حال مهنة الصحافة في مصر هذه الايام لا يسر ... والمتصفح للمواقع والصحف الالكترونية الخاصة يجد ان عناوين وموضعات وفيديوهات معظم الاخبار تكاد تكون متطابقة تماماً ما عدا اسم المحرر او المحررة فهو الذي يتغير .... والدليل ، موضوع تدوينة السلفي نادر بكار عن اسامة بن لادن .. فقد حاولت تتبع الخبر لأعرف مصدره والتأكد من صحته من خلال محرك البحث جوجل " google " ، فاكتشفت مصادفة ان معظم المواقع نشرت الموضوع بعنوان واحد وصياغة متشابهة تقريبا والعنوان الموحد للخبر بالمواقع هو ( تداول تدوينة قديمة منسوبة لنادر بكار: "لبيك اللهم عمرة عن أسامة بن لادن ) .....!!!!!! بحثت عن ان شيء جديد مثل تعليق لبكار او لأحد قيادات حزب النور عن الموضوع في اي موقع لم اجد .. وكأن الجميع اكتفوا بالنقل من بعضهم البعض او من المايسترو الذي " يحركهم " دون تكليف أنفسهم عناء البحث عن شيء جديد في الخبر .
على زماننا وقت عملنا بالصحف المعارضة خلال عقد التسعينيات وبداية الألفية الثالثة كنا نعيب على الصحف القومية اتفاقها في العناوين و الموضوعات ..وكانت الصحف المعارضة تمتاز بما تقدمه من قضايا وموضوعات وحملات صحفية جديدة تتناول هموم الناس .. وتكشف قضايا الفساد في كل مكان ... ومع ظهور الصحف الخاصة بصورة مكثفة مثيرة للجدل بدأت في التميز عن الصحف القومية والمعارضة ... لكن بمرور السنين انتقلت العدوى من الصحف القومية الى الصحف الخاصة والمعارضة فأصبحت جميعها صحفًا ومواقع الكترونية تتفق في عناوين وموضوعات بل وصياغة معظم الاخبار وكأن كاتبها واحد وباقي الصحف نقلت دون بذل أدنى جهد لتعديل الصياغة ....
وفي مرات قليلة ونادرة قد نجد بعض الصحف مثل صحيفة ( المصريون ) تختط لنفسها خطا مستقلا بعيدا عن القطيع الصحفي الذي يغرد خلف مايسترو مجهول لا يعرف حقيقته احد ...
فاذا كانت الصحف القومية قد نلتمس العذر لها في اتفاقها باعتبارها صحف مملوكة للدولة فلا عذر للصحف والمواقع الخاصة في نقل الاخبار عن بعضها البعض واتفاقها في العناوين والنصوص دون تعديل ، فهي صحف من المفترض انها مملوكة لعدة أشخاص ورجال اعمال مختلفون في الظاهر الا اذا كانوا جميعا يعملون لدى شخص واحد يمولهم جميعا لاصدار عدة صحف خاصة بهدف السيطرة على الرأي العام ... !!!! علامات استفهام كبيرة وكثيرة تبحث عن اجابة ....