33 عامًا على آخر نقطة في تحرير أرض الفيروز سيناء، التي لم تكن يومًا إلا قلب مصر، التي عانت أشد العناء لأكثر من 60 عامًا من استنزافٍ واحتلال دام لأكثر من 15 عامًا وانتهى بانتصار، حققه الرئيس الراحل محمد أنور السادات واستكمله بإعادة طابا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ومنذ أن حررها السادات كتبت البداية الجديدة لأرض سيناء في حضن مصر، ووضع علم مصر على كل شبر في أرضها. أرض السلام ل33 عامًا بعد 3 حروب دارت على أرض سيناء معارك عدة، لكن العدو الذي بات الأخطر ظهر عام 1956، قامت كل من إسرائيل وفرنسا وإنجلترا «العدوان الثلاثي» على مصر وقد تصدت المقاومة الشعبية للهجمات التي قامت بها الدول الثلاث، لكن إسرائيل احتلت سيناء –آنذاك- بالكامل ولكن صدر قرار من مجلس الأمن برد جميع الأرض المحتلة من مصر وعدم شرعية الهجوم عليها. لكن بحسب مؤرخين، فإن إسرائيل في 5 يونيو 1967 شنت هجومًا على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن، لكن جيش مصر عبر المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخل حرب الاستنزاف، وتوفى وقتها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970. لذا تولى الرئيس محمد أنور السادات، وأعد عتاده للحرب لتحرير سيناء، وبدأت في 6 أكتوبر 1973 في تمام الثانية ظهراً، نفذت القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة العربية السورية هجومًا على القوات الإسرائيلية في كل من شبه جزيرة سيناء والجولان، وبدأت الحرب على الجبهة المصرية بالضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية ضد القوات الإسرائيلية، وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية ورفعت العلم المصري. ووافق على معاهدة السلام التي قدمتها إسرائيل (كامب ديفيد) في 26 مارس 1979 بمشاركة الولاياتالمتحدة بعد أن مهدت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل في 1977، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تمامًا في 25 إبريل 1982 بانسحابها مع الاحتفاظ بشريط طابا الحدودي واسترجعت الحكومة المصرية هذا الشريط أثناء حكم مبارك، بناء على التحكيم الذي تم في محكمة العدل الدولية. ومنذ ذلك الوقت أصبحت سيناء رمزًا للسلام، وبها أكبر أيقونة سلام في العالم، والتي تقع في مدينة شرم الشيخجنوبسيناء. «كبريت» و«تبة الشجرة» أبراج إسرائيل المشيدة في القبضة المصرية «كبريت» كانت النقطة الحصينة لإحدى القيادات الإسرائيلية الفرعية، ضمن خط بارليف وملتقى الطرق العرضية شرق القناة، وهو الأمر الذي عكس أهمية القاعدة إذ يمكن من خلالها السيطرة على كل التحركات شرق أو غرب منطقة كبريت، وهي تقع في المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث المصريين، وتقع في أضيق منطقة بين البحيرات المرة الكبرى والصغرى والمسافة بين الشاطئين الشرقي والغربي، ولكن استولى عليها الجيش المصري في 9 أكتوبر. قيل إن الحصن كان يتحمل الموجات الانفجارية لجميع أنواع القنابل حتى وزن ألف رطل، وكان يتوفر داخل النقطة إمكانات الاكتفاء الذاتي لمدة شهر ويزيد، وغرفة عمليات جراحية كاملة التجهيز وكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية. أما عن «تبة الشجرة» كانت من أهم النقط الحصينة في خط برليف للجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر، وصُممت بارتفاع 74 مترًا عن سطح البحر الأحمر ويقع نحو 10 كم شرق الإسماعيلية و750 مترًا شمال الطريق الأوسط، وكانت إسرائيل تتفاخر بالتجهيزات التي تمت لهذا الموقع، حيث صمم من حوائط على شكل حرف (U) مقلوب من الخرسانة، بينما تمت تغطية الموقع بأحجار وصخور من قاع البحر الأحمر المعبأ داخل شباك من الحديد الصلب بحيث كلما تم قصفه بالقنابل أو المدافع تزداد تماسكًا وقوة ويكن أكثر تحصينًا بحيث لا يستطيع أحد اختراقه أو هدمه، واستولى عليها الجيش المصري بعد معركة دامت 5 ساعات.