الضغط على «الجماعة الإسلامية» للانسحاب من «دعم الشرعية».. أو فرض قيادة جديدة موالية للسلطة تفاجأت قيادات وأعضاء "الجماعة الإسلامية"، بإلقاء الأمن القبض على الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة في وقت متأخر ليل الثلاثاء الماضي، وإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا التي أصدرت قرارًا بحبسه 15يومًا بتهمة "الانتماء وقيادة تنظيم محظور"، فضلاً عن عضوية "التحالف الوطني لدعم الشرعية". وأُلقي القبض على دربالة بعد انتهاء ندوة لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة حول "تنظيم داعش ما له وما عليه"، تخللها استطلاع رأي لأعضاء الجمعية العمومية حول إمكانية الاستمرار في عضوية "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الداعم للرئيس الأسبق محمد مرسي من عدمه. واعتبر محللون أن القبض على دربالة يمثل ضربة قوية ل "الجماعة الإسلامية"، الذي جاء بناءً على بلاغ من "مجهول" يتهمه بالتحريض على العنف، بعد التحريض على الجماعة وقادتها من قبل مجموعات معارضة داخلها يقودها فؤاد الدواليبي، مؤسس ما تعرف ب "جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية"، وحركتي "تمرد" و"أحرا"ر، في ظل رفضها الانسحاب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية" من عدمه. وأشعل القبض على دربالة موجة غضب في صفوف الجماعة، لما يمثله من رمزية، خاصة وأنهم رأوا أن عملية توقيفه جرت بشكل مهين وسط أنصاره، وسط توقعات بأن الأيام القادمة قد تشهد مزيدًا من الضربات الأمنية من الدولة للجماعة، لاسيما أن عملية القبض على دربالة تلاها إلقاء القبض على أحمد المغربي القيادي بالجماعة في سوهاج. وفسر مقربون من الجماعة، القبض على دربالة بأنه "يهدف لإجبار "الجماعة الإسلامية" على الانسحاب من تحالف "دعم الشرعية"، إلا أن أغلب الإشارات الصادرة من جانب قيادات ورموز الجماعة الإسلامية في الداخل والخارج ومن بينهم الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، والشيخ محمد شوقي الإسلامبولي، عضو مجلس شورى الجماعة، والدكتور أسامة رشدي، المستشار السياسي لحزب "البناء والتنمية"، وسمير العركي القيادي بالجماعة أكدت أن "هذا التصعيد لن يثني الجماعة عن الاستمرار في دعم الحق والوقوف بجانبه"، في إشارة إلى التمسك بعضوية تحالف "دعم الشرعية". وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب "البناء والتنمية"، إن "سياسة لي الذراع من جانب الدولة لن تؤدي إلى انسحاب الجماعة من التحالف الوطني لدعم الشرعية؛ فالجماعة الإسلامية لا تتخذ مواقفها تحت تأثير التهديد، فضلاً عن أن دربالة ليس وحده أسيرًا لدى النظام الحالي، فهناك كوكبة من أبناء الجماعة الإسلامية سبق القبض عليهم بدون أي مبرر ولم يجبر هذا الجماعة على اتخاذ الخطوات التي تحلو للسلطة". غير أن تمسك "الجماعة الإسلامية" بعضوية "التحالف الوطني لدعم الشرعية" يواجه عقبات شديدة، أهمها أن هناك حالة غضب داخل صفوف الجماعة من تجاهل جماعة "الإخوان المسلمين" والقنوات التابعة لها التركيز على عملية القبض على دربالة، أو إبداء أي نوع من التعاطف معه، أو إصدار بيان يدين عملية التوقيف، وصدر بيان "دعم الشرعية" متأخرًا وبعد أن أبدى قادة "الجماعة الإسلامية" تبرمًا واضحًا إزاء موقف التحالف غير المبرر. وتم تعيين أسامة حافظ رئيسًا لمجلس شورى "الجماعة الإسلامية". وقال طارق الزمر رئيس حزب "البناء والتنمية"، وعضو مجلس شورى الجماعة، إن أسامة حافظ نائب رئيس مجلس الشورى سيتم تعيينه رئيسًا لمجلس شورى الجماعة الإسلامية خلفًا للدكتور عصام دربالة بعد القبض على الأخير. وأضاف الزمر في تصريحات تلفزيونية، أن أسامة حافظ أصبح هو رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، نظرًا لشغله منصب النائب، ووفقًا للائحة الداخلية يتم تعيينه رئيسًا بدلا من عصام دربالة. في الوقت الذي رفض حافظ، جميع الدعوات للانسحاب من تحالف "دعم الشرعية"، في أعقاب دعوة القيادي الإخواني المنشق خالد الزعفراني له، لإعلان انسحابه من التحالف، حتى لايلقى مصير دربالة. وقال ردًا على ذلك في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "حديث الزعفراني يتضمن تهديدات للجماعة وقادتها لم توجه لهم من ضباط الأمن الوطني". من جانبه، قال الدكتور أنور عكاشة، القيادي الجهادي البارز، أن القبض على رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، "يعد مقدمة لإعادة ترتيب الأوضاع داخل الجماعة، وإعادة بناء توجهات جديدة للجماعة تعيدها لفكر المراجعات، ومبادرة وقف العنف وسيرها في الركب الرسمي كما جرى بعد تفعيل المبادرة بدءًا من 2002". ولم يستبعد عكاشة أن تتعرض قيادات ما تبقى من مجلس شورى الجماعة لضغوط شديدة لفرض قيادة جديدة على الجماعة تسير الجماعة وفقًا لإرادة البعض ودون أن تمارس عليها الضغوط الكافية للانسحاب من تحالف "دعم الشرعية". ورجح عكاشة فوز دربالة بمنصب رئيس مجلس الشورى حال إجراء انتخابات نزيهة للمجلس، لأن "خصومه المحتملين والذين قد يتصور البعض وجود أرضية لهم داخل الجماعة قد تحولوا لأوراق محروقة، فضلاً عن الشعبية الجارفة التي يحظي بها دربالة في صفوف الجماعة".