أثارت دعوة منير فخري عبدالنور، وزير التجارة والصناعة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تشكيل حزب ليكون ذراع سياسي له، على غرار الحزب "الوطني" المنحل الذي كان يرأسه الرئيس المخلوع حسني مبارك، حالة من الجدل والغضب بين الأحزاب، باعتبارها "مغازلة سياسية" من قبل أحد أعضاء الحكومة الحالية. وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب "الجيل"، إن "هذه الدعوة تعبر عن وجهة نظر مسئول في الحكومة، حيث يحظر الدستور علي الرئيس ممارسة النشاط الحزبي"، ووصفها بأنها "مخالفة للدستور، وخلط واضح وتدخل في الحياة الحزبية من قبل الحكومة". لكن الشهابي فسر الدعوة بأنه "ربما فرضت تحديات المرحلة علي منير فخري أن يطلق مثل هذه الدعوة، نتيجة الارتباك في المشهد، وعدم القدرة علي حسم الاستحقاق الثالث وإجراء الانتخابات والخوف من أن يأتي برلمان لايوافق على مشروعات القوانين التي أصدرها الرئيس". وتابع: "لا يجب على الوزراء إطلاق مثل هذه الدعوات، لأنها ليست حكومة حزبية، إلا إذا كان يقصد من ورائها أن يكون هناك حزب للحكومة لكي تستمر في الحكم بعد الانتخابات البرلمانية، ويكون ذلك بعيدًا عن الرئيس". من جانبه، انتقد الدكتور أحمد دراج، المتحدث الإعلامي باسم تحالف 25/30، دعوة وزير التجارة والصناعة، لإنشاء حزب جديد يكون تابع لرئيس الجمهورية، قائلاً: "عبد النور دخل الحكومة عن طريق حزب الوفد، ومن الغريب أن يفكر في إنشاء حزب جديد وهو عضو بحزب الوفد". وأضاف"أقول لمن يريدون إنشاء حزب وطني جديد "حرام عليكم"، مطالبًا بتسمية الحزب بحزب السلطة، مؤكدًا أن الحزب الذي يريد عبدالنور إنشاءه "لا يصلح للحياة السياسية". بدوره، وصف باسم كامل، عضو الهيئة العليا لحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، وزير التجارة والصناعة، بأنه "رجل سياسي، وأنه من القلاقل في حكومة المهندس إبراهيم محلب، على دراية بالعمل السياسي السليم بينما بقية الوزراء مجرد موظفين". وأضاف "تصريحات عبد النور، بشأن وجود حزب سياسي للرئيس عبدالفتاح السيسي، طبيعية ومنطقية تمامًا، لأن جميع رؤساء دول العالم مدعمون من أحزاب سياسية تتحدث باسم الرئاسة". مع ذلك، قال إنه "ليس هناك داع بعد ثورتين قام بها الشعب والتجربة السيئة والفاشلة للحزب الواحد والتي قام بها الإخوان والحزب الوطني المنحل، أن ندعو لحزب سلطوي لأن مصر تعيش مرحلة انتقالية تستدعي التكاتف والتعاون لأنه لايستطيع حزب واحد القيام بتلك المهمة". وأوضح أن "موضوع تكوين حزب للرئيس السيسي ليدعمه سيكون عبئًا عليه أكثر من أن يكون داعمًا له". وقال تامر الزيادي، الخبير السياسي إنه يؤيد طرح عبدالنور بضروة وجود كيان سياسي يعبر عن الرئيس، لأن "الرئيس الحالي جاء بعد ثورتين وتم انتخابه من الجماهير من الذين طالبوه بالنزول فهو رئيس من الشعب والهجوم على الفكرة باعتبارها وأد للثورة كلام غير منطقي". وأضاف "الأحزاب الحالية فشلت حتى الآن في إعداد قائمة انتخابية، ولا تزال في حالة تخبط ولا تملك كوادر أو رؤية سياسية أو اقتصادية في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة لظهير سياسي راق ينفذ فكر الرئيس وسياساته في ظل المخاطر الداخلية والخارجية التي تواجهها الدولة".