شاكيرا وبرديس راقصتان سلط الإعلام الضوء عليهما فى الآونة الأخيرة، بعد أن أحيلتا إلى المحاكمة على خلفية اتهامهما بإشاعة الفسق والفجور فى أعمالهما الفنية، وهي القضية التي أثارت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى. لم تكن قضية شاكيرا وبرديس هى الأولى من نوعها، فقد سبقها إحالة بطلة فيديو كليب "سيب إيدى" إلى المحاكمة بتهمة التحريض على نشر الرذيلة والفسق وتم الحكم عليها، ومعها موديل ظهر بالكليب، سنة لكل منهما ومراقبة مدة مماثلة من قبل محكمة جنح العجوزة. وكان لافتًا تزامن ذلك مع حالة من الاحتقان والجدل السياسي الذي تشهده البلاد، ما اعتبره مراقبون يأتى فى إطار نظرية إلهاء الشعب بعيدًا عن التفكير فى الأمور السياسية ومستقبل البلاد بعد الطفرة التى حدثت لعقول المصريين عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير . وظهرت الراقصتان، بشكل مختلف وهما يرتديان ملابس الحبس الاحتياطى البيضاء والحجاب الذى يعد من تقاليد الحبس خلال تواجدهما الخميس الماضى أمام محكمة شمال الجيزة، وكانتا قادمتين من سجن النساء بالقناطر الخيرية، لحضور أولى جلسات محاكمتهما . ويعتبر الإلهاء عنصرًا أساسيًا فى التحكّم بالمجتمعات، والمتمثل فى تحويل انتباه الرّأى العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التى تقرّرها النّخب السياسية والاقتصادية، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الاهتمام بالمعارف الضروريّة فى ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب وعلم الحواسيب "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أى وقت للتفكير، وحتى يعود للحظيرة مع بقيّة الحيوانات. وفى تفاصيل الجلسة، دخلت شاكيرا قاعة المحكمة والابتسامة تعلو وجهها، فى حين حاولت برديس إخفاء وجهها عن الكاميرات. وفى بداية الجلسة، أكد أحمد إمام المدعى بالحق المدني، أن "أركان الفعل الفاضح فيما تقدمه برديس وشاكيرا متوفر بما أثبتته تحريات المباحث والنيابة العامة، حيث تقومان بحركات تثير غرائز الشباب، وتحرّض على الفسق والفجور". ورد محامى الدفاع عن المتهمتين بأن هناك الكثير من الفيديوهات والكليبات التى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الخاصة والمخصصة للرقص الشعبى تصوّر أفعالاً فاضحة من دون محاسبة. وطالب ببطلان القبض على المتهمتين لعدم توافر الركن المادى فى الجريمة، فيما قررت المحكمة تأجيل الحكم. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى أمس، بعد نشر صور شاكيرا وبرديس وهما بزى السجن الأبيض بدون ماكياج. ورأى البعض أن الماكياج هو سر جمالهما وأنهما فى الواقع لا تساويان شيئاً من دونه، وقارن كثيرون صور المتهمتين فى المحاكمة مع صورهما فى الكليبات وأمام الكاميرات. الراقصة الشهيرة صافيناز ما زالت هى الأخرى حديث الساعة فقد ظهر الإعلامى تامر أمين، فى عدد من اللقاءات التليفزيونية، يتحدث عن الراقصة الاستعراضية، مطالبًا بترحيلها من مصر وكأن صافيناز هى حديث الساعة للمصريين ولا توجد مشاكل حقيقية لدى المواطن المصرى سوى ترحيل صافيناز من مصر. وأوكلت صافيناز، المحامى أنيس المناوي، للتصدى ل "أمين "حتى تقدم أنيس ببلاغ إلى النائب العام، يحمل رقم 13960 لسنة 2015، ضد الإعلامى تامر أمين، نظرًا للتشهير الذى سببه لموكلته فى أكثر من برنامج، على القنوات الفضائية، واتهامه إياها بأنها علامة على تفشى الفجور والرذيلة.