تشهد قرية محلة مرحوم بمحافظة الغربية المعروفة بالقرية الأم والتي بها أعلى كتلة سكنية تتعدى ال50 ألف نسمة، حالة من الإهمال والفساد الشديدين، أدت إلى انقطاع المياه عن القرية منذ فترة كبيرة، ما أدى إلى حرمان الأهالى من أدنى حقوق الحياة وإصابتهم بالعطش وعدم القدرة حتى على الاستحمام مثل بقية البشر. وبدأت الكارثة حينما قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بإنشاء محطة جديدة تسمى "محطة الملاحة" لتزويد القرى والقرى المجاورة لها ومناطق بمدينة طنطا بمياة الشرب بعد تحليتها، إلا أن الفساد لعب دوره بعد أن قام المقاول بتسليم الوصلات ومواسير المياه الواصلة إلى القرية غير مطابقة للمواصفات بالرغم من حصوله على مبالغ مالية ضخمة وكتابة مخالصة من مهندسى شركة المياه في تواطؤ صريح أصاب الأهالى ببركان من الغضب. وأكد الأهالى أن المياه مقطوعة طيلة أوقات الليل والنهار ولا تأتى سوى نصف ساعة واحدة قبل الفجر وعند استخدام "ماتور" رفع المياه تأتى ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى. وأضافوا أن المحطة حين تم تشغيلها انفجرت المياه من المواسير العمومية بالقرية، ما استلزم الحفر للكشف عنها، وتبين أنها غير مطابقة للمواصفات. وأشاروا إلى أنهم يقومون بملء جراكن المياه من طلمبات المياه والمياه الجوفية ما يحدث زحاما بالغا ويؤدى إلى تدافع السيدات والرجال بطريقة مهينة ووضع مُذل لسكان القرية، ومع ذلك تقوم شركة المياه بتحصيل مبالغ كبيرة شهريا تتراوح ما بين 60 إلى 150 جنيها على كل وصل. وأكد مغسلاتى القرية أنهم لا يستطيعون تغسيل الموتى بسبب عدم وجود مياه، والذي أكده خادم مسجد الجوهرى أنهم يلجأون إلى طلمبة مياه داخل المسجد. وأوضح حاتم سلام أحد أهالى القرية، أنهم يجدون صعوبة بالغة في الاستحمام والوضوء وغسيل الوجه، مشيرا إلى أن العيد مر عليهم في حزن شديد، مطالبا بسرعة تدخل الجهات الرقابية لمحاسبة المقصرين وإنقاذهم من الإهمال والعطش. ورصدت "المصريون" من داخل بيوت القرية انقطاع المياه الدائم وعدم وجود أي مياه في "الحنفيات"، ما يؤدى إلى تعطيل أعمال المواطنين ويصيبهم بالقهر والحزن. كما رصدت تشغيل المياه بغزارة في المحطة الجديدة وعدم وصولها للقرية بسبب عدم مطابقة مواسير المياه للمواصفات. شاهد الصور