شكك سفير إسرائيل الأسبق لدى مصر تسفي مزئيل في أن تكون رسالة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصلت إلى القوى العالمية الكبرى حين عرض بوضوح القضايا التي تواجه الشرق الأوسط أثناء مشاركته في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين. وقال مزئيل، في مقال بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إنه مع افتتاح الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة تتركز عيون العالم على سوريا والوجود العسكري الروسي هناك، وتتطلع أمريكا إلى تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران الذي يجعلها فعليا القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن انشغال القوى الكبرى بمصالحها الضيقة يجعلها "لا ترى الفيل الموجود في الغرفة". وأضاف مزئيل، الذي شغل منصب سفير إسرائيل بالقاهرة بين عامي 1996 و2001، كما عمل سفيرًا لإسرائيل في رومانيا والسويد أن أمريكا تركت المنطقة تحت رحمة إيران. وقال إن فرنسا وافقت أخيرا، في الأسبوع الماضي، على إرسال طائراتها لقصف تنظيم الدولة الإسلامية لكن في سوريا فقط وليس في معاقله العراقية، فيما تؤكد إيران وضعها المسيطر، وتزداد قوة حزب الله، وترسل روسيا أسلحة وطائرات إلى سوريا في تحرك يهدد ما تبقى من استقرار في المنطقة. وأشار إلى أن الغرب يتدافع دون نظام للتكيف مع الواقع الجديد، لكن الرئيس المصري استطاع أن يجعل صوته مسموعا ولو لبرهة قصيرة، مؤكدا، أثناء مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس يوم الجمعة، أن التعاون الشامل بين الدول العربية والغرب لازم لهزيمة خطر الإرهاب الذي يدمر بالفعل عددا من الدول ويهدد الآن أرض النيل. لكن الكاتب قال إن التعاون الذي تدعو إليه مصر ليس وشيكا. وقال إن مصر القوية ذات أهمية حيوية للمصالح الغربية وكان ذلك جزءا من الرسالة غير المعلنة للسيسي. ولفت إلى أن السيسي قال إن العلاقات مع واشنطن "تتحسن" وإنها "استراتيجية ومستقرة"، معتبرا أن هذا أسلوب دبلوماسي لإظهار إحباطه من سياسات البيت الأبيض، فالمساعدة العسكرية لمصر لم تستأنف إلا قبل أسابيع بعدما جمدت لشهور كثيرة رغم الحاجة الماسة إليها لمساعدة البلاد في صد هجوم "الإرهابيين الإسلاميين" في سيناء الذين بايعوا تنظيم الدولة الاسلامية. وقال إن مناورات النجم الساطع مع مصر ودول عربية لم تستأنف بعد ومازالت مصر تنتظر معدات خاصة ومدربين لتدريب القوات المصرية على خوض حرب العصابات. وأكثر من ذلك أن البيت الأبيض ما زالت له روابط قوية مع جماعة الإخوان المسلمين العدو المرير للسيسي منذ الإطاحة بهم من السلطة عبر احتجاج شعبي دعمه الجيش.