«ازدراء الأديان» تهمة أصبحت تلاحق كل من يحاول أن يتعدى على الذات الإلهية أو حرية التعبير والمعتقدات، فمنذ أن صدر القانون لم تطفُ الدعاوى القضائية لهذه التهمة على المجتمع إلا بعد ثورة 25 يناير 2011، التى نادت أولاً بالحرية، والتى تشمل التعبير والمعتقدات والرأي، إلا أن التهمة لاحقت الكثيرين، من المشاهير والإعلاميين والفنانين. ما هى تهمة «ازدراء الأديان»؟ قبل التعريف بالشخصيات يبقى السؤال الأهم، هو ما هى المادة وما هو القانون الذى ينص على «ازدراء الأديان»، ففى المادة 98 (و) من قانون العقوبات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين فى الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الأضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي. ورصدت «المصريون» أبرز المشاهير الذين لحقت بهم تهمة «ازدراء الأديان».
«إيناس الدغيدي» كانت آخر الذين لحقتهم تهمة ازدراء الأديان، المخرجة إيناس الدغيدي، بعد أن روت أحد أحلامها، قائلة: «حلمت إنى كلمت ربنا حيث كنت أسبح فى نهر، وتعبت فرأيت صخرة توقفت للاستراحة بجوارها، وعندما نظرت حولى لم أجد أحدًا سوى الكون، ولم أشاهد حولى أحدًا". وأضافت «الدغيدي»، خلال لقائها فى برنامج «مفاتيح» المذاع على قناة «دريم»، قائلة: «بعد ذلك كلمت ربنا، وقلت له يا ربى فى حاجات من أقاويل الأنبياء، أنا مش مقتنعة بيها، وإذا كان ده غلط فسامحني، فعقلى مش قادر يجيبها»، الأمر الذى دفع المحامى سمير صبرى برفع دعوى قضائية على إيناس الدغيدى بتهمة ازدراء الأديان، وقال المحامى فى دعواه أنه تقدم ببلاغ للنائب العام، ضد المخرجة إيناس الدغيدى، لتطاولها على الذات الإلهية، مؤكدًا فى بلاغه أنه فى فجاجة وتدنٍ وامتهان للكرامة وازدراء لجميع الأديان. وذكر فى دعواه تصريحاتها عن الحجاب، والجنس وغيرها من تصريحات مخالفة لكل قواعد الدين والأخلاق ولا تصدر عن شخص مسلم يحترم دينه، فإن تصرفها يشكل أركان جريمة ازدراء الأديان ويقع تحت طائلة العقاب بالمادة 98 من قانون العقوبات، بحسب قوله، وقدم حافظة مستندات ملتمسًا التحقيق بالواقعة وإحالة «الدغيدى» للمحاكمة الجنائية. «إسلام بحيري» وعن الإعلامى والباحث فى الشئون الإسلامية إسلام بحيري، فحددت نيابة أكتوبر أول، برئاسة المستشار عمرو مخلوف، جلسة 30 مايو لنظر أولى جلسات دعوى ازدراء الأديان المقامة من ممدوح عبد الجواد المحامى ضد كل من إسلام البحيرى مقدم برامج على قناة القاهرة والناس، وطارق نور مالك القناة. وذكر ممدوح عبد الجواد، المحامي، فى الدعوى التى أقامها، أنه فوجئ بقيام إسلام البحيرى بشن هجمة شرسة على علماء الأمة الإسلامية وأصح كتاب السنة النبوية بطريقة تعبر عن مدى الحقد والكراهية التى يكنها للإسلام دين وعقيدة، حيث تبنى فى برنامجه التشكيك فى ثوابت الأمة الإسلامية وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة عند جميع المسلمين وما أجمع عليه علماء الأمة، والطعن فيما هو ثابت بنص كتاب الله تعالي. و أضاف عبد الجواد أن محتوى حلقات البرنامج الذى يقدمه «البحيري» تمثل وتشكل ازدراءً صريحًا للعقيدة الإسلامية والسنة النبوية، والتى تستوجب معاقبته جنائيًا ليكون عبرة لمن تسول له نفسه –بحسب قوله. «فاطمة ناعوت» وعن الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، حددت محكمة جنح السيدة زينب، جلسة 27 مايو المقبل لنظر قضية ازدراء الدين الإسلامي، التى أقامها المحامى محمد عفيفي، وذلك عقب رفض محكمة استئناف القاهرة، طلب الرد المقدم من المحامى ضد القاضى خالد جمال الدين أبو بكر رئيس محكمة جنح السيدة زينب، الذى ينظر القضية. وكانت قد أحيلت «ناعوت» إلى محكمة الجنح، وواجهتها بارتكاب جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية وهى «الأضحية»، من خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». والتى نفت «ناعوت» أن يكون هدفها هو ازدراء الدين، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذى يحمل «استعارة مكنية»، وأن ذلك كان على سبيل الدعابة. «إبراهيم عيسى» وحُكم على الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى من تهمة ازدراء الأديان بعد أن أصدرت محكمة جنح الدقي، برئاسة المستشار حازم حشاد، حكمًا بالبراءة، من تهمة ازدراء الأديان فى إحدى حلقات برنامجه هنا القاهرة المذاع على قناة القاهرة والناس، فى الدعوى التى أقامها ضده عدد من المحامين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى. واستندت المحكمة، فى أسباب البراءة إلى تقرير صادر عن، مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، استقر فيه إلى تبرئة الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، حيث أبدى أعضاء المجمع تفهمهم لتبرير الكاتب الصحفى، بنفى تلك التهمة عنه، مؤكدًا أنه لم يقم مطلقًا بازدراء الدين الإسلامى، وأن حديثه كان فى إطار انتقاد سياسات رئيس الجمهورية، وليس فى سياق الآية القرآنية الكريمة، واستبعد المجمع وجود أى سوء نية من عيسى بهذا الشأن، معتبرًا أن الأمر لم يصل إلى إهانة كتاب الله، أو الافتئات عليه كما روج البعض. «باسم يوسف» وفى فترة حكم جماعة الإخوان التى شهدت أعدادًا كبيرة فى قضايا ازدراء الأديان، حُكم على الإعلامى الساخر باسم يوسف بالبراءة من التهمة، بعد أن تقدم عدد من المحامين ببلاغ ضده بازدراء الدين، وقام بدفع 15 ألف جنيه كفالة. «نجيب ساويرس» وعن رجل الأعمال نجيب ساويرس، قضت محكمة جنح قصر النيل فى مارس 2012، بعدم قبول دعوى ازدراء الأديان المقامة ضد «ساويرس»، بعد نشره لصور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، اعتبرها البعض «مسيئة للدين الإسلامي» كونها تظهر الشخصيات الكرتونية الشهيرة، «ميكى ماوس» وزوجته «ميني»، بلحية ونقاب. «عادل إمام» وعن الفنان عادل إمام، فإنه لم يسلم من هذه التهمة، ولكن حُكم عليه بالبراءة، حيث قضت محكمة جنح مستأنف الهرم ببراءته من تهمة ازدراء الأديان، بعد أن أصدرت حكمًا غيابيًا فى فبراير 2012، بإدانة «إمام» بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة عشرة آلاف جنيه بتهمة ازدرائه الأديان فى أعماله الفنية. وتقدم الفنان عادل إمام، باستئناف فى هذا الحكم، وتم تأجيل النطق بالحكم لأكثر من جلسة، ليتم تحديد جلسة الغد للنطق بالحكم النهائى فى استئناف الزعيم. الشيخ «أبو إسلام» وتم حبس أحمد عبد الله، المعروف بالشيخ أبو إسلام، 3 سنوات وتغريمه 10 آلاف جنيه، لاتهامه ب«ازدراء الدين المسيحي». حيث قدم المحامى القبطى نجيب جبرائيل، بلاغًا إلى النائب العام الأسبق المستشار طلعت عبدالله، ضد أبو إسلام مالك قناة "الأمة"، واتهمه فيه بازدراء الدين المسيحي، وسب نساء مصر خاصة القبطيات. وسبق اتهام أبو إسلام بتمزيق نسخة من الإنجيل أمام السفارة الأميركية، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام الذى أنتج فى الولاياتالمتحدة، وقام بتمزيقه على الهواء خلال تقديمه لبرنامجه. «محمد أبو حامد» كان عدد من المحامين من جماعة الإخوان قد أقاموا دعوى يتهمون فيها أبو حامد بازدراء الأديان، وذلك إثر تعقيب منه على تصريحات صفوت حجازى فى أحد مؤتمرات دعم الرئيس الأسبق محمد مرسى. قال فيها إنهم سيعدون لإقامة الخلافة الإسلامية وجعل القدس عاصمتها، فعقب حينها محمد أبو حامد بقوله: «إنه لا أحد يستطيع أن يغير عاصمة مصر، وإن المقدسات الوطنية لا تقل أهمية عن المقدسات الدينية، وأن القاهرة هى أم المقدسات».