"لا تشرب من نهر النيل فيه سم قاتل" شريان الحياة تحول إلى شريان الموت, نهر النيل الذي يعتبر المورد المائي الأساسي للحياة في مصر, تحول إلى قنبلة موقوتة كتب عليها "احترس أنت أمام موت محقق". فغرق ناقلة كانت محملة بأكثر من 100 طن فوسفات بالنيل, سبب خوفًا شديدًا في نفوس المصريين, هذا الخوف الذي لم يتعد وقت تداول الخبر على المواقع الإلكترونية والذي سرعان ما تمكن المسئولون من تكذيبه بل وطمأنة المواطنين أنها مجرد كتل حجارة، وذلك عن طريق بعض التصريحات العائم بعضها وغير الواضحة المعالم, ليأتي خبر إصابة 600 شخص بحالات تسمم في محافظة الشرقية بسبب شرب الماء كالصدمة على رءوس المسئولين الذين وجدوا أنفسهم أمام كارثة حقيقية يخشى البعض الاعتراف بها أمام نفسه حتى. ولأن المصائب لا تأتى فرادى فقد اكتشف الأهالي بمحافظة البحيرة تلوث مياه الشرب بمنطقة أبيس بمركز كفر الدوار نتيجة لتسرب الغاز المسيل بالمياه وانفجار قنبلة ب 3 خطوط غاز مغذية لمصنع كفر الدوار لتعبئة أسطوانات الغاز، بالقرب من كمين العمياء دائرة مركز كفر الدواربالبحيرة. ليس هذا فحسب بل تداول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" أخبارًا تفيد وجود حالات تسمم بسبب مياه الشرب فى محافظة الإسكندرية وعدد من محافظات وجه قبلي. وأزمة مياه النيل بدأت منذ عام 2010 عندما غرقت ناقلة نهرية في منطقة أسوانجنوب مصر, ما أدى إلى تسريب أكثر من مائة طن من زيت الغاز "الديزل أو السولار" النفطية, أدت إلى تلوث مياه الشرب فى هذه المنطقة, وقام حينها المسئولون بإغلاق محطات مياه الشرب بشكل مؤقت لتطهيرها وتحليل المياه للتأكد من سلامتها. ليس هذا فحسب ففي أكتوبر 2012، ظهرت بقعة زيت بطول 6 كيلو بمياه النيل منطقة إدفو, وفى نوفمبر من نفس العام ظهرت بقعة أخرى للزيت، بالقرب من فرعى النيل بمدينتي بنها وطوخ، وأيضًا بمحافظة الجيزة بمدينة الصف، فيما تمددت البقعة التي ظهرت في أسوان إلى مشارف القاهرة. وعام 2013 انقلبت سيارة محملة بالمياه البترولية في مياه النيل، ما أدى إلى تسرب بقعة زيت بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.