وطائفية. وغادر البابا "تواضروس الثاني"، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، القاهرة، على رأس وفد كنسي رفيع إلى القدس عبر تل أبيب، وذلك للمشاركة فى جنازة الأنبا "إبراهام" مطران القدس والشرق الأدنى، الذي وافته المنية أمس. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية، منذ أن حرّم البابا شنودة الثالث على المسيحيين زيارة القدس في 1980.