لم تحظ الدعوة إلى حل جماعة "الإخوان المسلمين"، التي برزت مؤخرًا، لقطع الطريق على الملاحقات الأمنية ضد قيادات وأعضاء الجماعة، بالقبول داخل أوساط الجماعة. وتبنى القيادي في الجماعة أشرف عبدالغفار، المقيم حاليًا في بريطانيا، دعوة القيادي جمال عبد الستار، ب "حل الجماعة في مصر"، والتي تعاطى معها الإعلام بشكل أكثر جدية. الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وأمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" في مصر، قال :"إن الاقتراح في غير محله وكل هذه الابتلاءات بشر بها مؤسس الجماعة الإمام البنا، وكل من بايع فضيلة المرشد"، موضحًا "قبل الانضمام إلى هذه الجماعة المباركة يعرف أنه سوف يُبتلى". وأضاف سودان ل"المصريون" متسائلاً: "كم مرت ابتلاءات على الجماعة منذ عهد الإنجليز والملك وعبدالناصر ومبارك؟". وتابع: "من يقبل الاستمرار على العهد فنعم ومن ضعفت همته، نسأل الله له التوفيق بعيداً عن الجماعة"، واستدرك: "وكم من أمثلة في الماضي القديم والمعاصر وكم من الرجال والنساء قد فُتنوا و فضلوا الابتعاد وهم أحرار تمامًا في قرارهم ونسأل الله أن يوفقهم في اختيارهم". ووصف سودان الكلام عن دعوات حل الجماعة بأن "هذا اختيار فردى لا يُلزم به غيره، وللجماعة قيادة منتخبة، والقيادة هي التي تختار الطريق اليى تسير فيه الجماعة". من جهته، رد الدكتور محمد جابر، أمين حزب "الحرية والعدالة"، على دعوات حل جماعة الإخوان قائلاً: "من يطالب بمثل هذا لا يعرف شيئا عن طبيعة الإخوان في مصر". وأضاف "أن الجماعة روح تسرى في الأجساد فإذا أردت حلهم فلتفصل الروح عن الجسد". فيما استبعد أحمد رامي، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، نجاح هذه الدعوات، وقال: "من المبكر جدًا اتخاذ قرار خطير كهذا بهذه السرعة"، نافيًا وجود موقف رسمي بشأن الدعوة". ولفت رامي في تصريحات صحفي إلى أن الدعوة لم تلق دعمًا من قيادات الجماعة سوى، أشرف عبد الغفار. واعتبر "أن القياديين عبدالستار وعبد الغفار- اللذين تبنيا الدعوة- يرغبان في قطع الطريق على أجهزة الأمن، باستهداف المزيد من أعضاء الجماعة داخل مصر". وتابع قائلاً: "الأوضاع تتجه لمزيد من الجرائم والانتهاكات من قبل النظام، وهو ما سيؤدى في لحظة ما لردود فعل، لا تتفق مع استراتيجيات الجماعة وطريقتها"، بحسب تعبيره. ووصف رامي دعوة عبد الستار بأنها "إبراء ذمة التنظيم مما يتوقعونه من ردود أفعال على جرائم ما وصف بالانقلاب"، على حد وصفه. وتعاني جماعة الإخوان من قبضة أمنية عنيفة فرضها عليها نظام 3 يوليو، منذ أحداث 30 يونيو حتى الآن، وأصبح كل من ينتمي للجماعة بين مقتولا أو مطاردًا أو خلف القضبان، وكان آخر ما طال الجماعة تصفية 9من قياداتهم في أحد المنازل في مدينة 6أكتوبر.