نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 5 أكتوبر مقالا للكاتبين أندرو روث وثوماس غيبسون نيف, شككا فيه بنجاح التدخل الروسي بسوريا, لثلاثة أسباب, الأول أن القوات الروسية لا تزال تستخدم معدات حربية قديمة. وبالنسبة للسبب الثاني, أضاف الكاتبان أن الجيش الروسي بمعداته وتقنياته القديمة لا يجد أيضا في سوريا ما يعتمد عليه سوى جيش ضعيف التدريب وغير مؤهل يتمثل في قوات بشار الأسد، كما أن الشعب الروسي لا يدعم بقاء قواته في صراع طويل المدى في سوريا. وتابعا "روسيا تستخدم مقاتلات تعود إلى الحقبة السوفيتية، وبعضها غير قادر على شن غارات ليلية، وذلك لأن هذه الأصناف من المقاتلات تفتقر لأجهزة الاستشعار التي تمكنها من القيام بهذه المهمات". أما فيما يتعلق بالسبب الثالث, أشار الكاتبان إلى أنه ليس بمقدور روسيا استعادة الأراضي السورية التي فقدها نظام الأسد، ولكنها قد تساعد في استعادة أجزاء بسيطة، ومن ثم العمل على إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وأما القاذفات الروسية فتتسبب في الكثير من الخسائر بين المدنيين, لأنها تستخدم قنابل غير موجهة، مما يقلل من فاعلية التدخل الروسي برمته في المستنقع السوري. وأضافا " إذا لم تعزز روسيا من تدخلها العسكري في الحرب بسوريا بشكل كبير، فإنه من غير المحتمل أن تتمكن من إحداث تغيير في مسار هذه الحرب المستعرة منذ سنوات، ثم إذا كانت روسيا تفخر بأن جيشها أصبح أقوى مما كانت عليه الحال قبل 25 عاما، فإن الخبراء يعرفون أن القوات الروسية لا تزال تستخدم معدات حربية قديمة". وفي 5 أكتوبر, دعا 41 فصيلا سوريا مسلحا معارضا دول المنطقة الداعمة للثورة في سوريا إلى تشكيل تحالف مضاد للتحالف الروسي الإيراني الذي وصفته بالمحتل لسوريا، وتعهدت بمقاومته. وقالت الفصائل في بيان -ومن أبرزها حركة أحرار الشام والجبهة الشامية وجيش الإسلام وجيش المجاهدين وحركة نور الدين زنكي- إن الواقع الجديد الذي فرضه التدخل العسكري في سوريا لدعم نظام بشار الأسد يحتم على دول الإقليم عامة والحلفاء خاصة المسارعة إلى تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي الإيراني. ووصف البيان التدخل العسكري الروسي بأنه احتلال غاشم قطع الطريق على أي حل سياسي، محذرا من أن هذا التدخل سيزيد العنف والإرهاب. وكان سلاح الجو الروسي بدأ في مطلع أكتوبر غارات جوية استهدف معظمها مواقع للمعارضة السورية المسلحة، بما فيها فصائل الجيش الحر، في محافظات بوسط وشمال سوريا، مثل حمص وحماة وإدلب. وقالت موسكو بداية إن تدخلها يستهدف تنظيم الدولة، لكنها أوضحت بعد ذلك أن عملياتها ستستهدف أيضا جماعات "إرهابية" أخرى, في إشارة إلى الفصائل التي تُصنف إسلامية على غرار حركة أحرار الشام والجبهة الشامية، بالإضافة إلى جبهة النصرة. وفي بيانها , قالت الفصائل السورية المسلحة إن أي قوات احتلال في سوريا تعد أهدافا مشروعة لها، وأكدت تمسكها بوحدة الأراضي السورية، ورفضها أي مشروع تقسيمي من قبل نظام الأسد, ومن وصفهم البيان "بأسياده". وخاطبت هذه الفصائل المعارضة الشعب السوري بالقول إن الحرب القادمة هي حرب تحرير الأرض السورية مما وصفته بالاحتلال الروسي والإيراني، ودعت كل "الفصائل الثورية المسلحة" إلى توحيد الصف والكلمة. وقالت إن الغرض من التدخل العسكري إنعاش النظام السوري بعد "موته سريريا"، وبعدما باتت هزيمته وشيكة. واتهم البيان روسيا بقتل عشرات المدنيين بارتكاب مجزرة في ريف حمص (وسط سوريا) راح ضحيتها نحو خمسين مدنيا. وحسب "الجزيرة", وصف البيان أيضا حكومة الأسد بأنها "حكومة فاشية عميلة" استجلبت قوات محتلة إلى سوريا للمرة الثانية (الروس بعد الإيرانيين)، وحذرت جميع الأطراف من أن تتحول لشريكة في احتلال سوريا من الروس والإيرانيين