نستكمل ما بدأناه، ونقول: إيمانًا من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بمكانة الأزهر الشريف وأهميته، وتأثيره محليًّا ودوليًّا باعتباره القلب النابض لمصر والعالم الإسلامي، ومركز الحصانة الفكرية والمناعة الثقافية للمسلمين، ومركز الوسطية والاعتدال ونشر التسامح والفكر الإسلامي المستنير بعيدًا عن الغلو والتطرف والتشدد في الدين، وهو الضمانة الأساسية للحوار مع الحضارات الأخرى والتفاعل معها لإحداث التقارب والتعارف بين الناس، عقدت الهيئة المؤتمر الأول لضمان جودة التعليم الأزهري: الواقع والتحديات والآمال القاهرة 9 مارس 2015م، لدراسة سبل وآليات الإرتقاء بالتعليم الأزهري في ظل المتغيرات التي حدثت وتحدث على الساحة الدولية والتي ضاعفت العبء على الأزهر الشريف؛ ليستكمل دوره التاريخي (المحلي والإقليمي والدولي) الذي امتد لأكثر من ألف عام. وليخرج خريجين عصريين غير نمطيين، قادرين على التفاعل مع متغيرات العصر ومستجداته، وقادرين على مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية، من خلال مناهج وآليات تربوية عصرية تضع المتعلمين في بؤرة الاهتمام وفي محور العملية التعليمية، وتنقلهم من الحفظ والتلقين والقدرة على الاسترجاع، إلى مهارات التفكير والفهم العميق والنقد والتحليل والاستشراف والإبداع وحل المشكلات؛ بما يحقق نقلة نوعية في مخرجات المؤسسات التعليمية بالأزهر الشريف، بحيث تجعلهم قادرين على التجديد والفهم العميق لنصوص القرآن الكريم والسُّنة الشريفة.. بعيدًا عن التأويلات الفاسدة ونزعات الغلو والتشدد، وبما يسهم في تجديد الخطاب الديني، وتصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة التي تداولت مؤخرا، ويُمَكِّن لمنظومة الأخلاق، ويمجد الشعور بالمواطنة، وينشر قيم التعددية وقبول الآخر والمحبة والتسامح في أرجاء المجتمع، ويسهم في نشر السلام العالمي. إن أمتنا بأزهرها الشريف لديها رصيد ضخم وعظيم، حرَّك الدنيا وغيَّر التاريخ، وأعاد للوجود رشده، وهذا الرصيد لا يمنعنا إطلاقًا من الاستفادة من تجارب الآخرين ومن خبرتهم وحكمتهم، في إعداد مناهج دراسية عصرية تنمي قدرة الطالب على التعلم الذاتي، وتقضي على الجزر المنعزلة في المجالات المعرفية والعلمية، وتنمي الترابط بين العلوم، وتهتم بالدراسات البينية والدراسات التي تشترك في أفرع متعددة من العلوم والمعارف وتطلق الطاقات الكامنة لدى الطلاب، وتسهم في تنمية قدراتهم على تصحح المفاهيم المغلوطة وتحريرها، وتنمي قدراتهم في شتى المجالات.. فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها. كما أننا بحاجة ماسة إلى تدريب وتأهيل معلمي الأزهر الشريف تربويًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا ومعرفيًّا ومهاريًّا بصورة عصرية، تمكنهم من القيام بمهامهم المنوطة بهم على خير وجه(الدكتورة يوهانسن عيد رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، في افتتاح المؤتمر الأول لضمان جودة التعليم الأزهري: الواقع والتحديات والآمال القاهرة 9 مارس 2015م). واتساقا مع توجهات الدولة في تطوير التعليم الأزهري وما يترتب عليه من تجديد الخطاب الديني، فقد قام قطاع التعليم الأزهري بالهيئة بإعداد وإصدار وثائق المعايير القياسية لمواد العلوم الشرعية، وعلوم اللغة العربية بالتعليم الأزهري قبل الجامعي، وأيضا المعايير القومية الأكاديمية المرجعية (NARS) لقطاعات (أصول الدين والدعوة – الشريعة الإسلامية والشريعة والقانون - القرآن الكريم للقراءات وعلومها – اللغة العربية) بالتعليم الأزهري الجامعي.. بهدف إعداد وتمكين الطالب الأزهري ليكون حافظًا لكتاب الله تعالى، متقنًا لأحكام تلاوته، فاهمًا لمعانيه ومراميه، ومدركًا لمقاصده، وقادرًا على البحث واستخدام المنهج العلمي في مجال تخصصه، ومتمكنًا من مهارات اللغة العربية ومن إحدى اللغات الأجنبية تحدثًا وكتابةً، وملمًّا بالأحكام الفقهية وأدلتها ومقاصدها التشريعية، وقادرا على استخدام وسائل الاتصال الحديثة بما يخدم التخصص ويحقق التواصل مع الآخر، ومتحليًّا بالوسطية والاعتدال، متمسكا بثوابت العقيدة، وملتزمًا بالقيم الإسلامية، ومبتعدًا عن التعصب والغلو والتطرف، وممتلكا لمهارات التعلم الذاتي بما يمكنه من تطوير ذاته مهنيًّا(الدكتورة راجية علي طه نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد لشئون التعليم الأزهري، في افتتاح المؤتمر الأول لضمان جودة التعليم الأزهري: الواقع والتحديات والآمال القاهرة 9 مارس 2015م). المعايير القومية الأكاديمية المرجعية لبرنامج الدعوة والثقافة الإسلامية: ((NARS)National Academic Reference Standards ، قطاع أصول الدين والدعوة، جامعة الأزهر (الإصدار الثاني - يناير 2015م) القاهرة: الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، 2025م) وإيمانا من الهيئة بأن الخطوة الأولى لإصلاح التعليم الأزهري تتمثل فى وضع معايير لهذا الصرح العظيم والحيوى (الأزهر الشريف) باعتباره أقدم جامعة فى العالم. وترى الهيئة أن التحديات التى نواجهها حاليًا من خلال الجماعات المتطرفة تتطلب منا الاهتمام بالأزهر الشريف والارتقاء بالتعليم الأزهرى لنشر الصورة المشرقة ووسطية الإسلام. ويسرنا أن نقدم الإصدار الثاني للمعايير القومية الأكاديمية المرجعية لبرنامج الدعوة والثقافة الإسلامية، التي وضعتها الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، والتي تم في اعتمادها في اجتماع مجلس إدارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بتاريخ 19 /1/2015م. المواصفات الخاصة للخريج: يهدف برنامج الدعوة والثقافة الإسلامية إلى توافر عدد من المواصفات الخاصة التالية في الخريج، بحيث يكون: 1/1) حافظًا للأحاديث النبوية الصحيحة المقررة، قادرًا على شرحها واستنباط الأحكام منها. 1/2) عالما بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وملمًّا بالعقائد الأخرى. 1/3) عارفًا بالأحكام الفقهية، مدركًا فقه المقاصد، موازنًا بين المصالح والمفاسد. 1/4) ملمًّا بأحداث السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وظروف العصر وقضاياه. 1/5) فاهمًا لعلوم الدعوة إلى الله تعالى وملمًّا بما يتصل بها من العلوم. 1/6) قادرًا على الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام وقضاياه. 1/7) ملتزمًا بالمنهج الإسلامي في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وحسن التعامل مع الآخرين. 1/8) مراعيًا في دعوته مقامات الخطاب وأحوال المخاطبين. وأدب الحوار محترمًا الرأي الآخر مع المحافظة على الثوابت. 1/9) فاهمًا لسنن الله الكونية التي تستقيم معها نظرته إلى الكون والإنسان والحياة. (1) المعايير الأكاديمية للبرنامج: تتنوع معايير البرنامج الأكاديمي للدعوة والثقافة الإسلامية، لتشمل: 2/1) المعرفة والفهم: وهي المعارف والمفاهيم التي يكتسبها الطالب من البرنامج، وتتمثل في قدرته على ما يلي: 2/1/1) حفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته ومعرفة أحكام تجويده. 2/1/2) معرفة المباحث العقدية الأساسية المتعلقة بالإلهيات والنبوات والسمعيات. 2/1/3) فهم السنة النبوية وحفظ بعض الأحاديث. 2/1/4) معرفة خصائص السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي. 2/1/5) فهم أحكام الفقه الإسلامي في فروعه المختلفة. 2/1/6) معرفة قواعد اللغة العربية وتوظيفها في مجال الدعوة والخطابة. 2/1/7) فهم أساليب وطرق تبليغ الدعوة وفق أصولها والقدرة على استمالة المخاطبين. 2/1/9) الإلمام بتاريخ الدعوة ومراحل انتشارها. 2/1/10) القدرة على الرد المؤيد بالأدلة الصحيحة على الملل والنِّحل والاتجاهات الفكرية المختلفة. 2/1/11) إبراز محاسن الإسلام وتميز نظمه عن النظم الأخرى. 2/1/12) فهم أهم القضايا المعاصرة، وبيان موقف الإسلام منها. 2/1/13) معرفة تاريخ العالم الإسلامي وجغرافيته. 2/2) المهارات الذهنية: وهى القدرات العقلية التي تتنامى بتحصيل المعارف والمناقشات الصفية وما يصاحبها من الاستدلال والاستنتاج وما يكتسبه الطالب من الأنشطة غير الصفية, وتتمثل في قدرته على ما يلي: 2/2/1) توظيف مهارات الملاحظة والتحليل والتصنيف...الخ. 2/2/2) توظيف مهارات استنباط الأفكار والتمييز بينها، وإبداء الرأي المدعوم بالأدلة. 2/2/3) إعمال الفكر في تقديم الحلول المتعددة للقضايا والمشكلات. 2/2/4) المقارنة بين الأمور المتقابلة وترجيح الصحيح منها. 2/2/5) التمكن من مهارات القراءة التحليلية والنقد الموضوعي الهادف. 2/3) المهارات المهنية: وهى المهارات التي يكتسبها الطالب لتحويل ما حصَّله من معارف نظرية إلى قدرات ومهارات تطبيقية عملية، تمكنه من توظيف معارفه في أدائه المهني، وقدرته على ما يلي: 2/3/1) إجادة التحدث بطلاقة لإيصال الدعوة إلى المدعوين. 2/3/2) استخدام الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلى الله تعالى. 2/3/3) الجدال ومحاورة الآخرين بالتي هي أحسن. 2/3/4) مراعاة مقامات الخطاب الدعوي وأحوال المخاطبين, واختيار الأسلوب المناسب إيجازًا وإطنابًا وسهولةً وعمقًا. 2/3/5) التمكن من مهارات الخطابة, ترتيبًا للعناصر، ورصدًا للأدلة، وإحكامًا للصياغة.. إلخ. 2/3/6) حسن سوق الأدلة المناسبة للقضايا المطروحة من القرآن الكريم والسنة النبوية وغيرهما. 2/3/7) توظيف مهارات إحدى اللغات الأجنبية في مجال الدعوة إلى الله تعالى. 2/3/8) حسن اغتنام الإمكانات المتاحة كالوقت والمكان وغيرهما. 2/3/9) تجنب إثارة القضايا الخلافية أمام الجمهور. 2/3/10) ربط موضوع الخطبة وغيرها من فنون القول المختلفة بالواقع المعاصر. 2/3/11) الانتقال من السهل إلى الصعب، ومن العام إلى الخاص، والبدء بالمسلمات البديهية. 2/3/12) التمكن من مهارات اللغة العربية وتوظيفها في مجال الدعوة والخطابة. 2/3/13) التمكن من تبليغ الدعوة وفق أصولها, والقدرة على استمالة المخاطبين والتأثير فيهم. 2/3/14) التمكن من التجديد والابتكار في وسائل الدعوة. 2/4) المهارات العامة: وهي التي يكتسبها الطالب من البرنامج، وتمكنه من التواصل مع المؤسسات المجتمعية والتفاعل معها، وتتمثل في قدرته على ما يلي: 2/4/1) التواصل الفعال مع وسائل الإعلام والمؤسسات المجتمعية المختلفة. 2/4/2) توظيف مهارات الحاسوب ووسائل التقنية الحديثة في مجال الدعوة. 2/4/3) مواصلة الاطلاع وممارسة مهارات التعلم الذاتي والمستمر. 2/4/4) الإسهام في حل المشكلات المجتمعية ومحاربة البدع والخرافات. 2/5) الجوانب الوجدانية: وهى القيم والاتجاهات وأوجه التقدير التي توجه انفعالات الطالب وسلوكياته, وتتمثل في قدرته على ما يلي: 2/5/1) التحلي بآداب الإسلام في سلوكه بحيث يكون قدوة للناس. 2/5/2) الشجاعة في تبليغ الدعوة دون إفراط أو تفريط. 2/5/3) تبني قضايا الأمة ومصالحها والدفاع عنها. 2/5/4) الاعتزاز بالولاء للدين والوطن والأمة. (2) توزيع نسب مكونات برنامج الدعوة والثقافة الإسلامية: تتنوع مكونات البرنامج الأكاديمي في الدعوة والثقافة الإسلامية وفق ما تحققه أهداف البرنامج، والجدول التالي يوضح نسب الحد الأدنى والأقصى والنسبة الاختيارية في كل مكون من مكونات البرنامج: (3) المعايير الأكاديمية لكل مكون من مكونات البرنامج: 4/1) معايير المكون التخصصي (الأساسي) للبرنامج: 4/1/1) الوقوف على مفاهيم ومصطلحات العلوم الشرعية في كل تخصص. 4/1/2) معرفة نشأة العلوم الشرعية وتاريخها وتطورها في كل تخصص. 4/1/3) المعرفة المتعمقة بالموضوعات والمباحث والقضايا الفكرية في كل تخصص من تخصصات العلوم الشرعية. 4/1/4) تطبيق المعرفة الشرعية على الواقع. 4/1/5) العرض والتحليل والتفسير والنقد والتقييم والتمييز والموازنة والترجيح وتكوين الرأي الصائب في مسائل وقضايا كل تخصص من تخصصات العلوم الشرعية. 4/1/6) التواصل الجيد مع المصادر التراثية والحديثة في دراسة العلوم الشرعية. 4/2) معايير المكون التخصصي (الفرعي) للبرنامج: 4/2/1) حفظ القرآن الكريم، وتجويده، والوقوف على أساسيات العلوم الشرعية الفرعية ومفاهيمها ومباحثها وقضاياها. 4/2/2) توظيف معارف العلوم الشرعية الفرعية في مجال البحث العلمي للتخصص الأساسي. 4/2/3) الوقوف على مصادر المعرفة للعلوم الشرعية الفرعية والتعامل معها بالطرق والأساليب المناسبة. هذا، وتشترك تخصصات أصول الدين الأربعة في تقديم مقررات هذا المكون بالتبادل فيما بينها. 4/3) معايير المكون المساند للبرنامج: 4/3/1) إتقان اللغة العربية والتمكن من مهاراتها كتابةً وتحدثًا وقراءةً واستماعًا. 4/3/2) إجادة فقه الأحكام الشرعية وأصول الفقه والقضايا الفقهية المعاصرة. 4/3/3) التفاعل مع معطيات العصر وتقديم أفكار جديدة مدعمة بالبراهين. 4/3/4) الإلمام بأحوال المخاطبين بما يحقق حسن التواصل معهم. 4/4) معايير المكون الثقافي للبرنامج: 4/4/1) إجادة إحدى اللغات الأجنبية وتوظيفها في مجال التخصص. 4/4/2) توظيف الحاسب الآلي في مجال التخصص. 4/4/3) الوقوف على حاضر العالم الإسلامي ومشكلاته. ويقترح أن يشمل هذا المكون نوعين من المقررات الثقافية والمهنية على النحو التالي: الأول: إجباري: ويتمثل في دراسة: - اللغة الأجنبية. - الحاسب الآلي والتمكن من مهاراته. - حاضر العالم الإسلامي ومشكلاته. الثاني: اختياري: ويقدم هذا الجانب في ضوء تعدد الوظائف والمهن التي يمكن أن يشغلها خريج أصول الدين في التخصصات المختلفة، ويقترح أن يختار الطالب محورًا واحدًا من هذه المحاور الآتية للدراسة: - تحقيق كتب التراث. - طرق تدريس وإلقاء للعلوم الإسلامية. - الوعظ والتوجيه والإرشاد الديني. - طرق إعداد البرامج الدينية بالإذاعة والتليفزيون. - المراكز الثقافية الإسلامية والمؤسسات الدينية في الداخل والخارج. 4/5) معايير المكون البيئي والمجتمعي للبرنامج: 4/5/1) استثمار الوقت على النحو الأمثل. 4/5/2) المشاركة المجتمعية في المجالات المختلفة. 4/5/3) التحلي بالقيم التي تتفق مع روح الإسلام. ولا شك أن تطبيق هذه المعايير في كليات وأقسام الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر سيسهم في تحقيق ما نصبو ليه جميعا، ومن هنا فإننا نطالب جامعة الأزهر بتطبيق هذه المعايير من العام الجامعي القادم... وللحديث بقية.
مستشار الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ببروكسيل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.