خرج الآلاف من المحتجين في مظاهرات غير مسبوقة نظمتها المعارضة في العاصمة موسكو وعدد من المدن الروسية، احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في الرابع من ديسمبر، وفاز بها حزب روسيا الموحدة بزعامة رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين. وأشار المنظمون وهم مجموعة متنوعة من الحركات السياسية والاجتماعية والنقابية، إلى تلقيهم الإذن من بلدية موسكو لتنظيم تجمع وسط المدينة يصل إلى 30 ألف شخص. وامتلأت ساحة بولوتنايا وسط موسكو بالناس كما انتشرت قوات كبيرة من الشرطة في المنطقة. وكان حوالي 35 ألف شخص أعلنوا نيتهم المشاركة في هذا التجمع، بحسب صفحة "تظاهرة لأجل انتخابات صادقة" على موقع فيسبوك. ولبى عشرات الآلاف من الروس في عدد من المدن الروسية تلك الدعوة للتظاهر السبت في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على نتائج الانتخابات. وفي مدينة فلاديفوستوك الساحلية الواقعة على المحيط الهادي، والتي هزم فيها حزب روسيا الموحدة الحاكم أمام الشيوعيين خرج المئات في مظاهرة حمل بعض المتظاهرين فيها لافتات كتب عليها "الغوا نتائج الانتخابات" و"المزورون إلى السجن". وأفادت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن اعتقال عشرين متظاهرا في مدينة خاباروفسك الواقعة في أقصى الشرق الروسي والقريبة من الحدود الصينية، حيث فرقت الشرطة بسرعة مئات الأشخاص الذين تظاهروا في المدينة. وأشارت تقارير إلى خروج احتجاجات في مدن كبرى أخرى مثل ارخانجيلسك في القطب الشمالي وفي مدن بارنول ونوفوسيبيرسك اومسك وايركوتسك وكراسنويارسك في سيبيريا. ويحرص منظمو المظاهرات على أن تشمل نحو 50 مدينة من سان بطرسبورغ حتى جبال الاورال وسيبيريا للمطالبة بإلغاء هذا الاقتراع الذي شابته عمليات تزوير كبيرة بحسب المعارضة ومنظمات غير حكومية. من جهة أخرى.. حذرت النيابة العامة في موسكو المنظمين والمشاركين من أي تجاوزات محتملة أثناء التحركات ما سيرغم الشرطة على "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ على الأمن". كما حذر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين من أن أي تجاوزات سيتم قمعها "بكل الوسائل المشروعة".