كل ثلاثة شهور.. تشكيل لجنة من التموين لدراسة تكلفة انتاج الخبز السياحي    حماس تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلية شرق دير البلح وسط قطاع غزة    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال غزة    عاجل.. الزمالك يستبعد زيزو من قائمة مباراة دريمز الغاني في الكونفدرالية ويستدعي هذا اللاعب    تشكيل طرابزون سبور الرسمي أمام قيصري سبور في الدوري التركي    تأجيل محاكمة طبيب نساء شهير لاتهامه بإجراء عمليات إجهاض داخل عيادته    جراح مناظير عام: مرضى السكري أكثر الأشخاص عرضه لتقرح القدم    خالد الغندور يثير الجدل قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    روسيا تعلن إنشاء مركز أبحاث وإنتاج للطائرات بدون طيار والأنظمة الروبوتية    34 مليون جنيه لتمويل 47 مشروعًا ضمن مبادرة «مشروعك» ببني سويف    تراجع أسعار سيارات شيري موديل 2024 في مصر.. اعرف القائمة الجديدة    جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي 2024 الترم الثاني في محافظة الفيوم    رئيس التمثيل التجاري: مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التكامل الصناعي مع الصين    انتشال جثة شاب مجهول الهوية من نهر النيل بالقناطر الخيرية    دار الأوبرا تقيم احتفالية «نجوم المستقبل» لطلاب مركز تنمية المواهب    «التنورة والفلكلور الواحاتي» في ختام برنامج التوعية التثقيفية بالوادي الجديد    استقبال 37 جريحا ومريضا فلسطينيا في معبر رفح البري    الصحة تكشف ضوابط وإجراءات أداء مناسك الحج    وصول 23 فلسطينيا من مصابي غزة للعلاج بمستشفيات جامعة أسيوط    غدًا، "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية مجانية بقرى المنيرة بواحة الخارجة    كلاسيكو الأرض.. أنشيلوتي يعلن قائمة ريال مدريد لمواجهة برشلونة    اتحاد الكرة يستبعد إقامة ودية بين منتخبي مصر وفرنسا    رئيس فلسطين: المنطقة بأسرها ستكون في مهب الريح دون حل عادل لقضيتنا    مفتي الجمهورية: الاجتهاد الجماعي أصبح مبدأً لا يمكن الاستغناء عنه    وديعة البنك الأهلى.. كيف تحصل على عائد 2000 جنيه شهريًا؟    وزير الخارجية: جهود مكثفة من مصر لدعم غزة منذ اندلاع الحرب    مؤسس «أمهات مصر» تعلن مطالب أولياء الأمور بشأن امتحانات الثانوية العامة    المشدد 5 سنوات ل«تاجر مخدرات» والبراءة لمتهمين آخرين في المنيا    خطوات بسيطة للحصول على صحيفة الحالة الجنائية    «الداخلية» حملات لمكافحة جرائم السرقات تضبط 17 متهمًا ب 4 محافظات    رئيس الوزراء: التعاقد مع شركات عالمية لإدارة وتشغيل ميناء دمياط    للمرة الأولى.. معهد إعداد القادة يستضيف اجتماع المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    للاطمئنان على صحة الأنبا أبوللو.. وزير الأوقاف يزور مطرانية سيناء الجنوبية|صور    شم النسيم 2024.. اعرف الموعد وسبب الاحتفال وقصة ارتباطه بعيد القيامة    بحضور ماجد المصري ورانيا منصور.. تامر حسني يوجه رسالة للطلاب في حفل «مهرجان المدارس»    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام عيد الفطر خلال 24 ساعة.. «شقو» في الصدارة    حكم انفصال الزوجين بدون طلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    تفاصيل استضافة محافظة جنوب سيناء للمسابقة العالمية للقرآن يوليو القادم| خاص    وكيل «مطروح الأزهرية» يتفقد فعاليات البرنامج التدريبي للشؤون الوظيفية    صور.. حضور المئات من طلبة الثانوية العامة بالمراجعات النهائية المجانية    ميدو يوجه رسالة إلى إدارة توتنهام بشأن عمر مرموش    وزارة الشباب تنظم ندوة توعوية حول خطر المنشطات على صحة الرياضيين    كشف وعلاج ل1300 حالة في 6 تخصصات طبية ضمن حياة كريمة ببني سويف    محافظ الغربية يتفقد 12 مشروعا لحياة كريمة ورصف القرى بزفتى    مخاطرة بحرب إقليمية.. هآرتس تنتقد الهجوم الإسرائيلي على إيران    مفاجأة.. سبب عدم مشاركة صلاح السعدني في مسرحية مدرسة المشاغبين    القابضة للمياه: تحديث المخطط العام حتى 2052 لمواكبة الاحتياجات المستقبلية    «يد الأهلي» يواجه أمل سكيكدة الجزائري بكأس الكؤوس    الحكومة: وقف تنفيذ قطع الكهرباء عن الكنائس خلال احتفالات العيد    سفيرة البحرين: زيارة الملك حمد لمصر تؤكد على التكامل الإستراتيجي بين البلدين    مشوفتش عشيقة المدير نهائيًا.. أقوال شاهدة في قضية رشوة أسوان الكبرى.. فيديو    «فرح» تعيد الابتسامة لأهالي الصف بعد 4 أيام اختفاء.. ما القصة؟    إياد نصار: بحب الناس بتناديني في الشارع ب «رشيد الطيار»    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمد شريف عبدالنبى مدير مخابرات شمال سيناء الأسبق:
أرض الفيروز لن تستمر رهينة لإرهاب ومؤامرات الإخوان
نشر في الوفد يوم 05 - 10 - 2013

أكد اللواء محمد شريف عبدالنبى مدير مخابرات شمال سيناء الأسبق أن مصر استعدت لحرب أكتوبر المجيدة عقب نكسة 1967
وأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بدأ الاستعداد لتحرير سيناء بتعيين الفريق أول محمد فوزى قائداً للقوات المسلحة. وأشار إلي أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات وضع خطة الخداع الإسرائيلى، وأنها كانت شديدة الإحكام. وأوضح أن «السادات» أدار جزءاً كبيراً من الخطة بنفسه. وأكد أن تحديد ساعة الصفر للهجوم كانت جديدة في عالم الحروب. وأشار اللواء محمد شريف إلي أنه ألغى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى من حياته، لأنها أسوأ فترة عاشها. وأكد أن أرض سيناء لن تستمر رهينة لإرهاب الإخوان. وإلى نص الحوار:
نريد الحديث عن الطريق الى حرب 6 أكتوبر 1973.
- الطريق الى حرب أكتوبر بدأ عقب نكسة 1967، فبعد وقوع النكسة واستمرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى رئاسة الجمهورية بدأ التخطيط لحرب تحرير سيناء من اليهود، وقام عبدالناصر بتعيين الفريق أول محمد فوزى قائداً للقوات المسلحة وطلب منه إعادة هيكلة القوات المسلحة بصورة حديثة، وبالفعل بذل الفريق محمد فوزى وكان معه رئيس الأركان الفريق عبدالمنعم رياض جهوداً جبارة فى هذا المجال واستطاع إعادة هيكلة وتشكيل وبناء القوات المسلحة، والدفع بها أولاً بأول الى خط القناه، وأصبح خط القناه جاهز فى فترة وجيزة جداً لا تتجاوز شهر ونصف الشهر وسميت هذه المرحلة بمرحلة الصمود، وبدأت القوات المسلحة تنفيذ عملياتها القتالية حيث قامت قوات الصاعقة بتنفيذ معركة رأس العش، وبعدها تم تدمير المدمرة إيلات ودخلت القوات المصرية إلى بورفؤاد لإحضار جثث القتلى من اليهود من منطقه تسمى القطع.
ولماذا كان الإصرار على إحضار الجثث؟
- لأننا علمنا أن نظام المواريث فى العقيدة اليهودية لا يتم إلا بوجود الجثة، فالميت الذى لا توجد جثته تمنع أسرته من الإرث فيه لحين إحضار الجثة، ولذلك قمنا بإحضار الجثث لنتبادل بها الأسرى، ولقد أحضرت بنفسى 7 جثث من اليهود وقامت مصر بتسليمها عبر الصليب الأحمر الدولى فى القنطرة واستبدلتها ب70 أسيراً مصرياً.
ثم دخلت القوات المسلحة مرحلة الردع وتمثلت فى كيفية مواجهة اليهود، ثم دخلت القوات المسلحة عمليات الاستنزاف وكانت تشمل الهجوم على الكمائن والإغارة على العدو وتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو، وكافة أعمال المخابرات التى تمكننا من الحصول على أكبر قدر من المعلومات المؤكدة عن العدو شرق القناة.
وفى مرحلة الاستنزاف أثبت الجندى المصرى مدى صلابته وقدرته على التحمل وكان الضباط والجنود يتسابقون الى تنفيذ المهام الهجومية بحماس ووطنية تفوق الوصف، وأذكر أننى قمت بتنفيذ 20 عملية على طول خط القناة ما بين كمائن وإغارات وهجوم على النقاط الحصينة، وكانت رتبتى فى حرب الاستنزاف نقيب ثم حصلت على رتبة رائد فى حرب اكتوبر.
نريد أن نتحدث عن مرحلة تجهيز مسرح العمليات للحرب؟
- بعد استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض بدأت حرب الاستنزاف واستمرت لمدة عامين حتى عام 1971، وفى عام 1972 لجأ العدو الى أسلوب قذف المواقع بالطيران نتيجة تفوق القوات الجوية للعدو، وفى هذه الفترة كان الفريق محمد على فهمى قد فكر فى شبكات الصواريخ أو ما يسمى بحائط الصواريخ لمواجهة الطائرات الإسرائيلية، وبالتالى أصبح أى هجوم جوى يواجه بالصواريخ واستطاعت القوات المسلحة تجهيز مسرح العمليات وتنشيط الجبهة تحت حماية حائط الصواريخ، وكان الفكر السياسى لدى الرئيس الراحل أنور السادات عاليا للغاية فاستطاع تعبئة الشعب وقواته المسلحة بخطة محكمة لأنه كان يرى أن هذه الحرب قد تطول ولكنها آتية لا محالة.
ثم كلف المشير أحمد إسماعيل بتولى وزارة الدفاع وكان رئيس الأركان اللواء سعد الشاذلى، وتم تكليفهما بالإعداد للحرب ووضع الخطط، وكانت خطط الحرب جاهزة من قبل وتم تعديل بعض الأجزاء فيها.
ماذا عن خطة الخداع الاستراتيجى؟
- خطة الخداع الاستراتيجى كانت محكمة للغاية وأدارها الرئيس السادات بحرفية وذكاء لا مثيل له وحققت الهدف منها وهو عنصر المفاجأة، وقال عنها السادات بعد الحرب إنه قرأ بعضاً من تفاصيلها فى الحرب العالمية الثانية، حيث قال فى أحد خطاباته إنه قرأ عن خطة خداع روميل ضد الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، وبدأت خطة الخداع عندما اتفق الرئيس السادات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تنفيذ مشروع مراكز القيادات، تكون للتدريب الشامل بما فيه استدعاء قوات الاحتياط دون تحركات وفى اللحظة المحددة للحرب يتم تغيير التدريب إلى تحركات على الجبهة بكلمة متفق عليها، وأدار الرئيس السادات بنفسه جزءا كبيرا جدا من خطة الخداع بصفته رئيس الدولة، حيث كان يطلق مسميات مثل عام الحسم وغيرها، كما أن تحديد ساعة الصفر للهجوم كانت جديدة فى عالم الحروب واستطاع السادات بذكائه أن يسقط العدو فى خطة خداع متكامل لتحقيق عنصر المفاجأة.
هل كان طرد الخبراء الروس من مصر ضمن خطة الخداع الاستراتيجى؟
- بالفعل كان طرد الخبراء الروس سبباً فى إبعاد فكرة الحرب عن مصر، بالإضافة الى أسباب أخرى لمسناها من خلال الاحتكاك المباشر بهم فى المواقع، فمثلاً كان الروس يفرحون بإرسالهم إلى مصر وكانوا يعتبرونها فسحة أو نزهة حيث يقومون بشراء الذهب من مصر والتجارة فيه، وكذلك تقاضى رواتب مبالغ فيها وهو ما يمثل عبئاً على الموازنة، ولذلك كان قرار السادات بطرد الخبراء لأنه رأى أنهم قد يكونون سبباً فى خسارة مصر للحرب طمعاً فى الاستمرار فى مصر، لأن الاتحاد السوفيتى كان يعنيه بالمقام الأول استمرار بيع السلاح لمصر.
والرئيس السادات كان على يقين بأن الحرب هى الوسيلة الوحيدة لاسترجاع الأرض، ووضع خططه السياسية وبناها على تحقيق انتصار تتبعه المفاوضات.
ماذا عن بناء حائط الصواريخ ودوره فى الحرب؟
- بناء قواعد الصواريخ كان الحل الوحيد والمثل لردع الطيران الإسرائيلى ومنعه من التوغل داخل الأراضى المصرية وأيضاً لحماية القوات أثناء التدريب وإعداد مسرح العمليات، وفى الحقيقة لقد كلف حائط الصواريخ مصر الكثير من الدم ودفعت القوات المسلحة الثمن غالياً من أبنائها ولكنه حقق النتائج المرجوة منه سواء قبل الحرب أو أثنائها، وكان العاملون فى بناء قواعد الصواريخ يهاجمون يومياً بالطائرات التى تلقى عليهم قنابل 1000 رطل و500 رطل.
حدثنا عن تفاصيل الحرب؟
- بدأت الحرب بالضربات الجوية التى دمرت خلالها النقاط القوية والمواقع الاستراتيجية وخطوط الإمداد والطائرات الرابضة فى أماكنها وكان ذلك ضمن خطة محكمة، ثم انطلقت نيران المدفعية لتنفيذ تمهيد نيرانى من خلال 2000 مدفع، وأثناء التمهيد تقدمت قوات المشاة بالقوارب بمساعدة سلاح المهندسين برئاسة الشهيد أحمد حمدى وبدأ العبور خلال موجات، وتم بناء الجسور لعبور الدبابات والمدرعات وفى حوالى الساعة 3.5 عبرت القوات الجانب الشرقى من القناه واستطاعت القوات السيطرة على النقاط الحصينة على الجبهة عدا 4 نقاط منها نقطة كبريت ونقطة عيون موسى وتل سلام التى دخل منها شارون فيما بعد وقام بعمل الثغرة.
ماذا عن معارك المدرعات فى حرب 73 التى قيل عنها إنها أعظم معركة بالمدرعات بعد الحرب العالمية الثانية؟
- كانت حرب أكتوبر أعظم معركة أسلحة مشتركة، واستطاعت قوات المشاة تطهير النقاط الحصينة وأسر أعداد كبيرة من اليهود، فى حين كانت المدرعات تستقبل وتهاجم الإمدادات القادمة من العمق، وفتحت القوات المسلحة احتياطى المدرعات لنقل المعركة من البر الغربى والشرقى للقناة إلى عمق سيناء.
كيف كانت الروح المعنوية للضباط والجنود على الجبهة قبل الحرب وأثنائها؟
- الروح المعنوية فى حرب أكتوبر وصلت الى أقصى مداها لدرجة أن الجندى المقاتل كان يواجه المدرعة الإسرائيلية بنفسه وكان أفراد القوات المسلحة أشبه بالأسود، وكان لهذه الروح المعنوية أسباب كثيرة منها على سبيل المثال رجال الدين الذين أحضرتهم الشئون المعنوية لرفع روح الضباط والجنود، وكان الجنود يحصلون على إجازاتهم بانتظام وحفلات السمر والأغانى الوطنية التى كانت تتم، إضافة إلى تلاحم الأمة ووحدتها من أجل هدف واحد وهو الانتصار، فضلا عن روح الأبوة والأخوة بين القادة والجنود وبين الجنود وبعضهم، وكان هناك إصرار وعزيمة وإرادة لدى المقاتل المصرى لتحرير أرضه وظل الجنود على الجبهة لفترة طويلة ينتظرون لحظة الحرب لأخذ الثأر والانتصار لوطنهم وشعبهم.
كيف ترى تطوير الهجوم فى 14 أكتوبر ووجود الثغرة؟
- كان السبب الرئيسى لتطوير الهجوم هو التخفيف عن الجبهة السورية التى حققت انتصاراً سريعاً، لدرجة أنهم كانوا يلقون بالجنود الإسرائيليين من أعلى جبل الشيخ، ثم حدث تحول غريب عندما استطاعت إسرائيل أن تقذف دمشق بالصواريخ، بعدها كان الانسحاب الجزئى من على جبهة الجولان وهو ما استغلته إسرائيل وقامت بتطوير هجومها على الجبهة السورية، وقامت القوات المسلحة بتطوير هجومها واستطاع اللواء 130 مشاة الوصول إلى ممر متلا جنوباً، واستطاع اللواء فؤاد عزيز غالى الوصول بالفرقة 18 إلى رمانة، وأثناء هذا التطوير كانت إسرائيل قد حصلت على أسلحة حديثة من الولايات المتحدة واستطاع شارون التحرك بين الجيشين الثانى والثالث وفتح الثغرة فى منطقة تل سلام، وتقدم جنوباُ فى اتجاه السويس، لأنه لو تقدم شمالاً فسوف يصطدم بالإسماعيلية وبورسعيد ووجد شارون مقاومة عنيفة فى السويس.
وفى هذا الوقت كان قائد الجيش الثانى اللواء عبدالمنعم خليل، وتعاملت القوات الخاصة مع القوات الإسرائيلية، وتم الدفع بالاحتياطى للتعامل مع قوات شارون إلى أن نجح فى دخول السويس وبدأت حرب المدن التى خاضها شعب السويس العظيم إلى أن صدر قرار وقف القتال.
ننتقل إلى نقطة أخرى وهى دور العرب فى حرب أكتوبر.. كيف ترى الدعم العربى لمصر فى الحرب؟
- الدول العربية قدمت كل الدعم لمصر وسوريا فى الحرب، وتجسدت الوحدة العربية فى الحرب ومنذ أن كنت ضابطاً بالجبهة فى بورسعيد فى 67 وكانت توجد معنا دوريات من الجانب السودانى الشقيق، وكانت لها مواقع ثابتة فى بورسعيد وعلى امتداد الجيش الثانى، وكان للجزائر دور مهم وكانت لها قوات فى منطقة فايد وكانت فى معظمها مدفعية ثقيلة وشاركت بدعم مصر بالطائرات التى تم استخدامها فى الحرب، وكان الجندى الجزائرى من أشرس الجنود العربية وكانوا يتمتعون بعنف وشراسة غريبة فى القتال، وكانت هناك قوات فلسطينية بقيادة اللواء منصور الشريف، وكانت توجد قوات كويتية عبارة عن كتيبة فى قمة فايد، وهذه أبرز القوات وشاركت السعودية والإمارات باستخدام سلاح البترول وكان سلاحاً قوياً له دور عظيم فى تغيير مسار الحرب وسير العمليات، وتراجعت دول كثيرة عن دعم إسرائيل خوفاً من قطع البترول عنها.
وأقول إن مصر تسعد تماماً بأن يكون للمملكة العربية السعودية دائما الدور القوى مع مصر، والسعوديون يعتبرون مصر شقيقة بحق وبمعنى الكلمة وآخر موقف لها عقب ثورة 30 يونية أكبر دليل على ذلك.
كيف ترى دور الإعلام فى نكسة 67 وانتصار 73؟
- الإعلام أصاب الهدف تماما فى حرب أكتوبر وفقد أحاسيسه فى 67 فقد فوجئنا بأحمد سعيد يروج لأحداث ووقائع لم تحصل، وفى 73 كان الإعلام قويا للغاية كأن خلف كل جندى ميكروفونا يكبر ويقول: الله أكبر فوق كيد المعتدى.
انتهت الحرب بوقف إطلاق النار ودخل الرئيس السادات فى سلسلة مفاوضات انتهت بتوقيع اتفاقية السلام.. كيف ترى معاهدة كامب ديفيد؟
- اتفاقية السلام حضرت جانب منها وهذه الاتفاقية قبل بها اليهود إحياءً لماء وجههم لأن نصر أكتوبر كان كما أطلق عليه السادات الانتصار العظيم، وكانت مصر تفاوض من منطق القوة، وكانت نتائجها أن حصلت مصر على العريش بعمق يصل إلى رأس محمد كخطوة أولى، والاتفاقية كان لها اتفاقيات أخرى فرعية فمثلاً تم التفاوض على ياميت وهى قرية أو مستعمرة تعمل فى تصدير الورد حيث يتم تصديره إلى إيطاليا وكان بها ثمار مانجو بكميات كبيرة وحددت مصر مبلغ 8 ملايين دولار ثمناً لبقاء ياميت كما هى.
وبعد الاتفاق حنث اليهود بوعدهم وقاموا بتحطيم كل شىء وتم نقل شجر المانجو، وكان الخلاف الأصعب على منطقة طابا واستطاعت مصر الحصول عليها بالقانون.
ما تقييمك لاتفاقية السلام؟
- الاتفاقية كانت تشمل 4 خطوط «أ، ب، ج، د، ه» والنقطة «ه» ليس لنا علاقة بها لأنها تقع فى الجانب الإسرائيلى، والنقطة «د» تشمل الجانب الفلسطينى فى رفح وتحديد القوات فى المناطق أ، ب، ج لا يضر بمصر فى شىء لأن اتفاقية السلام تعزل القوات عن بعضها حيث يؤدى التواجد المكثف للقوات على الحدود إلى وقوع اشتباكات ومناوشات بشكل مستمر.
ما تقييمك لفترة الرئيس المخلوع حسنى مبارك؟
- بعد حرب أكتوبر قام الرئيس السادات بتكريم قادة القوات المسلحة ومن بينهم الفريق حسنى مبارك، لكن اختياره نائباً للرئيس كان قراراً منفرداً من السادات لأسباب لم يعلمها أحد فى هذا الوقت، وبعد انتهاء الحرب كان من المفترض أن تحقق الدولة خطوات واسعة فى مجال التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولكن اغتيل السادات وجاء مبارك فلم يحقق المكانة المطلوبة لمصر وكان يسير بخطوات بطيئة فى مجال التنمية وفى الحقيقة فإن النظم الشمولية أضاعت وأهدرت الفرص والشعب يتحمل جزءا من هذه المسئولية لأن الأخطاء تراكبت وتراكمت وانتشر الفساد بشكل كبير خاصة فى السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك.
جاءت ثورة 25 يناير وأيدتها القوات المسلحة ووقفت بجانب الشعب.. كيف ترى فترة ما بعد 25 يناير؟
- القوات المسلحة انحازت لشعبها كعادتها، ومنذ الأيام الأولى للثورة توقعت انحياز الجيش لمطالب الشعب، وبالفعل تدخلت القوات المسلحة لحفظ دماء الشعب المصرى وهذا ليس جديداً على الجيش، فقد أيد الجيش ثورة عرابى ووقف بجواره، وفى 25 يناير تم اختطاف الثورة بوصول الإخوان الى الحكم.
وكيف ترى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- لقد قمت بإلغاء فترة مرسى من حياتى، وكأنها لم تكن لأنها أسوأ فترة عشتها فى حياتى وأسقط هذا العام من حياتى لكنه كان عام سيئا وصعبا للغاية، لأن الإخوان لم يكن لديهم أى خبرة أو فهم بالإضافة إلى ما حاكوه ضد الشعب من مؤامرات.
كان لأهالى سيناء دور كبير فى حرب أكتوبر.. ولكن كيف ترى ما يحصل فى سيناء؟
- سيناء عزيزة جداً على كل المصريين وخاصة العسكريين، لأنها كانت أرض الكفاح والنضال والجهاد الحقيقى وأرض الفيروز ولن تظل رهينة الإرهاب الذى جاء به الإخوان وقد عملت فى سيناء قائداً لمكتب مخابرات شمال سيناء وأعلم شعبها جيداً، وشعب سيناء فى منتهى الخلق والكرامة وحب مصر يعيش بداخلهم، ولكن الانقلاب المفاجئ يرجع الى دخول جماعات تكفيرية فى سيناء وهى جماعات لا تعرف الرحمة أو الدين تغلغلت وكونت بؤرا للإرهاب والهجوم على الجيش والشرطة، وتعاونت مع هذه الجماعات عناصر من أفغانستان وتركيا وحماس، والقوات المسلحة تعرف تماماً كيف تتعامل مع أهل سيناء، والشعب السيناوى يحب ويعشق القوات المسلحة، وسوف يحقق الجيش انتصاراً ساحقاً على الإرهاب فى سيناء خلال فترة وجيزة.
بطاقة شخصية
اللواء محمد شريف عبدالنبى تخرج فى الكلية الحربية سنة 66 ثم عمل باللواء الثالث مشاة ثم التحق بمدرسة المخابرات الحربية ثم أصبح قائد كتيبة استطلاع ثم مدير المخابرات الحربية بشمال سيناء ثم ملحق عسكرى فى دولة لبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.