تتزايد وتيرة الاستعدادات الصينية للانضمام إلى الدب الروسي في حربه ضد الجيس السوري الحر المناهض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبانضمام بكين تصبح الثورة السورية في مواجهة حرب عالمية ثالثة تقودها روسيا والصين وإيران وحزب الله، وإسرائيل والتي قصفت الأراضي السورية مؤخرا بدعوى سقوط قذيفة عليها من الجانب السوري. ويدعم بشار قوى إقليمية على رأسها مصر والأردن والإمارات، في مواجهة تحالف سعودي قطري تركي يرفض بقاء الأسد ضمن أي مبادرة مستقبلية لحل الصراع المتفاقم في سوريا منذ سنوات. وتدفع بكين بمقاتلات صينية ستشارك روسيا في شن غارات على سورية، في غضون أيام، ومن المقرر أن تشارك حاملة طائرات صينية في طريقها إلى البحر المتوسط في العمليات الروسية، بدعوى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
السفير محمود فراج مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن ما يحدث في سوريا من حملات عسكرية روسية لمساندة بشار الأسد ، يعد مقدمة لبدء حرب كبيرة في المنطقة العربية, تحاول خلالها كل من روسيا وأمريكا أن تسيطر على سوريا ودعم نفوذها في المنطقة والسيطرة على البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأن روسيا تمتلك قواعد عسكرية كبيرة في سوريا تحاول حمايتها من خلال حماية نظام بشار الأسد مؤكدا أن الخاسر الوحيد هي سوريا . وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون" أن سوريا تقع في قلب الوطن العربي، وبها بترول وكنوز مختلفة، وتعد بوابة العرب لذلك فهي تمثل كنز إستراتيجي للولايات المتحدةوروسيا وايران، والسيطرة عليها يمثل إحكام القبضة على قلب الوطن العربي . واستبعد أن يكون هناك مواجهة مباشرة بين المعسكرين الروسي والأمريكي لوجود معاهدة تمنع المواجهة خارج الحدود, مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لن تدخل في حروب قد تجني منها خسائر كما حدث في فيتنام وغيرها. وأكد "فراج" أن تخلي روسيا عن سوريا سيكون بمثابة نهاية لنفوذها من المنطقة ككل مستبعدا أن يتم هذا بشكل سهل. ويقول السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق إن القضية السورية تم تدويلها بصورة واضحة نتيجة للمؤامرات الإقليمية وتدخلات الدول الكبرى، فضلا عن أن الأوضاع العربية غائبة عن ممارسة التأثير الذي يمكن أن يجذب الأطراف إلى حل مقبول. وأضاف في تصريح خاص ل"المصريون" أن العناصر الموجودة في الساحة تحاول الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في فترة قد تتعرض للمساومات، وذلك ضمن المؤامرات الإقليمية والدولية وما يدور فيها من مساومات، وقد يبدو محتملا للاتفاق صيغة تنتقص من بعض صلاحيات الأسد وتهيئة المسار لقيادة أخري ستكون من العسكريين. وأشار إلي أن هناك رضوخ دولي على ما يبدو وسعي للاعتراف بالدور الإيراني ليس في سوريا وحدها ولكن على مستوى المنطقة وهو ما يجب وضعه في الاعتبار. وأكد أن التدخل الروسي سوف يوقف اتجاه تركيا للتدخل في شمال سوريا ، مضيفا أن المرحلة القادمة سوف تشهد خلطا للأوراق ما بين تدخل خارجي سافر ، ومحاربة الإرهاب الذي ستقوم القوى الخارجية باستثماره لصالحها في ظل تقسيم مناطق النفوذ بين الدول الكبرى .