يتوارث أهالى النوبة داخل أسوان، عادات وتقاليد طيبة تليق بشهر رمضان، حيث يتجمع أبناء القبائل النوبية يوميًا حول موائد الإفطار الجماعى طوال الشهر الكريم، حتى إن هذا العرف أصبح من العلامات المتميزة للمجتمع النوبى. ومن أشهر القرى النوبية التى تحرص على هذه العادات الكريمة قرية تنقار النوبية جنوب غرب مدينة أسوان، والتى تعد من قرى النوبة التى لم يتم تهجيرها إبان إنشاء مشروع خزان أسوان. ويحرص أهالى قرية تنقار النوبية، طوال الشهر الكريم على تنظيم موائد الإفطار الجماعى، حيث يتم توجيه الدعوة للعشرات من الأهالى والقيادات الشعبية والتنفيذية داخل المحافظة لحضور هذه الموائد بهدف لم الشمل والتأكيد على المعانى السمحة للإسلام . ومع آذان المغرب وانطلاق مدفع الإفطار يبدأ الشباب والسيدات من الأهالى بتقديم العديد من المشروبات النوبية الشهيرة للحضور منها مشروب الأبريق والتمر هندى والكركدية والتمر باللبن والمديدة من (الماكولات النوبية) وهى من العادات التى داوم عليها النوبيين طوال تاريخهم، يعقب ذلك أداء الجميع صلاة المغرب، حتى تنتهى السيدات من وضع طعام الأفطار من مختلف أنواع اللحوم والخبز النوبى الذى يطلق علية "الخمريد ". من ناحيته أكد الشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف بأسوان واحد أبناء قرية تنقار، أن أهالي القرية يحرصون علي تنظيم إفطار جماعي كبير منذ زمن الأجداد والآباء وهى عادة لا تنقطع حتي تسود المودة والبركة بين الجميع وذلك حينما يجتمعون علي طعام واحد. كما لم يتغير المجتمع الأسوانى بسخونة المشهد السياسى الذى شهدته مصر خلال الأربعة أعوام الماضية، وذلك بالحفاظ علي موائد الإفطار الجماعى والذى أصبح ميزة لمختلف القبائل العربية وذات الجذور الصعيدية على أرض المحافظة، حيث يتسابق أهل الخير فى إقامة العديد من موائد الرحمن وأعمال الطاعات خلال الشهر الكريم ولم يعد أهل الطاعات أو الخيرات يفرقون فى أداء الخدمات على الفقراء أو المحتاجين على أساس التقسيم السياسيى الموجود حاليًا فى الشارع.