انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات المؤتمر الدولي للإفتاء الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، بحضور مفتين من 50 دولة. وبحسب المنظمين، فإن المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "الفتوى إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" يهدف إلى وضع أطر عامة منظمة للفتوى الدينية لمواجهة ظاهرة فوضى الإفتاء، ومن المقرر أن تعلن دار الإفتاء خلاله عن عدة مبادرات من بينها إنشاء وحدة لفتاوى الأقليات، وميثاق شرف للفتوى، ومركزًا لتأهيل المفتين عن بعد، وضوابط لتنسيق الفتاوى بين دور الإفتاء في العالم الإسلامي. ومع بدء فعاليات المؤتمر شهدت الجلسة الأولى بعض الأحداث التي خلقت حالة من الاضطراب في تنظيم المؤتمر، كان أبرزها مغادرة كل من علي جمعة، مفتي مصر السابق، ومختار جمعة، وزير الأوقاف؛ بسبب عدم تخصيص كلمة لكل منهما، بحسب مراسل "الأناضول". كما شهد المؤتمر أيضًا إلغاء كلمة للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التي كان من المقرر أن يلقيها عنه أحد الشيوخ، ولم يحضر.
وتسبب الإعلان عن خبر وفاة والدة السيسي، اليوم الاثنين، في مغادرة عدد كبير من المشاركين، من أجل التوجه للمشاركة في مراسم العزاء. وخلال كلمته، دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى ضرورة "مراعاة الفتوى الصحيحة لأنها العاصمة من الترخص الذميم، والتحلل من ربقة الدين، وأهمية صناعة الفتوى السليمة لأنها الكفيلة بترغيب الناس في الالتزام بالشرع الحنيف". وعبّر مفتي مصر ورئيس المؤتمر، شوقي علام، خلال كلمته، عن أمله أن يكونَ المؤتمر "بدايةً موفقة في إعادةِ المرجعية الوسطية للفتوى، وتحقيقَ التعاون مع الجهات والهيئات والمؤسسات العلمية الدولية، التي تعمل في مجال الإفتاء لتوحيد الرؤى والجهود في هذا المجال". وأعرب عن أمله في أن يكون المؤتمر "حدًّا فاصلًا بين عصر فوضى الفتاوى، التي تتسبب في زعزعة استقرار المجتمعات، وتؤدي إلى انتشار التطرُّف، وبين عصر الفهم الدقيق لطبيعة الدور الإفتائي". ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر حتى يوم غد الثلاثاء وتختتم بالتوصيات. وغاب عن المؤتمر دول تركيا، وإيران، وقطر، وليبيا، وسوريا؛ بسبب عدم توجيه دعوات لهم من قبل المنظمين.