أثار قرار إيران بإلغاء التأشيرات الدخول لرعايا سبع دول من بينها مصر إلى أراضيها، تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الخطوة سيتبعها تقارب في العلاقات بين القاهرةوطهران، خاصة في ظل دعوات شخصيات محسوبة على النظام إلى الانفتاح على "الجمهورية الإسلامية". فيما كان التساؤل الأبرز حول ما إذا كان سيتم دعوة إيران لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الخميس المقبل، والذي من المنتظر أن يحضره ملوك ورؤساء الدول العربية والأوربية والأفريقية, إلا أن خبراء استبعدوا ذلك مع إسراع السعودية للاتفاق على بعض بنود "إعلان القاهرة". قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق, إنه من الصعب توجيه دعوة لإيران لحضور حفل افتتاح القناة الجديدة, وذلك لوجود صراع بين إيران والسعودية والمعروف ب"الصراع السنة والشيعة"، خاصة أن المملكة من أكبر الداعمين للنظام السياسي الحالي، واصفًا إيران بأنها "تشكل خطرًا كبيرًا على دول المنطقة العربية لرغبتها في بسط نفوذها في جميع الدول، مما يجاوز خطرها إسرائيل". وأضاف الأشعل ل"المصريون"، أن "الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان كانت من أجل إنهاء الجدل حول وجود خلافات بين مصر والسعودية بعد لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وتوارد الأنباء عن تقارب السعودية مع جماعة الإخوان المسلمين, مما أدى إلى خلق رأي عام مصري داع إلى ضرورة توطيد العلاقات المصرية الإيرانية، وهو ما أثار مخاوف المملكة السعودية". من جانبه، استبعد محمد محسن أبو النور، الباحث المتخصص في الشئون الإيرانية, أن تقوم مصر بدعوة إيران لحضور افتتاح قناة السويس الجديدة, مضيفًا أن النظام المصري الحالي ليس من النظم التي يمكنها إحداث اختراق في السياسات الإقليمية. وأشار أبو النور، في تدوينة على صفحته الشخصية ب"فيس بوك" إلى أن القاهرة دعت عددًا كبيرًا من الدول لحضور المؤتمر الاقتصادي في مارس الماضي وحفل تنصيب السيسي في صيف العام الماضي، إلا أنها استثنت منها (أنقرة تل أبيب طهرانالدوحة), كما أن هناك عددًا من الأخبار ذكرت أن مصر دعت كل دول العالم إلى حفل "#مصر_بتفرح" باستثناء تركيا وإيران، مشددًا على أن تقييم هذا التصرف سياسيًا في وقت تعالت فيه الأصوات بإعادة النظر في مستوى العلاقات المصرية الإيرانية، يجب أن يكون مغايرًا لما يعتقد البعض. وأضاف أبوالنور، أن النداءات الإعلامية للتقارب مع إيران كانت بدعم من مؤسسات الدولة لحث الرياض على اتخاذ مواقف أكثر انسجامًا مع وجهات النظر المصرية حيال الأمن الإقليمي وخاصة تجاه حركة حماس وإخوان سوريا واليمن. وأوضح أن الدليل على دعم الدولة لنداء التقارب مع إيران هو "إعلان القاهرة" بين السيسي وولي ولي العهد محمد بن سلمان، والذي جاء في أعقاب الدعوات الإعلامية والصحفية لإعادة العلاقات مع إيران، والذي يصب في مصلحة مصر اقتصاديًا وسياسيًا. وهكذا يبدو واضحًا أن القاهرة بدأت في استخدام ورقة إعادة العلاقات مع إيران "كبعبع" لتخويف الخليجيين من أي انفجار سياسي نووي قد تحدثه إعادة العلاقات بين القاهرةوطهران.