مازال مسلسل إهمال الأطباء والممرضات مستمرًا والغريب أنه يحدث فقط مع الفقراء و«قليلي الحيلة» الذين يسوقهم الفقر إلى المستشفيات الحكومية كوالد الطفل «فارس» الذي أصيب ابنه بالعمى فقط لأنه لجأ إلى مستشفى مغاغة ليواجه إهمالاً ولا مبالاة الممرضة و«جبروت» مدير المستشفى الذي عاقب الأب بالطرد من المستشفى وترك الممرضة لتصنع مع آخرين ما فعلته مع فارس. ويروى أبو النجا محمد، والد الطفل فارس، والذي يعمل فلاحًا: رأيت ابنى يتألم ألمًا شديدًا ويضع يده على بطنه من شدة الألم وكان ذلك منذ 3 أيام فذهبت به إلى مستشفى مغاغة العام لرخص ثمن الكشف، وتم توقيع الكشف عليه بمعرفة طبيبة الباطنة، وحددت له نوعين للعلاج، مع تحويله إلى قسم الاستقبال لأخذ حقنة تخفف من آلام البطن، وبالفعل توجهت إلى الاستقبال وفوجئت بأن الحقنة التي سوف تعطيها الممرضة لابنى كانت مجهزة في أمبول داخل الثلاجة، ولم يتم تعبئتها من داخل الزجاجة أولا، وبعد أن خرجنا بنصف ساعة قال لي فارس "الكهرباء قاطعة ليه ومافيش نور"، وعندها شعرت بالقلق لما حدث لابنى وأحسست أن هناك شيئًا ما أثر على بصره.
أضاف الأب: ذهبت مرة أخرى إلى مدير المستشفى الدكتور خالد نجيب، وعندما علم بما حدث طردني من المستشفى، مؤكدًا أنه لم تقع أي أخطاء طبية بالمستشفى، مما دفعني إلى الذهاب لأربعة أطباء في عيادات خاصة رغم صعوبة حالتنا المادية، وجميعهم أكدوا أن الحقنة التي أخذها فارس كانت للكبار فقط، ولم يتحملها الطفل مما أثر على بصره. واستطرد الأب: نصحني بعض الأطباء بعمل إشاعات مقطعية على الطفل وبعد أن قمنا بإجرائها تم تحويلي إلى مستشفى المنيا الجامعي، ولكن كانت المفاجأة عندما طالبوني بجواب تحويل من مستشفى مغاغة العام التي أنا على خلاف معها، وكذلك الحال في مستشفى الرمد طالبني بجواب تحويل آخر من المستشفى، وعندما عدت مرة أخرى إلى المستشفى رفضت طبيبة العيون عمل جواب تحويل وطردتني بعد أن واجهتهم بالخطأ الذي تسبب فيه المستشفى وقالت لي "أنت اللى جتلنا برجلك مش إحنا اللى قولنالك تعالى". انتهى المطاف بالأب المكلوم بأنه ذهب إلى مركز شرطة مغاغة ليحرر محضرًا رقم 2898 لسنة 2015 إداري مغاغة، وبالعرض على النيابة طلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وطلب تقرير من المستشفى ولكن رفض المدير عمل أي تقارير لنا. وجه أبو النجا، رسالة إلى الرئيس السيسي ومحافظ المنيا قائلا: لو فارس زي ابنكم كنتم هتعملوا اية ؟؟ فأنا فقير وأتمنى أن يرى ابنى بعينه من جديد ولا نملك إلا قوت يومنا، ونحن نقترض من الجيران الأموال التي نصرفها في العيادات والمستشفيات.