قال خبيران بالشأن التركي، إن إسقاط مقاتلة روسية قالت أنقرة إنها اخترقت الأجواء التركية، صباح اليوم الثلاثاء، وراءه أربعة دوافع وثلاثة تداعيات من بينها "التأكيد على السيادة التركية، وفرض واقع جديد في الأزمة السورية، ورسالة بدعم تركي للتحالف السني مقابل الهلال الشيعي، وإعلان برفض نتائج اجتماع فيينا". "التحذير التركي المتكرر في الفترة الأخيرة بضرورة توخي الحذر بشأن خطورة اختراق مجالها الجوي، وأنها ستستهدف ولو طائرًا حاول اختراق الأجواء"، هي أول دوافع إسقاط المقاتلة الروسية، من وجهة نظر سعيد الحاج، المحلل السياسي والخبير في الشأن التركي. وأشار "الحاج" في حديثه ل"المصريون"، إلى أن "الطيران الروسي كانت له سوابق انتهاكات للمجال الجوي التركي خلال الفترة الماضية"، لافتًا إلى أن "روسيا لم تأخذ بمحمل الجد التحذيرات السابقة باستهداف أي طائرة تخترق أجواءها". وكانت تركيا حذرت روسيا أوائل شهر أكتوبر الماضي من تكرار اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي، وحملت حينها وزارة الخارجية، نظيرتها الروسية، مسؤولية أي حادث غير مرغوب به يمكن أن يحدث نتيجة أي انتهاكات مماثلة. الدافع الثاني بحسب "الحاج"، يتمثل في أن "الوضع التركي الحساس من الأزمة السورية، وبالأخص عقب الهجوم البري لقوات الأسد المدعومة بغطاء جوي روسي على منطقة بايربوجاق بريف اللاذقية". وتشهد منطقة بايربوجاق ذات الغالبية التركمانية بريف اللاذقية، حركة نزوح كبيرة باتجاه القرى القريبة من الحدود مع تركيا، جراء الهجمات البرية التي تشنّها قوات النظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، على جبلي الأكراد والتركمان. وجاء اجتماع فيينا الذي عقد منتصف الشهر الجاري، بشأن الأزمة السورية، وعدم تحديد مصير الرئيس السوري بشار الأسد، دافعًا ثالثًا للأتراك في فرض واقع جديد على الأرض عبَّر عنه إسقاط المقاتلة الروسية، بحسب رؤية الحاج. وأنهى اجتماع فيينا أعماله بالاتفاق على خطة لعملية سياسية يقودها السوريون تفضي خلال 6 أشهر إلى حكومة جديرة بالثقة تضع جدولاً زمنيًا لعملية صياغة دستور، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرًا، دون تحديد مصير الأسد، وهو ما رفضته تركيا وقطر والسعودية. الناشط السوري عمر السماعيل، المهتم بالشأن التركي والمقيم بتركيا، يتفق مع الرؤية السابقة ل"الحاج"، ويزيد دافعًا رابعًا يتمثل في أن "التأكيد التركي بأن المحور السني لن يكون هدفًا سهلاً للهلال الإيراني الشيعي بدعم روسي مطلق والذي يحظى بسكوت العالم". وقال السماعيل في تصريحات ل"المصريون"، إن "الضربة التركية للمقاتلة الروسية تعد ضربة للاجتماع الروسي الإيراني، ورسالة موجهة للإيرانيين بأن حكومة تركيا تقف صفًا واحدًا مع السعودية بدعم حرية الشعب السوري". وحول تداعيات الحادث، توقع الحاج أن الأوضاع لن تتجه إلى التصعيد، موضحًا: "تركيا لن تصعد من جانبها، كما أن موسكو لم تعلن حتى الآن عن إلغاء أو تعليق زيارة سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي لأنقرة". وبشأن ردود الأفعال الدولية المتوقعة حول الحادث، قال الحاج، إن تركيا عضو في حلف الناتو، وهناك اتفاقية دفاع مشترك، وهو ما يقوي الموقف التركي. فيما اختلف قليلاً الناشط السوري مع توقعات الحاج، قائلاً: "قد تشهد الأوضاع في الأيام القادمة توترًا بين الأتراك والروس، مستطردا: "لكن الروس حريصون على عدم التوسع في أي عمل عسكري خارج سوريا". وكانت الرئاسة التركية أكدت صباح اليوم إسقاط أنقرة مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 لانتهاكها الأجواء التركية، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلتها التي أسقطت لم تنتهك الأجواء. وأشارت وزارة الدفاع الروسية، إلى أن الطيارين الروسيين اللذين كانا يستقلان الطائرة الحربية هبطا بالمظلة بعد إسقاط طائرتهما ومصيرهما غير معروف"، إلا أن معارضين سوريين تركمان أكدوا أسر أحد الطيارين الروس ويبحثون عن الآخر، أعلنت عقب ذلك قناة الجزيرة تصفية أحدهما من قبل المقاتلين السوريين المحسوبين على المعارضة المسلحة. وكان الجيش التركي أكد إنذار المقاتلة الروسية 10 مرات خلال 5 دقائق قبل إسقاطها، وفي الوقت ذاته قالت الخارجية التركية إنه لا تغيير في موعد زيارة وزير الخارجية الروسي لأنقرة بعد إسقاط المقاتلة الروسية.