"من يقف في منتصف الطريق بين العسكر والإخوان يساند الديكتاتورية العسكرية، الجماعة حركة إصلاحية وليست جناحًا من جناحي الثورة المضادة، شعار يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان أصبح اليوم فارغاً من أي معنى ومضللاً يساند ضمنياً الديكتاتورية العسكرية ويساوي بين من يُقتلون ويُعذبون ويُعتقلون ويُحكم عليهم بالإعدام وبين أعنف وأقذر ديكتاتورية عسكرية فاسدة عرفها التاريخ المصري الحديث".. كلمات حملتها أول مراجعة فكرية لأشد الحركات عداء لجماعة الإخوان المسلمين. "الاشتراكيون الثوريون" مجموعة بدأت في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، بين عددٍ صغير من الطلاب المتأثرين بالماركسية، والمعادين للاتحاد السوفيتي وتبعية اليسار إليه، وتم اعتماد الاسم الحالي بحلول أبريل من عام 1995، ولعبت بجانب حركات أقصى اليسار، وحركة شباب 6 أبريل، دورًا رئيسيًا في الحشد للتظاهر يوم 25 يناير، 2011، وشاركت أيضًا بفاعلية للإطاحة بالإخوان بعد عام من حكمهم في 30 يونيو، وظلوا يرون الجماعة "فاشية فاشلة" إلى وقت قريب، حتى أتت 3 يوليو بالرئيس عبدالفتاح السيسي، فأجبرتهم الأحداث التي رأوها على يده لمراجعة فكرية لكينونة الإخوان والمقارنة بينهم وبين ما يفعله نظام 3 يوليو بقيادة "السيسي". وقال "الاشتراكيون الثوريون"، في بيانهم: "صحيح أن الإخوان خانوا الثورة المصرية فور سقوط حسني مبارك بالتحالف المباشر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وصحيح أنهم عندما وصلوا للسلطة، خانوا آمال ومطالب الجماهير ومطالب الثورة بل وأنقذوا نفس النظام بأجهزته الأمنية الذي يقوم بذبحهم ولكن الوضع قد تغير الآن". واعتبرت الحركة أن هؤلاء رفاق لهم في المعركة ضد من وصفوه ب"الديكتاتورية العسكرية"، حتى وإن كانوا يختلفون معهم، مشيرة إلى أن القبول بسحق الحركة الإسلامية، سيأتي بعده دور المعارضة المدنية ومنها اليسارية في مواجهة الديكتاتورية". وتقول نورا السيد، الناشطة بحركة "الاشتراكيين الثوريين"، إن زج "الإخوان" في شعار يسقط كل من خان فيه ظلم لهم، ولم يعد صالحًا للمرحلة القادمة، مضيفة: "نحن لا نحجر على آراء أحد ومن يريد أن يرفعه هو وشأنه". وعن وجود مصالحة قريبة بين الحركة والإخوان، قالت السيد ل"المصريون": "إننا ننظر للإخوان باعتبارها توجهًا له آراؤه واختلافات طبيعية في وجهات النظر لا ترقى لمصالحة خاصة، موضحة أن البيان قصد فتح باب الحوار والنقاش مع كل شباب الثورة ويناقش كيف مرت 4 سنوات بعد الثورة؟ وكيف توقفت الحياة السياسية وما أسباب هذا التوقف؟ ومن خان الثورة؟ لافتة إلى أن ذلك "خطوة لرؤية المشهد". من جانبها، رأت غادة نجيب، الناشطة السياسية، أن "هذه المراجعات الفكرية مهمة للغاية في هذه المرحلة وخطوة على الطريق الصحيح، مشددة على ضرورة تخلي هذه الحركات الثورية عن الكبر والاعتراف بأخطائها وضرورة تحمل المسئولية". وأضاف "هذه المراجعات أثارت نقطة مهمة وهي علاقتنا مع الإخوان، موضحة أن البيان حمل بنودًا تدعو للمصالحة مع جماعة الإخوان. في المقابل، رحبت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين (تعيش خارج مصر)، بما طرحته حركة "الاشتراكيون الثوريون"، في مصر، مؤخرًا من بناء "جبهة ثورية منفتحة على شباب الإخوان". وقال محمود عزت، القيادي بالحركة لوكالة "الأناضول": "الانفتاح على شباب الإخوان لا يعني تنسيق موقف مشترك مع الجماعة، أو إنشاء تحالف معها، بل تبني موقف مدافع عن حقهم في التظاهر السلمي، ورفض الاعتقالات، والقتل العشوائي الذي يتعرضون له".
من جانبه، رحب عمرو دراج، القيادي في "تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب"، عبر حسابه على تويتر، ببيان الاشتراكيين الثوريين، وقال في تغريدة له اليوم السبت "البيان الأخير للاشتراكيين الثوريين على موقعهم خطوة جيدة وجادة وتقرب المسافات مع الاتجاه الثوري الصاعد بالإخوان المسلمين". وقال عبد الموجود الدرديري، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية العدالة (منبثق عن جماعة الإخوان، وتم حله بقرار قضائي في أغسطس 2014)، إن "بيان الاشتراكيين الثوريين يعتبر نقلة تصب في صالح استعادة الثورة والعمل على الاصطفاف الثوري من جديد"، داعيًا الجميع إلى "الاقتداء ببيان الاشتراكيين، والعمل على تجاوز الخلافات، والاتفاق على الحد الأدنى الذي يجمع ولا يفرق". وقال أحمد رامي، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، إن "الجماعة (الإخوان)، تمد أيديها لكل الشعب بكافة مكوناته، من أجل العمل المشترك لإنهاء هذه الحقبة، على أساس التعاون على تحقيق أهداف ثورة يناير، في الحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية". وأوضح رامي، أن "التنسيق في الشارع دائمًا متاح ونسعى إليه، بدافع الشراكة الحقيقية فى العمل الثوري، ومن منطلق فهمنا أن الثورة ليست حكرًا على أحد أيًا ما كان حجمه".