فيما اعتبر دحضا لمزاعم الكرملين حول أن التدخل العسكري بسوريا يحمي روسيا من "الإرهاب", قال الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف إن إعلام بلاده يمارس التضليل والكذب العلني تجاه ما يحدث في سوريا، ولا يقدم صورة حقيقية للجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق المدنيين العزل. وأضاف ستيبانوف في تصريحات ل"الجزيرة" أن الشعب الروسي يعارض التدخل العسكري بسوريا, مستشهدا باستطلاع للرأي أجري قبل نحو شهرين أظهر أن ما يزيد على 69% من الروس عارضوا التدخل العسكري بالشأن السوري, وعارضوا إرسال قوات إلى الخارج تحت أي ذريعة كانت. وتابع "الإعلام الروسي يمارس التضليل تجاه ما يحدث في سوريا، ولذا يوجد لدى بعض الروس صورة مغلوطة عن حقيقة الوضع المأساوي هناك، ولا يبقى أمام الكثيرين سوى مواقع التواصل الاجتماعي للإطلاع على حقيقة ما يحدث هناك". وبررت روسيا عدوانها على الشعب السوري بنيتها القضاء على تنظيم الدولة وحماية نفسها ممن سمتهم الإرهابيين القادمين لأراضيها من سوريا، لكنها واجهت سيلا من الانتقادات من الولايات لمتحدة وحلفائها بأن الطيران الحربي الروسي شن خلال الأيام الماضية غارات على مدن سورية لا يوجد فيها تنظيم الدولة، واستهدف بدلا من ذلك مواقع تابعة للمعارضة السورية المسلحة، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين, في محاولة لإنقاذ نظام الأسد ومنعه من الانهيار. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دعا في 3 أكتوبر جامعة الدول العربية إلى عقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية لبحث "العدوان العسكري الروسي" على الشعب السوري وتقرير التدابير اللازمة لدفعه. وحسب "الجزيرة", عبّر الائتلاف و71 فصيلا من المعارضة السورية المسلحة، خلال اجتماع في إسطنبول التركية، عن رفضهم التدخل العسكري الروسي في سوريا. وقال المجتمعون في بيان لهم :"إن التصعيد الروسي يتحمل مسؤوليته نظام بشار الأسد الذي حوّل سوريا إلى مرتع للتدخل الأجنبي، كما ساهم في ذلك صمت المجتمع الدولي". وأضاف البيان أن ذلك التصعيد قد يشكل ما وصفها بنقطة اللاعودة في العلاقة بين الشعب السوري وروسيا. ومن جهة ثانية، رفض الموقعون على البيان مقترح المبعوث الدولي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا المتمثل في تشكيل مجموعات عمل، وقالوا إن طرح المبادرة بشكلها الحالي هو تجاوز لمعظم قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالشأن السوري ويفتح المجال لإعادة إنتاج النظام بصور مختلفة. لكن الموقعين على البيان أكدوا التزامهم بالعمل من أجل حل سياسي في سوريا "لا يتضمن أي دور لرأس النظام وأركانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين في أي عملية سياسية انتقالية أو على المدى البعيد".