وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    أسامة كمال يتلقى رسائل خاصة من أهالي سيناء وإشادة بدور الشيخ إبراهيم العرجاني    محافظ بني سويف يناقش تقرير المشاركة في احتفالية "صوت الطفل"    قطع المياه لمدة 8 ساعات عن بعض مناطق الجيزة، الجمعة    انفجارات كبيرة في سماء إيلات، وفصائل عراقية تعلن استهداف موقع إسرائيلي    هيئة البث الإسرائيلية: انفجار كبير في سماء إيلات    ضياء رشوان: إسرائيل لن تضيع 46 سنة سلام مع مصر من أجل أشياء غير مؤكدة    الأمن يوافق رسميا على زيادة الجماهير في المباريات المحلية والأفريقية    مشاجرة بين شخصين تنتهي بجروح وقطع في الأذن بسبب أولوية المرور بالقليوبية    7 فئات لأسعار تذاكر أحدث حفلات المطرب العراقي كاظم الساهر    حسن الرداد: احرص على تنوع أعمالي الفنية وشخصيتي قريبة للكوميدي    الحوار الوطنى: ندعم مؤسسات وقرارات الدولة لحماية أمننا القومى ومصالح أهل فلسطين    في يوم الربو العالمي.. هل تشكل الحيوانات الأليفة خطرا على المصابين به؟    هتوصل للقلب بسرعة.. أجمل كلمات تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    الصين وفرنسا تؤكدان ضرورة حماية المدنيين في قطاع غزة    النفط يتراجع مع استئناف الحكومة الأمريكية شراء النفط لاحتياطيها الاستراتيجي    أثارت الجدل بإطلالتها.. مطربة شهيرة تظهر بفوطة حمام في حفل Met Gala    بالفيديو.. أسامة الحديدي: سيدنا النبي اعتمر 4 مرات فى ذى القعدة لهذا السبب    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    الشعب الجمهوري بالشرقية يكرم النماذج المتميزة في صناعة وزراعة البردي    انعقاد ثالث المجالس الحديثية بالمحافظات.. السبت المقبل 11 مايو    تحديد موعد انطلاق مهرجان أجيال السينمائي    زراعة عين شمس تستضيف الملتقى التعريفي لتحالف مشاريع البيوتكنولوجي    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    تخفيض الحد الأدنى للفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيها من أغسطس    بالفيديو.. خالد الجندي: الحكمة تقتضى علم المرء حدود قدراته وأبعاد أى قرار فى حياته    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    وصفة تايلاندية.. طريقة عمل سلطة الباذنجان    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    البرلمان العربي: الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يقوض جهود التوصل لهدنة    وضع حجر الأساس لنادي النيابة الإدارية في بيانكي غرب الإسكندرية (صور)    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس تحرير روزاليوسف يساوى بين الجريمة ضد الشرطيين المصريين ومقتل الاسرائيليين برصاص سليمان خاطر... وانور عكاشة يؤكد فرار كلاب الحراسة عند سقوط الفرعون " الاله "..والحكومة تصر على اطلاق الرصاص على اصحاب المعاشات
نشر في المصريون يوم 10 - 06 - 2006

نبدأ جولتنا من مجلة روز اليوسف حيث يحاول رئيس تحريرها وربيب لجنة السياسات لصاحبها جمال مبارك ان يستخدم ورنيش سئ لتلميع وجه النظام ويدافع عن تدنيس الارهابى اولمرت لارض مصر فى الوقت الذى لم تجف دماء الشهيدين الذين سقطا من افراد الشرطة برصاص الغدر الاسرائيلى ويحاول المدعو عبد الله كمال الجالس على عرش تكية روزاليوسف اقناعنا بأن زيارة اولمرت كانت ضرورية لانها تصب فى صالح الامن القومى المصرى ومصلحة الفلسطينيين والعرب ...ولم يقف طفل لجنة السياسات عند هذا بل انه ساوى بين جريمة الصهاينة بقتل فردى الشرطة المصريين والواقعة التى كان بطلها الجندى سليمان خاطر فى سيناء حين اطلق النار على سبعة من الاسرائيليين كان غالبيتهم من النساء حاولوا استخدام اساليبهم القذرة والتعرى امامه وهم يقتربون منه رغم تحذيره لهم مما اضطره الى اطلاق الرصاص عليهم ونستأذن السادة القراء ان يتحملوا معنا ويقرأوا جزاءا مما كتبه الطفل المعجزة فى روزاليوسف دفاعا عن اصحاب العرش الذين يعمل فى خدمتهم حيث كتب تحت عنوان " لماذا وافق مبارك على لقاء أولمرت بعد استشهاد الجنديين المصريين؟ وقال لا فض فوه " لقد أصبح هذا النوع من الزيارات تقليديا وثابتا، منذ تم توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وصار معروفا أن أى رئيس وزراء إسرائيلى جديد، وبعد أن يتولى مهامه، فإنه يتوجه إلى واشنطن.. متواصلا مع القوة العالمية الأكبر.. الداعية لإسرائيل ثم، وفى طريق عودته، أو بعد ذلك بوقت وجيز، فإنه يزور القوة الإقليمية الأهم، المرتبط معها باتفاق سلام.. وهى مصر. لا يقف الأمر عند حدود التقليد، ففى هذه المرة بالتحديد، ومع تصاعد تفجر الأوضاع فى الأراضى المحتلة، وبسبب خطة «أولمرت» الراغب فى تنفيذ انسحاب نهائى من أراضى الضفة من جانب واحد، وبسبب المتغيرات السياسية والإنسانية فى الساحة الفلسطينية.. أصبحت لهذا اللقاء ضرورات إضافية وحيوية. ويقول الكاتب " قبيل وصول أولمرت بأيام، وتحديدا فى يوم 2 يونيو، كان أن وقع حادث استشهاد اثنين من أمناء الشرطة المصريين «أيمن السيد ومحمد بدوى»، اللذين عبرا الحدود بطريق الخطأ.. وتصورا أن هناك متسللين فى الجانب الآخر.. وجرى إطلاق نار أدى إلى مقتلهما. لاشك أن هذا الحادث ألقى بظلاله على اللقاء الذى كان مقررا انعقاده بين «مبارك» و«أولمرت» بعد يومين من هذا التوقيت، لاشك كذلك أن مبارك ناقش فريقه السياسى فيما إذا كان ينبغى أن يتم اللقاء أم أنه يمكن أن يؤجل.. وهو سؤال طرح للنقاش بصراحة ووضوح بالغين قبل أن تكتب أى صحيفة.. تطالب بإلغاء اللقاء.. بل، وتجاوز هذا إلى حد طلب الثأر لدماء الشهيدين.. كما جاء فى بعض الكتابات المتعجلة. لقد تم اتخاذ القرار «أى إتمام اللقاء» فى ضوء مسألتين: 1- المعلومات المتوافرة بشأن ما جرى على الحدود، وطبيعته، وما إذا كان متعمدا ومقصودا من جانب مطلقى النار الإسرائيليين، ومن الذى عليه أن يتحمل المسئولية. 2- المصالح غير العاطفية، الوطنية والإقليمية، المتعلقة بمجريات اللقاء المقرر مع إيهود أولمرت، فى ضوء الأوضاع متتالية التدهور فى المناطق الفلسطينية.. وفى ضوء توجهات أولمرت التى انتخب على أساسها، وفى ضوء نتائج لقاءاته فى واشنطن. ويضيف الكاتب " غنى عن القول أن الدولة المصرية لديها آليات خاصة تمكنها من أن تدرك وتعرف طبيعة ما جرى على حدودها، وهو ما انكشف بوضوح فيما بعد حين أدلى اللواء ممدوح شاهين رئيس الشئون الدستورية والقانونية فى وزارة الدفاع ببيانه أمام لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس الشعب.. ردا على عشرات من طلبات الإحاطة التى تقدم بها نواب الشعب الثائرين.. والذين ينبغى تفهم عواطفهم.. دون أن يعنى ذلك التوافق معها. الصورة الأولية عن الواقعة كانت تشكل عناصرها إجابات أسئلة مختلفة.. هى: 1- أين وقع الحادث جغرافيا، هل لدى الجانب المصرى من الحدود، أم على الجانب الآخر.. فى اتجاه إسرائيل؟ 2- توقيته ومبرره، فى ضوء أقوال الشهود المصريين الثقات؟ 3- من الذى بادر بإطلاق النار ولماذا؟ 4- تحليلات الطب الشرعى، التى تثبت توقيتات إطلاق النار، وطبيعة ما جرى؟ 5- التفسير الذى سيقدمه الجانب الآخر لما حدث.. لاسيما أن تلك لم تكن المرة الأولى؟ فى كل الأحوال، فإن مثل هذه الحوادث متوقعة، ويمكن فهمها، فى ضوء التوتر الذى يعانى منه حراس الحدود بين دول تفرض كل منها قيودا مشددة على الخط الفاصل فيما بينها.. لاسيما أن هناك تجارب تهريب وتسللا ومسائل أمنية متنوعة.. تلقى بعبئها فوق كاهل أفراد الأمن المطلوب منهم الانتباه إلى أقصى حد.. خاصة فى ساعة مثل تلك التى وقع فيها الحادث قبيل بزوغ الفجر.. وتحديدا فى الرابعة والنصف بعد منتصف الليل. وإذا كان تحليل الطب الشرعى لم يعلن بعد، فإن أقوال الشهود من جانبنا، أتاحت لمعاينة النيابة العسكرية المصرية أن تضع تصورا كروكيا للحادث، أظهر أن أحد الشهيدين المصريين قد سقط على بعد 30 خطوة من الحدود المصرية فى الاتجاه الآخر.. فى حين سقط زميله على بعد 18 خطوة.. وبعد أن عبر كلاهما إلى هناك من فتحة فى سلك الحدود.. وقد تبين من أقوال زملائهما - إذ لم يكونا وحدهما - أنهما عبرا إلى الجانب الآخر ظنا منهما أن الأشباح التى يرونها هناك هى لمتسللين.. فى حين رأى من كانوا معهما أنهم حرس حدود إسرائيليون.. ونصحوهما بذلك.. وقالوا لهما إن العبور إلى الناحية الأخرى غير ضرورى.. ولعل الكثيرين لاحظوا أن الجهات المصرية تريثت قبل إصدار أية بيانات من أى نوع. من الناحية النظرية، فإن الحادث يكشف إيجابيا أن هناك حرصا مصريا شديدا على ضمان تأمين الحدود.. وأن هذا التوجه الثابت لدى السياسة المصرية بلغ مداه فى تلقين جنود الحدود مهامهم.. حتى أنهما- الشهيدان - ظنا أن المتحركين على الجانب الآخر هم متسللون ينبغى إيقافهم.. ولو بإطلاق النار. فى هذا السياق، وفيما بعد ذلك بأسبوع، وتحديدا فجر الخميس أول من أمس، وللتذكير ذى الدلالة، قامت قوات الحدود المصرية بإطلاق النار على «بدوى» عائد من تسلل إلى الجانب الآخر، رفض أن يرضخ لأوامرها بالوقوف.. ومن عجب أنه لم يكن يحمل أية أوراق.. وكانت جثته صماء بدون أى معلومة أو وثيقة.. ثم تبين فيما بعد أنه بدوى مصرى عمره 30 عاما. ويستطرد رئيس تحرير روزا قائلا " لقد كان من الممكن أن يتخذ الرئيس مبارك قرارا بتأجيل زيارة أولمرت دون إبداء الأسباب، وكان يمكنه أن يتحدث عن تكرار مثل هذه الحوادث ولو على فترات متباعدة، وأن يتجاهل واقعة تاريخية معروفة.. حدثت حين قتل الجندى الأشهر سليمان خاطر ثمانية إسرائيليين على حدود سيناء الجنوبية فى أرضنا رغم أنهم كانوا سائحين لامتسللين.. ولاشك أن قرارا عاطفيا من هذا النوع كان يمكن أن يحظى بمردود كبير فيما بين الرأى العام المصرى.. وأيضا الرأى العام العربى.. ولا سيما لو استجاب الرئيس لمناشدات طلبت طرد السفير الإسرائيلى فى مصر.. ومثل ذلك. لكن الرئيس اختار القرار العملى والواقعى، الذى يحقق مصالح مصر العليا، فى ضوء أن أمن مصر القومى وثيق الصلة بما يحدث فى فلسطين.. وأيضا - وهذا جانب مهم للغاية - لكى يتأكد من توافر ضمانات أساسية تمنع تكرار مثل تلك الأحداث.. فى المستقبل.. وخاصة أننا لسنا فى حرب مع إسرائيل.. ولا يمكن لحادثة حدود - مع كل تألمنا لسقوط الشهيدين - أن تؤدى لتغير نوعى فى طبيعة العلاقات مع دولة وقعت مصر معها اتفاق سلام. أصحاب الخبرة والمعرفة يدركون أن ما يقوله أى زعيمين فى الكلمة الاستهلالية، التى يبدآن بها المؤتمر الصحفى عقب أية مفاوضات، تعبر حقا عن مجريات اللقاء، وما نوقش فيه، وعن المسائل التى تم طرحها.. ولاشك أن الكثيرين لاحظوا أن أولمرت فى أعقاب ساعة ونصف الساعة من التحاور مع مبارك قد بادر «بداية» إلى أن يعرب عن أسفه للحادث، وقال: لقد بادرنا إلى إقامة لجنة مشتركة للتحقيق فى هذا الحادث، وسوف ندرس نتائجها، كما وجهنا أجهزة الأمن والمخابرات لدينا للتعاون فى هذه المسألة والعمل بكل ما فى وسعهم وبذل كل جهد لكى لا تتكرر مثل هذه الأحداث فى المستقبل. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل إن أولمرت كرر فى إجابته عن أسئلة الصحفيين، فى سؤال وجه أصلا إلى الرئيس مبارك، قوله: «لقد أعربت عن أسفى لهذا الحادث، وأملى أن تتمكن اللجنة المشكلة من أن تكشف جوانبه، وإلى جانب ذلك سوف تضع الأسس من أجل منع تكرار مثل هذه الحوادث.. لأننا سويا.. مصر وإسرائيل.. نتطلع إلى أن نرى حدودا آمنة وهادئة بين البلدين». وقال مبارك: «هذا الموضوع أنا فتحته مع رئيس الوزراء «أولمرت»، وقال إنهم آسفون جدا، واتفقنا على أنهم بدأوا فى تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق على أن تتخذ جميع الإجراءات الممكنة حتى لا يتكرر مثل هذا الموضوع». اما اسامة انور عكاشة فكتب فى جريدة الوفد مؤكدا ان حكم الاحتلال الانجليزى كان اخف وطأة من المحتلين الجدد الذين جاؤوا من بين صفوفنا وكبسوا فوق انفاسنا منذ نصف قرن واذاقونا الذل والهوان من كأس الديكتاتورية الكريهة ...ويبشرنا عكاشة بأن الفجر سيولد من رحم الظلمة وساعتها وفقا لرؤية الكاتب سنشاهد كلاب الحراسة تفر وتترك الفرعون الاله يسقط ويلقى نهايته وحيدا واضاف الكاتب يقول " حينما تعود مصر لبنيها! وتتخلص من لعنة الفراعين وتدين بما تدين به شعوب الدنيا التي تحررت وتخلصت من أسر الطغيان والجبروت! فمصر التي ظن أبناؤها أنها ستعود خالصة لهم حين يجلو جنود الإمبراطورية البريطانية عن أرضها ويرحل عن ترابها آخر إنجليزي، الأمر الذي تحقق في بداية صيف العام السادس والخمسين، ثم في نهاية خريفه بعد معركة السويس، اكتشفت أنها قد وقعت صريعة احتلال آخر لا يقل شراسة عن سابقه وكان المستعمر هذه المرة من داخلها.. من أركان النظام الديكتاتوري العسكري الذي استلبها حرياتها وحقوق ابنائها واستبد بأمرها طوال نصف قرن وفي زمن ممتد حتي هذه اللحظة.. ويعلم الله كما يعلمنا أن نظام الاحتلال الأجنبي كان أخف وطأة وأقل بطشاً.. لأنه كان استعماراً مباشراً واحتلالاً سافراً لا يموه عن حقيقة.. أما نظام الدكتاتورية العسكرية الذي يحكم مصر من منتصف القرن الماضي وإلي الآن، فلم يتورع عن رفع شعارات حرية غير متحققة وانتحال حالة حكم مدني دستوري غير موجودة وادعاء ديمقراطية مزيفة.. وحاول أن يداري عريه وعواره ويندثر بأوشحة شرعية مغتصبة.. وأدي هذا المنطق الكاذب المخاتل مستعيناً بالصحافة المؤممة والمكممة وبأبواق الدعاية »الجوبلزية« إلي غسل دماغ أمة بأسرها وتزييف وعيها وتحويلها إلي حظيرة كبيرة يحتجز داخلها أجيال متتالية من مواطنين مدجنين مستأنسين يسلي قيادهم ومصادرة قواهم وقدراتهم علي »الفعل« والمبادرة! .. حين تسقط أسوار المزرعة وتفر كلاب الحراسة ويختفي الزبانية وينتهي زمن الكذب والخداع ويسقط إلي الأبد نظام الفرعون الإله.. حين يحدث هذا ولعله علي الأبواب ستندمل الجراح.. ويتوقف النزيف ولنعلم جميعاً أنه كلما حلكت الظلمة وعم اليأس وتضاءلت آمال الصحوة.. كان هذا بالذات هو رحم الميلاد.. حيث تسري الروح في النطفة لتصبح جنيناً يتخلق في ظلمة الرحم ويكتمل ليخرج للنور.. ولا ينبغي لنا أن نغلب صورة المشهد العام الذي نري فيه مصر الآن والذي لا يوحي ببارقة أمل، فوراءه بالضرورة مشهد آخر يتكون وتتجمع مفرداته وسيقفز إلي المقدمة ليفاجئنا عما قريب.. وما أظننا سنفاجأ.. لأننا في حقيقة الأمر نشعر بذباذبات الأرض تحت أقدامنا.. منذرة ومبشرة.. شعور لا يمكن تفسيره علمياً أو موضوعياً، ولكنه أشبه بميكانيزم الحاسة السادسة أو الإدراك فائق الحس و... مدد يا أهل الله! وننتقل الى ما كتبه اليسارى جلال عارف نقيب الصحفيين فى جريدة اخبار اليوم متناولا الشأن المصرى والحال التى وصلت اليه البلاد لدرجة انه يستلزم الحصول على حكم قضائى حتى يمكن اقامة تمثال للزعيم مصطفى النحاس كما يشير الكاتب ايضا الى ان الاف المصريين يموتون بسبب عدم قدرتهم على العلاج وشراء الدواء ويقول ان الفنان يونس شلبى كان سيلقى مصير اخوانه من المصريين لولا ان الرئيس قرأ عن مرضه فى الصحف وامر بعلاجه على نفقة الدولة ويتسائل الكاتب عن مصير قطاع عريض من المرضى الذين لا تنشر معاناتهم فى الصحف ووصل جلال عارف الى درجة انه صرخ باعلى صوته ملعون ابو الزمان واضاف قائلا " ملعون هذا الزمان الذي نحتاج فيه لحكم قضائي
لكي يقام تمثال لمصطفي النحاس في احد ميادين القاهرة.. فالرجل الذي قاد الحركة الوطنية في مصر علي مدي ربع قرن يستحق ان يوضع في المكان اللائق به بين قادة مصر في تاريخ مصر الحديث. مصطفي النحاس لم يكن مجرد زعيم لحزب، ولا خليفة لسعد زغلول قائد ثورة 19، ولكنه كان صوت الامة وهي تكافح من اجل الاستقلال ومن اجل الدستور، وهو الرجل الذي وقع معاهدة 36 التي حققت الاستقلال الجزئي ثم ألغاها بعد 15 عاما من اجل الاستقلال الكامل، وهو القائد الذي لم ينس ان يرسخ تراث الوطنية المصرية في العمل السياسي، فيتمسك بالوحدة الوطنية ويرفض اضفاء ثوب ديني علي الحكم حين اراد الملك ان يتم تتويجه في الازهر، وهو الرجل الذي انحاز للناس علي الدوام وفرض مجانية التعليم الاساسي وهو الزعيم الذي بادله الناس المحبة ولم يخذلوه في اي انتخابات جرت بحياد نسبي. هل مثل هذا الرجل يحتاج لحكم قضائي لكي يقام تمثال له؟! وملعون هذا الزمان الذي يرقد فيه فنان مثل يونس شلبي علي فراش المرض لسنوات دون ان تمد الدولة له يد العون، ولايتم تصحيح الموقف الا بعد ان يقرأ الرئيس مبارك ما نشر عنه مؤخرا بعد ان اصبح عاجزا تماما عن سداد نفقات العلاج، فيأمر مشكورا بعلاج الفنان علي نفقة الدولة. ما نشر يقول ان الرئيس سأل المسئولين عن حقيقة ما قرأ عن حالة الفنان، فكانت الاجابة ان يونس شلبي في حالة خطيرة ويعاني من شلل نصفي و اجريت له عدة عمليات للقلب المفتوح وزراعة شرايين في قدميه اثر تعرضه لجلطات في المخ والساق.. الخ. طيب.. اذا كانت هذه هي الحالة والكل يعرفها، فلماذا لم يتم التعامل معها من البداية؟ وهل سننتظر قرارا من الرئيس في كل حالة مماثلة؟ وماذا يفعل المواطنون الذين لاتنشر الصحف اخبارهم؟ وماذا سنفعل واسعار الدواء تتضاعف في ظل نظام التجارة العالمية الحرة وحماية الملكية الذي يدار لمصلحة الشركات الاحتكارية الكبري، ولولا المعركة التي دخلها الدكتور عوض تاج الدين من اجل توفير دواء مصري رخيص وكلفته في النهاية مناسبة، لكان عبء ثمن الدواء علي المرضي في مصر الان مضاعفا؟. قضيتان اساسيتان ينبغي ان يتوجه لهما الجهد الوطني الان: التعليم والصحة.. فهل نفعل، ام نمارس هوايتنا الاثيرة: التأجيل لحين اشعار آخر، او مريض آخر ينتظر العلاج علي نفقة الدولة؟!. ونختتم الجولة بما كتبه عبدالعظيم درويش فى جريدة الاهرام عن مأساة اصحاب المعاشات ومعاناتهم مع الشيخوخة وجهادهم فى مواجهة غول البطالة ونذالة وظلم الحكومة لهم وطالب الكاتب بانصاف هذه الفئة البالغ عددها ما يقرب من سبعة ونصف مليون مواطن ومساواتهم فى العلاوة الاجتماعية التى تصرفها الدولة للعاملين والموظفين فى يوليو القادم وحذر الكاتب الحكومة من التعامل مع اصحاب المعاشات على طريقة خيل الحكومة واضاف الكاتب يقول " انحني الظهر‏..‏ وارتعشت الأيدي‏..‏ ووهنت العظام‏..‏ ولم يعد القلب قادرا علي تحمل المزيد‏..‏ وتمرد الدم علي شرايينه التي تصلبت‏..‏ ولم يعد أمام أي منهم سوي انتظار لحظة مغادرة الدنيا‏..!!‏ بالتأكيد لم يعد الكثير منهم يعرف طريقا سوي إلي الطبيب أو إلي المستشفي‏..‏ وتقلصت احتياجاته من الدنيا فكل ما تبقي لأي منهم لا يتعدي سوي ذكريات وأمل في قدرة مالية علي شراء علبة دواء ربما توقف ذلك السعال الذي يكاد يمزق صدره أو يضيف مرونة بسيطة إلي شرايينه تقبل بواسطتها التنازل عن بعض من تصلبها‏..!!‏ في بلاد متخلفة يعاملون امثالهم بإسلوب خاص بزعم احترام حقوق الإنسان ورد حقوقهم إليهم‏..‏ يفتحون ابواب المسارح ودور السينما مجانا أمامهم‏..‏ يمنحونهم حق استخدام وسائل المواصلات دون مقابل‏..‏ رعاية صحية متميزة‏..‏ ولهم الأولوية في كل شيء‏..!!..‏ بينما نحن نري في بلادنا المتقدمة أنهم يستنزفون موارد الدولة‏..‏ يستحلون اهدار ملايين الجنيهات دون ان يقدموا لها شيئا‏..‏ نعتبرهم عبئا علينا‏..‏ مستهلكين وليسوا أبدا منتجين ولذا نعاملهم علي أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة أو الرابعة‏!!‏ 7‏ ملايين ونصف المليون مواطن هم كل مجموع اصحاب المعاشات الذين ينتابهم الأمل سنويا في مثل هذه الايام من كل عام وهم ينتظرون مشروع زيادة معاشاتهم من جانب الحكومة املا في أن يضيف إليها قروشا قليلة من حقوقهم التي سبق أن سددوها قد تمكنهم بعض الشيء من مواجهة غول الزمن الذي افترس صحتهم ولكنهم يصابون دوما بالاحباط‏!‏ وإذا كانت الدولة قد أقرت حق العاملين الذين لايزالون في الخدمة في مواجهة الموجات المتلاحقة من ارتفاع الأسعار بعلاوة اجتماعية سنوية لاتغني ولا تسمن من جوع علي الرغم من انها تتجاوز بكثير مما تقره لأصحاب المعاشات فالأولي بالحكومة ان تراعي هذه الفئة من المواطنين بعد ان استسلموا جبرا لما يفرضه الزمن عليهم‏..!!‏ القضية تستحق بالفعل وقفة في ظل الأنباء التي تتردد عن اعتزام الحكومة التقدم لمجلس الشعب بمشروع قانون لإقرار علاوة لاصحاب المعاشات قيمتها‏10%‏ بحد أقصي‏60‏ جنيها فيما اطلقت علاوة العاملين دون سقف وبحد ادني‏36‏ جنيها‏..‏ فهل تستجيب الحكومة هذه المرة أم تصر علي اطلاق الرصاص عليهم اسوة بخيولها المريضة؟‏!!‏

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة