حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعد الدين إبراهيم: الإخوان تجاوزوا مرسي
«النظام لا يريد المصالحة»
نشر في المصريون يوم 22 - 10 - 2015


صناعة القرار في يد «الدولة العميقة» وليس «السيسي»
أطالب السيسي بوحدة كونفدرالية مع ليبيا
إذا لم يفرج السيسي عن الشباب المعتقل سنفضحه فى المنتديات الدولية
«المنافقون» يريدون تعديل الدستور من أجل مد فترة رئاسة "السيسى"
عزوف الشعب عن المشاركة لغياب قيادات تقنعه بأنها الأصلح
السلطات المصرية تتعامل مع أهالى سيناء ب «عنترية»
إنشاء قناة سويس ثالثة ستنقذ سيناء فى المستقبل
اليسار المصري «خائب» ويراهن على الحصان الخاسر

شخصية مثيرة للجدل، قيل عنها الكثير عبر وسائل الإعلام، وطالتها اتهامات عديدة فى شتى عهود الأنظمة السابقة بين "التخوين" والتمويل إلى الأخونة، حُكم عليه بالسجن المؤبد مع الشغل والنفاذ فى عهد مبارك لاتهامه بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية لكن محكمة النقض برأته من التهم المنسوبة إليه، وحتى بعد ثورتى الخامس والعشرين من يناير و30 يونيو لم تنتهِ الاتهامات وتعرض لحملة شرسة عبر وسائل الإعلام لمجرد طرحه لفكرة "المصالحة" مع جماعة "الإخوان".
اعتاد حملات التشويه التى تعرض لها من حكام مصر المتعاقبين والتي وصلت إلى حد نزع الجنسية المصرية عنه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعلى الرغم مما تتعرض له في السابق إلا أنه مازال يؤمن بأن لكل إنسان الحق فى التعبير عن رأيه أيًا كانت ديانته وجنسيته وملته حتى لو كانوا "أقلية" ما جعله يدخل فى معارك ضارية خسر فيها الكثير، قد تختلف أو تتفق معه لكنه يملك من أدوات الحوار ما يجعلك تستمع إليه بإنصات لأنه يختار كلماته بدقة ومعه لا مجال ل"الالتباس".

إنه الناشط الحقوقي الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، يحدثنا في هذا الحوار عن رؤيته للشأن المصري بعد 30 يونيو، و"المصالحة الوطنية" التي نادى بها ولا زال يتبناها على الرغم من حملات التشويه ضده، ولماذا يعتقد بأن النظام لا يريد مصالحة مع الإخوان، وتوقعاته لنسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية وتقييمه لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومدى رضائه عن تعامل السلطة المصرية مع أهالى سيناء، ورأيه فى "سقف الحريات" وموقفه من الشباب المعتقل، وكيف يرى حكم مصر، ودور "الدولة العميقة" بها ووجهة نظره فى الموقف المصرى من الملف السوري والليبي.

فى البداية.. ما توقعك لنسبة المشاركة الشعبية فى الانتخابات البرلمانية؟
هناك نوع من الخمول والعزوف عن الشأن السياسى وربما هذا نتيجة تصارع وتيرة الأحداث طوال السنوات الماضية والتي أرهقت الناس من متابعة السياسة أو الانخراط فيها، ولعل أحد أهم أسبابه هو غياب قيادات ذات مستوى ممكن أن تقود الشارع، ففي وقت من الأوقات عول البعض كثيرًا على الدكتور محمد البرادعى، وفى وقت آخر عولوا على الفريق أحمد شفيق، ولكن انتهى الأمر بهروب الأول "قرفا" والثاني خوفًا على حياته من القتل، ولم تظهر بعدهما قيادات جديدة تستطيع أن تقنع الشارع بأنها ستقوده إلى بر الأمان، لذا قد تكون نسبة المشاركة فى حدود 55% ولكن ربما وجود حراك فى تونس وفوز منظمات المجتمع المدني بجائزة "نوبل" للسلام يشجع وينعش القوى السياسية أن تستعيد قوتها ونشاطها وتأثيرها فى الشارع.
ماذا عن الشباب.. هل سيشاركون؟
الشباب لن يشاركوا كما ينبغي وهذا خطأ كبير، لأن هناك ما أسميه "دلع الشباب الثورى" الذين قاموا بالثورة وتصورا إن قيامهم بها يعطيهم شرعية تلقائية وليس من خلال العمل والمشاركة وكأنها إرث يأتى لهم على طبق من ذهب وهذا خطأ مجتمعي سياسي كارثي، فقد عزفوا عن المشاركة فى الاستفتاءات بعد الثورة لذا أوجه لهم نداء الآن "ليس بالعزوف ستتحقق أحلامكم ولكن بالعمل".
رأيك فى القوائم المطروحة وبالتحديد "فى حب مصر" و"مصر".. وهل تتفق مع تكهنات البعض بحل البرلمان؟
القوائم المطروحة معقولة نسبيًا وليس هناك قائمة تعبر عن مطالب الناس 100% ولكن يكفى أن تعبر عن جزء منها على الأقل في الوقت الراهن، والقائمتان المطروحتان لا بأس بهما ولكن لن يأخذا الأغلبية كما يتصور البعض.
أما المجلس فأتوقع أن يكون أجله سنتين من أجل إضفاء شرعية على كل القوانين التى صدرت بقرارات جمهورية في غياب المجلس التشريعي وكذلك لإقرار المعاهدات والاتفاقيات وخاصة التى وقعت فى المؤتمر الاقتصادي الذي أقيم بشرم الشيخ، وإذا حدث وحل البرلمان لأي سبب فهذا ليس عيبًا فالديمقراطية هى فن إدارة الصراع سلميًا والاحتكام إلى الناخبين حينما يتعثر وتزداد الخلافات بين القوى السياسية.

المهندس نجيب ساويرس توقع أن حزب المصريين الأحرار سيفوز بالأغلبية وأنه سيشكل الحكومة.. ما تعليقك؟ وكيف ترى خارطة البرلمان؟
هو يتمنى ذلك وحقه، ولكنها مبالغة، فحقيقي أن نجيب يمثل رأسمالية وطنية لكن حزبه لن يحصل على الأغلبية فيمكن أن يحصد حوالى 20 % من المقاعد، لأن البرلمان القادم سيكون موزعًا بين القوى السياسية، والخارطة من وجهة نظري ستكون حوالى 20-30% من القوى الجديدة مثل "فى حب مصر" و"المصريين الأحرار" و20% للأحزاب القديمة وعلى رأسها حزب الوفد و20% للتيار الإسلامي والتي يتصدرها حزب النور والنسبة الباقية ستكون للمستقلين وأعيان الريف والمدن والتي يتخللها أعضاء الحزب الوطنى.
هل ترى عودة أعضاء الحزب الوطنى تكديرًا للحياة السياسية؟
لا.. وجود أعضاء الحزب الوطني أمر طبيعي لأنهم مواطنون مصريون بالأساس، وهناك منهم من ارتكبوا جرائم فى حق الشعب ويُحاكمون، والباقي لابد ألا يحرموا من المشاركة، ومنذ أول انتخابات برلمانية حقيقية فى العصر الحديث عام 1923 وهناك كتلة تمثل الحركة السياسية فى مصر، وهذه الكتلة تتكون من أعيان الريف ووجهاء المدن وظلت تفوز، وهم نحو 600 عائلة متواجدة في 26 محافظة وفى كل محافظة 5 أو 6 عائلات معروفة، وهناك منهم من كانوا أعضاء بالحزب الوطني وهذا ينبغي ألا ننكره ولكن علينا أن نعرف كيفية التعامل معهم، فالرئيس الراحل جمال عبدالناصر استعان بهم إبان الاتحاد القومي والاشتراكي، وكذلك حزب الوفد كان يستعين بهم ويمثل لديهم ثقل.
مطالبات البعض بإجراء تعديلات دستورية من أجل تعديل بعض المواد الخاصة بصلاحيات "رئيس الجمهورية".. كيف تراها؟
ليس عيبًا فى الدستور أن تكون صلاحيات البرلمان معادلة لصلاحيات الرئيس أو أكثر منه بل هى ميزة، لذا أرفض مطالبات البعض بتعديل مادة الدستور الخاصة بالصلاحيات لأن من يسعون ويطالبون بذلك يتملقون عبدالفتاح السيسى، ليس من أجل الصلاحيات فقط إنما يريدون أن يقوموا بتعديل مواد مد فترة رئاسة الجمهورية والتي منصوص عليها بأنها مدتين على الأكثر.. فكلمة "على الأكثر" تؤرق البعض ويهدفون إلى تعديلها حتى تكون مفتوحة وهو تملق مكروه ولابد أن نوقفه لأن الرئيس أصبح الآن له شريك متساو له في القوة، وهذا شيء جديد على مصر في ظل نظام رئاسي كان للرئيس صلاحيات كبيرة جدًا لا توجد فى أي دولة بالعالم.
هل تتوقع أن يصدر السيسى عفوًا رئاسيًا عن الشباب الثوري المعتقل؟
أتوقع ذلك وينبغي عليه أن يفعل ذلك، وإذا لم يفعل فسنقوم مع منظمات المجتمع المدنى بفضحه فى المنتديات الدولية لأن مشكلة الكثير من المعتقلين أنهم موجودون بدون محاكمة، لذا نطالب بمحاكمتهم وإعمال القانون.
الحريات بعد ثورتين.. ماذا عنها؟
الحريات فى مصر مرتبطة بالوعي الشعبي ووجود نصوص لا يكفي وملاحظتي كعالم سياسي هى أن هناك 3 أشياء حدثت بعد ثورتي الخامس والعشرين من يناير و30 يونيو لن تتغير أولها أنها كسرت جدار الخوف فلم يعد هناك مَن يخاف سواء من الأمن أو السلطة والثاني أن الكل أصبح يتحدث فى السياسة بعد أن كانت قاصرة وحكرًا على النخبة، أما الأمر الثالث هى استعداد الناس للمشاركة بمعنى إذا تمت الدعوة إلى مليونية يخرج إليها الناس، وهذا لم يكن موجودًا فى السابق فهى ظاهرة جديدة عند الشعب المصري وتعتبر تطورًا إيجابيًا لذا سيكون كل ما ذكر الحافظ والضامن لمصر بأنها لن تعود إلى عهود الاستبداد.
هل تعتقد أن منظمات المجتمع المدني قادرة على تحقيق ما فعلته "تونس
منظمات المجتمع المدنى الموجودة فى مصر مثل منظمات حقوق الإنسان وغيرها قديمة وراسخة، وتونس على الرغم من أنها دولة صغيرة فاعتبرها "سندريلا العرب" لأن ثورات الربيع العربى بدأت فيها وهذا لم يكن متوقعًا وليس هذا فحسب بل استطاعت بعد الثورة أن تنفذ خارطة الطريق بالشكل السلمى الذى لم يتلكأ وأتمنى أن نتعلم منها وجائزة "نوبل" منحت لهم عن جدارة واستحقاق وأنا بالمناسبة قد رشحت لهذه الجائزة أثناء وجودي بالسجن عام 2003 فى عهد مبارك وحصل عليها فى هذا العام جيمي كارتر.
جماعة الإخوان المسلمين.. هل تظن أنها تجاوزت "شرعية مرسى"؟
الإخوان يدركون داخل أنفسهم وفى مجالسهم الخاصة أن مرحلة "مرسى" ذهبت ولن تعود ولكن حديثهم عن "الشرعية" يعطيهم أحجية تفاوضية للمساومة فهم يدركون أنهم ارتكبوا أخطاءً وعليهم أن يدفعوا ثمنها, وهم يتظاهرون لشعورهم بالإقصاء، وأنا أرفض ذلك الإقصاء لأي قوى سياسية سواء الإخوان أو غيرهم حتى وإن اختلفت معهم فهم كانوا ضحية وجلاد، فالإخوان ظلوا على مدى عقود ضحية وفى ظرف سنة أصبحوا "الجلاد" وبدلاً من أن يقدموا قدوة للحكم الصالح ضلعوا في ممارسات الأنظمة الأخرى التي ظلمتهم فى السابق.
هل ترى أن سبيل الخروج من الأزمة الحالية فى البلاد "المصالحة الوطنية"؟
النظام لا يريد "مصالحة" لأن المصالحة تنطوي على شيء من التوافقية بمعنى "هتدينى إيه وهتاخد إيه"، فالمصالحة بالنسبة له تنطوي على المشاركة فى السلطة وهو لا يريد مشاركة له فى الحكم، ولكن بمرور الوقت سيدرك النظام أن المصالحة لابد منها وهى إن كانت تبدو مشروعًا مؤجلاً ولكنها قادمة لا محالة.
الجميع فى وسائل الإعلام يرفضون كلمة "مصالحة" ومن يتحدث عنها يعامل معاملة "الخائن"؟
أول من طالب بالمصالحة كنت أنا وشُنت على هجمة شرسة فى شتى وسائل الإعلام، وطالتني اتهامات عديدة، بين التمويل والعمالة وغيرها، ولكن على الجميع أن يدرك أن المجتمعات الساعية للديمقراطية تكون كلمة "مصالحة" مقدسة لأن الديمقراطية هى إدارة الصراع سلميًا ويأتي ذلك بأن تعترف بالآخر ويكون هو معترف بك، والتحدث دون تخوين أو تكفير من أى طرف وأنا ضد التصنيفات واتهام أى شخص بالعمالة والخيانة طالما لم يجر تحقيق ومحاكمة شفافة وعادلة لذا كل مواطن صالح حتى يثبت العكس واستخدام كلمة "خائن" أو "عميل" أو غيرها المراد بها استعداء الرأى العام ضد أشخاص معينين وهذا أسلوب ورثه الإعلام من الأنظمة السابقة التى تعتمد على تشويه المعارضين.
متى تتوقع أن تتم تلك المصالحة.. وهل سيكون هناك تنازلات؟
أتوقع أن تكون بعد شهور من الانتخابات البرلمانية وسيكون معها عفو عن الجميع الموجودين من الإخوان فى السجون، فالمصالحة تكون بالتوافق والاتفاقات وأدعو إلى ذلك الآن حتى نبدأ صفحة جديدة ولا نغرق فى سلوكيات انتقامية، لأن النظام إذا أقدم على إعدام الإخوان سيخلق منهم شهداء إلى الأبد، لذا علينا أن نتعلم من غيرنا فنيلسون مانديلا ظل فى السجن 27 عامًا وعندما خرج لم ينجرف إلى أعدائه السياسيين لينتقم منهم بل كون لجانًا تسمى "الإنصاف والمصالحة" وأتى بكل ضحايا النظام العنصري وخيرهم، منهم من قبل ب"العفو" وآخرين بتعويض مادي فالمهم أن تصدق النية على فتح صفحة جديدة حتى نجد وسائل للمضى فى المستقبل.
ما الملفات التى نجح فيها السيسى والأخرى التى أخفق فيها.. وماذا عن تغيير الحكومة؟
السيسى نجح فى بعض الملفات الإقليمية والدولية، لكنه أخفق داخليًا لأن معظم من انتخبوه ولاسيما الطبقات المهمشة والفقيرة لم تشعر بتحسن، وكذلك الشباب لم يحظ بما كان يطمح إليه.
وبالنسبة لتغيير الحكومة من وجهة نظرى لم يكن قرارا صائبا، وخاصة الطريقة التى تمت بها، فهى حكومة تكنوقراط وشاركت وأسندت لها مهام كبيرة فى السابق.
مركز صناعة القرار فى مصر.. فى يد من؟ السيسى أم هناك أطراف أخرى؟
القرار فى يد الدولة العميقة المتمثلة فى دولة المخابرات وأمن الدولة "الأمن الوطنى حاليا" والجيش والقضاء والشرطة، ومهما تغيرت الأنظمة من السطح يستمر هؤلاء فى إدارة الشأن العام.
من المسؤول عن الإرهاب فى سيناء؟
مصر أهملت سيناء لسنوات عديدة، وبالتالى استطاع الإرهاب أن يستغل الفراغ العمرانى والمجتمعى بها ووجد له موطن قدم، وجعل سيناء مكانا خصبا للتطرف، وقالها لى بالنص فى ثمانينات القرن الماضى أحد قيادات الجيش فى حرب تحرير سيناء: "تعلمنا في سيناء كل شيء.. جبالها وسهولها وآبارها وممراتها لكن الشيء الوحيد الذى لم نتعلمه هو أهل سيناء"، لذا لا يمكن أن نحافظ على سيناء إلا باحتواء الأهالى هناك ولا يكون ذلك بالكلام إنما بالعمل، ومن وجهة نظرى إنشاء قناة سويس ثالثة من العريش إلى طابا قد تحقق ذلك، فوجود مجرى ملاحى بين البحر المتوسط وخليج السويس يكون باتساع ضعف قناة السويس وبعمق أكبر لتتسع للناقلات الضخمة سيجعل منها عامل جذب لمجتمعات عمرانية جديدة تؤمن سيناء، لأن أى أرض فارغة تدعو الطامعين والغزاة لها.
ماذا عن تعامل الدولة مع أهالى سيناء؟
هناك ثأر بين الجيش وأهالى سيناء سببه أن السلطة المصرية وهى الجيش هناك تعتقد أن كل سيناوي إما جاسوسا أو خائنا أو مهربا، إلى أن يثبت العكس بدلا من أن يصبح السيناويون جزءا من الوطن، لذا هناك عدد من الشباب هناك ساخط جعل من السهل انخراطه فى سلوكيات غير سوية، مثل التهريب والمخدرات والتجسس والعمالة، فإذا كانت السلطة فى بلدك تتعامل معك على هذا الأساس فماذا بعد ذلك، لذا يجب تغيير عقلية السلطة المصرية بقدر الرغبة فى تغيير أهالى سيناء والتعامل العنترى مع أهالى سيناء وإخلاء المناطق الحدودية والأمر بالتعويضات التى لا تأتى بنفس سرعة الإخلاء لن يجدى.
العاصمة الإدارية الجديدة.. هناك من يهاجمها وعلى سبيل المثال ممدوح حمزة ويرى أننا لسنا بحاجة إليها..
مشروع واعد ولكن ينبغى أن تتم كل الدراسات المطلوبة قبل البدء فيها وفقا للقاعدة الاقتصادية لتكون مصدرا للإنتاج والعمل والتى سيقيم بها سكان هذه المدينة، ونحن نمتلك خبراء ومخططين يقومون بذلك، ولكن نطالب بأن تتم هذه الدراسات وتعرض للنقاش العام، فهى جزء من الامتداد العمرانى خارج الدلتا والوادى، أما ممدوح حمزة فأحيانا يقوم بدور عجائز الفرح، فإذا لم يُدع فى مثل هذه المشاريع وهو خبير دولى فيشعر بالغضاضة، فيبحث عن أى ثغرات لانتقاده ولكن نأخذ الانتقادات على محمل الجد.
الوضع فى سوريا.. كيف تصفه وبم تتنبأ له؟
وضع مأساوى بسبب سيطرة أسرة الأسد على الحكم طوال 50 عاما، وهذه أكثر مدة حكمت فيها دولة عربية وهم جزء من طوائف سوريا وهى العلوية، والتى لا تتجاوز 15% من سوريا، وسيطرت على 85% طوال عقود، وكان متوقعا ذلك منذ فترة طويلة، ونتيجة التنوع العرقى والطائفى وسطوة هذه الأقلية لجأت الأقليات الأخرى لقوى إقليمية لدعمها.
والتدخل الروسى الذى استدعاه بشار هو إشارة إلى عدم قدرته وثقته فى ولاء الجيش السورى وعدم استطاعته أن يخمد معارضيه كما تعود هو وأبوه والمطلوب صيغة للخروج الآمن لآل الأسد وطمأنة الطائفة التى ينتمى إليها الأسد إلى أنهم لن يتعرضوا لمذابح أو إقصاء فى المستقبل، وأرجو ألا تكون نهاية الأسد مثل القذافى ولكن إصراره سيجعل مصيره مثله.
ولابد لمصر والسعودية والأردن أن تبحث عن سوريا فيما بعد الأسد وإعطاء فرصة لفترة انتقالية سنتين ولا تتجاوز 3 سنوات ليعقبها انتخابات حرة نزيهة، تحت إشراف الجامعة العربية لاختيار برلمان حقيقى وحكومة ديمقراطية.
اختلاف الرؤية المصرية والسعودية فى التعامل مع الملف السورى فيما يتعلق ب"الأسد".. كيف تراها؟
بوجود روسيا على الخط لا البديل المصرى أو السعودى ستُكتب له الريادة أو السيادة فى الأجل القصير، وروسيا دخلت كلاعب أساسى الآن وإيران موجودة بالفعل، لذا لابد من خماسية تتكون من روسيا ومصر والسعودية وتركيا وإيران من أجل إدارة الملف وتحقيق تسوية مقبولة تحافظ على مصلحة سوريا ودول الجوار ومنع تجزئة سوريا فى ظل غياب صارخ للدولة المصرية وانشغالها بالشأن الداخلى وإن كان هذا لا يعتبر عذرًا كافيًا.
اليسار المصرى يؤيد بشار الأسد بضراوة.. بم تفسر ذلك؟
اليسار المصرى طوال تاريخه "خائب" فى توقعاته، ودائمًا ما يراهن على الحصان الخاسر، فى السابق توقع انهيار الرأسمالية الأمريكية وحدث العكس وانهار النظام الشيوعى والاتحاد السوفيتى، وهم يدعمون الأسد على الرغم من أنه حصان خاسر ظنًا منهم أن حزب البعث العربى الاشتراكى مازال يمثل فكرة القومية العربية ودخول روسيا على الخط يجعل حنينهم إلى "العبودية الروسية" يزداد ما جعلهم يؤيدونها فى أى ملف.
هل تؤيد فكرة هيكل ودعوته للسيسى من أجل زيارة سوريا؟
من الممكن ولكن الزيارة محفوفة بالمخاطر، فليست هى المطلوبة فى حد ذاتها وإنما الخطة التى سيتم التحرك بها هى الأهم، فلابد من مصالحة من أجل لم شمل الفرقاء السوريين وأتوقع أنهم سيقبلون وساطة مصرية وعندئذ تكون الزيارة تتويج لهذه التوافقات التى تتم مقدمًا، فالوحدة المصرية السورية سابقا كان من أهم أسبابها هو شعور السوريين بالخطر التركى عليهم، وهم يبحثون الآن عن دور مصرى وسيتقبلونها.
كيف ترى سبل الخروج من الأزمة فى سوريا وليبيا واليمن؟
فى ضوء عدم استقرار الوضع فى الوطن العربى هناك دعوة أن تضم مصر ليبيا لها ككونفدرالية والسعودية تضم اليمن لها كونفدراليًا وكذلك الأردن وسوريا بعد استفتاء شعبي وأنا أتفق مع هذا الطرح، وعن تخوف البعض من المطامع لن يكون ذلك متحققًا، فعلى سبيل المثال لن يبدو أن تطمع السعودية وهى الأغنى بالطبع فى اليمن.
سد النهضة.. هل التحركات المصرية كافية؟ وما إمكانية اللجوء إلى الحرب؟
لابد أن يكون هناك تحرك أوسع من خلال إيجاد مشاريع يستفيد منها الإثيوبيون بحيث يكون لهم مصالح معنا وهذا ممكن بأن تجرى مفاوضات بتخفيض ارتفاع السد وعمل سدود أخرى من أجل توسيع الأراضى الزراعية، وإلى وقت طويل لابد أن تكون المفاوضات السلمية هى الأسلوب المستخدم، ولكن إذا كانت البلاد ستموت من العطش سنضطر إلى الحرب وقد نستخدمه ووارد، وهناك من تنبأ منذ 50 عاما بأن الحروب القادمة فى الشرق الأوسط ستكون من أجل المياه إنما الحرب لابد أن تكون خيارا أخيرا والبدء بالحلول السلمية والتوافقية والتنازل من كل الأطراف هو الخيار الأول.
تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش".. ماذا عنه؟
الكثير لا يعرف كيف بدأت داعش فبعدما غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق قام المندوب الأمريكى هناك بول بريمر بحل الجيش العراقى وكان هناك ما يقرب من 5000 ضابط من جيش صدام حسين فى الموصل، وعندما جاءت حكومة انتقالية سيطر عليها الشيعة المضطهدون إبان حكم صدام والذين تحولوا بعد ذلك إلى اضطهاد السنة قام الضباط العرب السنة من جيش صدام بحركة مقاومة لحكومة المالكى التى كانت تحابى الشيعة على حساب السنة، واستطاعوا بسرعة أن يسيطروا على "الموصل" والأسلحة والبنك الذى كان هناك فأصبح لديهم الكثير من الأموال والسلاح وبدأوا يجتاحون غرب العراق من الموصل حتى قرب بغداد ولم يجدوا مقاومة إلى أن عبروا الحدود ووصلوا إلى سوريا، وخروجهم خارج العراق لأنهم فى الأصل قوميون من حزب بعث "صدام" وزادوا عليه إسلام متطرف فتعمدت بث الذعر فى نفوس الناس قبل دخول أى مدينة، فهم لديهم رغبة فى إعادة أمجاد الإمبراطورية الإسلامية وإحياء رسالة حزب البعث "أمة واحدة ذات رسالة خالدة"، فبقايا هذا الشعار لا يزال فى عقول "الدواعش".
ما أكثر المعارك الفكرية التى خضتها فى العهود السابقة وجعلتك تصطدم بالأنظمة؟
أولها كانت فى عهد "ناصر" عندما اعترضت على تقاعسه عن حماية مواقع تحويل نهر الأردن سنة 1966 وكنت أشغل منصب خارج مصر، ونالنى من تعسف النظام والأجهزة الكثير فنزعت عنى الجنسية ووضعت تحت الحراسة وظللت خارج مصر 13 عاما.
أما السادات فكان مشكلتى معه فى قضيتين، الأولى هى تعامله مع الملف الطائفى، والثانية كيفية تعاطيه مع الجماعات الدينية والقوى السياسية، وكنت دائما أصطدم به، فكان يستدعينى ويوبخنى عندما أختلف معه وبعدها يأتى لمصالحتى، إلا أننى أذكر عنه أمرا لن أنساه يجعله مختلفا عن الرؤساء الآخرين، وهو أنه كان يختلف مع شخص ما ويكلفه بعمل فكان يستطيع كسب خصومة ويجعلهم يعملون لصالحه فهو "ثعلب".
وخضت معركة كبيرة مع مبارك عندما أنشأت منظمة لحقوق الإنسان واضطررت لإقامة مؤتمر الأقليات فى قبرص لرفض الحكومة إقامته فى مصر وتعرضت لهجوم ضارى من الصحافة وقتها، وكنت أنبه فيه العالم العربى منذ 30 عامًا إلى مشكلة الأقليات التى انفجرت الآن ودخلت "السجن" ووجهت إلى اتهامات عديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.