تجددت اليوم الإثنين المظاهرات المندّدة بترشح الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة التي تعتبرها المعارضة "غير دستورية" ، في ظلّ تواجد عسكري كثيف شمل الشوارع الرئيسية في العاصمة بوجمبورا، وفقا لمراسل الأناضول. وفي تصريح للأناضول، اكتفى المتحدّث باسم الجيش البوروندي، الكولونيل غاسبار باراتوزا، بالقول "يهمنا (العسكريون) أن يكون هناك ضمان لسلام وأمن السكان"، دون تقديم المزيد من التفاصيل، في وقت استأنفت فيه الاحتجاجات في المناطق الشمالية للعاصمة، مثل ناغاغارا وسيبيتوكي، وموتاكورا، وكامونج، إضافة إلى المناطق الجنوبية على غرار كانيوشا وموزاغا. وأضاف الكولونيل: "لا يسعنا البقاء في المعسكر والوضع على ما هو عليه من توتّر". ويرى المتظاهرون في التواجد العسكري الكثيف عاملا مطمئنا بالنسبة لهم، في هذا اليوم الذي يبدو فيه التوتر شديدا في العاصمة، حيث أوصدت البنوك والمحلات والمدارس أبوابها. أحد المحتجين من منطقة نياكابيغا، قال للأناضول: "بما أنّ قوات الأمن استخدمت أمس (الأحد) القنابل المسيلة للدموع لتفريقنا، وهو ما لم تستسغه وحدات الجيش الحاضرة، والذي رأت فيه استخداما للعنف ضدّ محتجين سلميين، يبدو أنّ هناك نوعا من الحذر بين الأمن والجيش". وبحسب شهادات متفرقة للأناضول، فقد انتشر الجيش ليلة البارحة عقب مقتل 2 من المحتجين من حي موتاكورا على أيدي مجموعة مسلحة بالبنادق والمديات، وهو ما أكّده، صبيحة اليوم للأناضول، زعيم الحي المذكور. المصادر نفسها قالت إن المجموعة تنتمي إلى اتحاد شباب الحزب الحاكم "إيمبونيراكور"، والذي يشنّ حربا ضدّ جميع من يناهض ترشح الرئيس البوروندي لولاية رئاسية ثالثة، بينما نفى الائتلاف الحاكم "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية"، أي منحى إجرامي منسوب إلى أعضائه. الحادث الأخير يرفع حصيلة الاحتجاجات منذ انطلاقها صباح أمس الأحد في بوجمبورا إلى 4 قتلى، حيث قتل إثنان من المحتجين، أمس، خلال اشتباكات مع قوات الأمن، بحسب المعارضة، وهي حصيلة لم تؤكدها السلطات البوروندية حتى الساعة (10 تغ). وأعلنت قوى معارضة ومنظمات المجتمع المدني في بوروندي، أمس الأول السبت، أنّها ستنزل إلى الشوارع، احتجاجا على الإعلان الرسمي لترشح الرئيس البوروندي لولاية رئاسية ثالثة، وهو ما حصل. ويأتي ترشّح نكورونزيزا لولاية ثالثة، في خضم سياق سياسي بالغ التوتر، ينذر بتصعيد محتمل، خصوصا في ظلّ الاحتجاجات المناهضة لولاية ثالثة للرئيس الحالي، والتهديد بانفجار الوضع من قبل المجتمع المدني، حيث أكّد بيير كلافر مبونيمبا، وهو إحدى الوجوه البارزة والناشطة ضمن المجتمع المدني البوروندي، في تصريح للأناضول بوقت سابق، إنّه "بمجرّد أن يعلن نفسه (الرئيس) مرشّحا، فسننزل إلى الشوارع، وستكون بداية حرب عامة في بوروندي". ويفصل بوروندي، شهران عن تنظيم انتخاباتها الرئاسية (مقررة في يونيو/ حزيران المقبل)، وهي فترة انتظار ستبدو طويلة على الرئيس نكورونزيزا الذي يحكم البلاد منذ 10 سنوات، ويتهدده غضب شعبي بعد أن توعدت أطياف كبيرة من المجتمع المدني بالنزول إلى الشارع.