غرق صندل نهري تابع لشركة "النيل للبترول"، محمّلاً ب244 طناً من السولار لحساب شركة "مصر للبترول" أثناء رسوه بالمجرى الملاحي النهري بمنطقة كورنيش النيل الجديد، أمام قرية "أبو الريش" شمال مدينة أسوان. أدّى غرق الصندل إلى تسرّب عشرات الأطنان من السولار في مياه النيل، وأحدث بقعة كبيرة من التلوّث، وصلت مساحتها إلى أكثر من كيلو متر مربع، وتجمّعت بقع صغيرة في مواقع متفرّقة بجوار الجزر وحول الحشائش النيلية.
وأفادت مصادر بأن البقعة وصلت إلى مدينة "إدفو" شمال أسوان، ومن المتوقّع أن تصل صباح اليوم (الأحد) إلى المدخل الجنوبي لمحافظة الأقصر.
وقد أعلنت سلطات محافظات أسوانوالأقصر وقنا حالة الطوارئ القصوى بين أجهزتها، فيما تمكّنت أجهزة الأمن بأسوان من القبض على سائق الصندل.
وقررت هيئة مياه الشرب إغلاق توصيلات محطات مياه الشرب على مستوى المحافظة، مؤقتاً، لمنع تسرّب المياه الملوّثة إلى المحطات، وانتقلت فرق الدفاع المدني وقوات الأمن وفرق متخصصة لتفريغ ما تبقّى من الحمولة، ورفع الصندل الغارق، وقال اللواء "مصطفى السيد" -محافظ أسوان- إنه جارٍ السيطرة على بقعة السولار، وتحليل عيّنات من محطات مياه الشرب؛ للتأكّد من عدم تسرّب السولار إليها.
وأكّد الدكتور "محمود علي حسين" -رئيس الفرع الإقليمي لشئون البيئة- أن هناك متابعة من وزير البيئة "ماجد جورج" الذي طلب أخذ عيّنات دورية من مياه النيل للتأكّد من سلامتها، مشيراً إلى أنه بمجرد العلم بالحادث تم انتقال لجنة من البيئة إلى الموقع بالتنسيق مع المحافظة، وأكّد عدم وجود أي خطورة على مياه النيل، وأن السولار من المواد التي تتبخر وتتحرّك في بقع متفرّقة مقارنة ببقع الزيت، وأشار إلى عدم تأثّر الأسماك أو حركة الملاحة النهرية في مياه النيل بالحادث.
ومن جانبه، أكّد المهندس "خالد حسين" -رئيس شركة الأقصر لمياه الشرب والصرف الصحي- إعلان حالة الطوارئ بالشركة، وطلب تخزين أكبر كميات من المياه بالخزانات وصهاريج عربات المياه مع تشكيل فرق عمل من المهندسين والكيميائيين بالشركة؛ لمراقبة كافة مآخذ المياه على النيل، ووقف عمل المحطات فور ظهور بقعة السولار.
وقال إن وقف المحطات سيكون مؤقتاً لحين عبور البقعة من أمام المآخذ، وطالب المستشفيات والفنادق بتخزين احتياجاتها من المياه خشية وقوع أي طارئ.
وألقت شرطة المسطحات المائية القبض على "ياسر حسين" -قائد الصندل- وتمت إحالته إلى النيابة العامة، وقال في أقواله بالمحضر رقم 2 أحوال، إن الصندل كان مستقراً في مكانه عندما انخفض مستوى مياه النيل أثناء رسوه، مما أدّى إلى ميل جزء منه في المياه، مؤكّداً أنه أبلغ شركة البترول بانخفاض مستوى المياه، فيما اتهم مسئول الشركة قائد الصندل بعدم التواجد أثناء عملية غرق الصندل.