عزا سياسيون عن أسباب تراجع حزب "النور" السلفي، في الجولة الأولى من انتخابات البرلمان، التي جرت على مدار اليومين الماضيين، إلى عدة عوامل، منها الحملات المضادة التي شنها البعض ضد الحزب، وضد التيارات الإسلامية، بالإضافة إلى الموقف الاجتماعي السائد منذ 30 يونيو، ومقاطعة الكثير من أنصار التيار الإسلامي للجان الانتخابية. واختلفت نتائج حزب "النور" خلال الانتخابات الحالية تمامًا عن نتائجه خلال برلمان 2012، حيث فاز في أولى تجاربه البرلمانية ب 112 مقعدًا بنسبة 22% من إجمالي عدد المقاعد، وتصدر المركز الثاني بعد حزب الحرية والعدالة في الفترة الماضية، وجاءت نتائج الجولة الأولى من انتخابات المرحلة الأولى هذا العام، مخيبة للآمال، حيث لم يحسم أي مرشح للنور فوزه في المقاعد الفردية، ويخوض 25 مرشحًا انتخابات الإعادة الأسبوع المقبل، في حين تفوقت قائمة الحزب في مطروح وبعض الدوائر بالإسكندرية. وقال يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية ورئيس وحدة الانتخابات بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن حزب النور سعى لأن يكون البديل للتيار الإسلامي، ولكنه فشل في ذلك وأظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات ضعف شعبية الحزب. وأضاف العزباوى ل"المصريون"، أن الجولة الأولى من الانتخابات أثبت فشل حزب النور في الاستحواذ على أكبر عدد من الأصوات باللجان، وهذا يرجع إلى حملة "لا للأحزاب الدينية" التي قامت بتوعية الناس على أرض الواقع، وبالتالي قام المواطنون بعدم انتخاب أي حزب على أساس ديني. من جانبه قال محمد عطية، المتحدث باسم حملة "لا للأحزاب الدينية"، إن النتائج "الهزيلة" التي حققها حزب النور في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وفق المؤشرات المبدئية، جاءت نتيجة وعي الشعب المصري وجهود الحملة التي نجحت في عزل الحزب شعبيًا وسياسيًا وانتخابيًا. وأضاف عطية، أنهم لا يعملون لصالح أي فصيل ولكن كان هدفهم وقف استغلال الدين في السياسة سواء من جانب. وأردف المتحدث باسم الحملة، أن الشعب لم يعد يمكن خداعه بسهولة لذلك لم يصوت للحزب إلا بنسبة ضئيلة، مشيرًا إلى استمرارهم ضد كل من يستغل الدين في السياسة حتى في المرحلة الثانية. وأرجع سمير غطاس المستشار القانوني لحملة "لا للأحزاب الدينية"، تراجع حزب النور في الجولة الأولى إلى حملات التوعية التي قام بها أعضاء الحملة، مؤكدًا أن مصلحة مصر مع التيار المدني وأن الحملة استطاعت تحقيق أهدافها لتوعية غالبية المواطنين.