هددّ مجلس الأمن الدولي، رئيس جنوب السودان، "سيلفاكير ميارديت" بالتحرك الفوري في حال عدم توقيعه اتفاق السلام المعلّق، مع نائبه الأسبق "رياك مشار". وقالت رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة "جوى اوغوو"، مندوبة نيجيريا الدائمة لدى الأممالمتحدة، التي تتولي بلادها رئاسة أعمال المجلس في أغسطس/آب الجاري "إن أعضاء مجلس الأمن أكدوا استعدادهم للتحرك الفوري، في حال لم يوقع الرئيس سلفاكير اتفاق السلام غدا".
وأضافت، في تصريحات للصحفيين اليوم الثلاثاء، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن "مجلس الأمن أدان استمرار القتال بين الطرفين (الرئيس سلفاكير ونائبه الأسبق رياك مشار)، وشددوا على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة، وأعربوا عن قلقهم إزاء الوضع الإنساني والأمني المتدهور".
وكانت "ألين مارغريت لوي"، الممثلة الخاصة لأمين عام الأممالمتحدة في جنوب السودان، قد أبلغت اليوم أعضاء مجلس الأمن الدولي أن الرئيس "سلفاكير ميارديت" سيوقع اتفاق السلام، مع نائبه الأسبق "مشار رياك" غدا الأربعاء.
وقالت المسؤولة الأممية، التي كانت تتحدث في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، حول جنوب السودان، إن "الرئيس سلفاكير سيوقع اتفاق السلام يوم ال 26 من أغسطس /آب الجاري".
وحذرت "ألين مارغريت لوي"، التي تتولى أيضاً رئاسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (يونميس)، من أن "الوضع الأمني على الأرض متقلب ومتوتر، مع تواصل القتال في منطقة أعالي النيل الكبرى، وتصاعد المزيد من الأعمال العدائية في جنوب ولاية الوحدة، الأمر الذي يسفر عن عواقب وخيمة على نحو متزايد بالنسبة للسكان المدنيين".
وأضافت أن "الهجمات التي يشنها الجيش الشعبي، والميليشيات المتحالفة معه في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أدتّ إلى مزيد من التدهور في الوضع الأمني والإنساني منذ أبريل/نيسان الماضي، وتشير تقارير إلى العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
وكان "أكوي بونا ملوال" سفير "جوبا" لدى إثيوبيا، قد صرح اليوم للأناضول، أن سلفاكير سيوقع غدا اتفاق السلام الذي وقعته المعارضة من طرف واحد في 17 أغسطس/ آب الجاري، حيث رفض آنذاك رئيس جنوب السودان، توقيع الاتفاق، وقع بالحروف الأولى، طالباً مهلة 15 يوماً، لأجل توقيع الاتفاق بشكل نهائي.
وأعلن ممثل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (ايغاد)، التي تقوم بالوساطة بين رئيس جنوب السودان ونائبه السابق، أن حكومة جوبا طلبت مهلة 15 يوماً، لإجراء مشاورات بسبب تحفظها علي بعض بنود الاتفاق.
ومنذ منتصف ديسمبر/كانون أول 2013، تشهد دولة جنوب السودان، (التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011)، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، بعد اتهام سلفاكير للأخير بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار.