نفى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وجود ضغوط مصرية على الحركة للتنازل عن ثوابتها وبرامجها أو الاعتراف بإسرائيل مشددا على أن المسئولين المصريين قد ركزوا خلال المحادثات التي جرت مع قادة حماس على استمرار دعمها للقضية الفلسطينية مهما كانت طبيعة النظام السياسي الفلسطيني ، وكذلك أهمية محافظة كافة الفصائل الفلسطينية على الوحدة الوطنية وعدم انجرارها إلى الاقتتال الذي يجب أن يظل خطا أحمر. ونبه مشعل خلال مؤتمر صحفي عقد بنقابة الصحفيين أن المسئولين المصريين طالبوا بضرورة تعامل الفصائل الفلسطينية مع الواقع العالمي بواقعية وبعقل مفتوح دون التخلي عن ثوابتهم وحقوقهم المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، مستبعدا أن تكون مصر قد حاولت فرض هدنة طويلة ودائمة للحركة مع إسرائيل ، لأن قبول حماس بهذا الأمر مستبعد طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين . واستبعد مشعل إمكانية حدوث تغيير في مواقف حركة حماس بعد وصولها للسلطة ، مؤكدا أن الحركة ستبقى حريصة على مبادئها وتبنيها للمقاومة ، سواء كانت في سدة الحكم أو في صفوف المعارضة .. وقال "إن حماس هي حماس ولن يطرأ عليها أي تغيير ، مؤكدا أن الضغوط الأمريكية والغربية واللعب بسلاح المعونات لن يفت في عضد الشعب الفلسطيني ولن تؤثر على مواقف الحركة أو ثوابتها .. فالأمريكان والصهاينة لم يتركوا سلاحا إلا واستخدموه ضد شعبنا ولكن كل هذه الأساليب فشلت في التأثير على إرادة شعبنا" . واعتبر مشعل أن الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل سيضر واشنطن بشدة فهذا الانحياز لن ينجح في تحقيق الأمن الكامل لإسرائيل مهما فعلت واشنطن كما أنه سيزيد من الاحتقان ضدها في الشارع العربي والإسلامي وسيؤدي إلى تنامي الظاهرة المسماة بالإرهاب في المنطقة . وطالب مشعل الدول العربية والمجتمع الدولي بإعطاء حماس فرصة للعمل قبل الحكم على فشلها أو نجاحها ، مع الأخذ في الاعتبار تعقيدات الوضع الفلسطيني وأن ترتيب البيت الفلسطيني يحتاج لوقت طويل ومن المبكر جدا الحكم على حماس قبل أن تستلم السلطة .. مبديا استغرابه من الدعاوى المطالبة بتغيير حركة حماس لخطها السياسي دون أن يواكب ذلك وجود أي نية لدى إسرائيل لتغيير نهجها الاحتلالي الاستيطاني . وشدد مشعل على أن حماس لن تتبنى النهج ألإقصائي في تعامله مع القوى الفلسطينية الأخرى وستعمل على تشكيل حكومة ائتلافية مع جميع القوى والفصائل الفلسطينية في مقدمتها حركة فتح فنحن نمد أيدينا لجميع الفصائل لنبقى يد واحدة في وجه الاحتلال الصهيوني . وأضاف مشعل "أن ما يدركه الصغير والكبير في فلسطين هو أن إسرائيل تريد أن تربك حماس في موضوع الرد على الاغتيالات ، وتقذف بهذا التصعيد في وجهنا لتحرجنا أمام شعبنا ، وكأن حماس غادرت مربع المقاومة إلى السياسة ، وتريد أن تؤلب علينا الشارع الفلسطيني ، وإعادة المشهد الفلسطيني الذي كانت تضع السلطة فيه من قبل ، ولكننا نؤكد بكل حزم أن دم إخواننا الشهداء في المقاومة هو دمنا وسندافع عنهم .. فخيار المقاومة لدى حماس هو خيارها الاستراتيجي ، ولن نتحول عنه " .. وأوضح أن حماس تعزز موقفها السياسي بموقف المقاومة الشرسة والعنيفة والصلبة في مواجهة الإجرام الصهيوني .. مؤكدا أن إسرائيل سوف تعجز عن كسر إرادة حماس السياسية كما عجزت عن كسر إرادتها في ميدان المقاومة .. وأضاف مشعل أن حماس ترى أن السلطة ليست غاية بل وسيلة وضرورة من اجل تحقيق مصلحة الشعب والمقاومة لن تتوقف لحظة حتى استعادة القدس الأسير وحق الشعب في العودة وانتهاء الاحتلال البغيض . وقال مشعل "نحن معكم أيها المقاومون وإسرائيل لن تربكنا فنحن نحدد مكان وزمان المقاومة وفق استراتيجيتنا وليس وفق ما تراه إسرائيل ، ودماء إخواننا في ميدان المقاومة ننتصر لها وسترتد سهام الكيد في عنق إسرائيل فلن تفلح مكائدهم لا في ميدان القتل ولا في ميدان السياسة على أرباك حماس" . وشدد على أن الديمقراطية ليست بديلا عن المقاومة .. فالمقاومة خيار لمواجهة الاحتلال ، والديمقراطية مكملة لها على الصعيد الداخلي . وقال مشعل أن حماس لن تقلل من دور الآخرين في السابق والحالي وفي اللاحق وأن دورها هو استكمال الطريق نحو التحرير وتصويب بعض المحطات الخاطئة حتى يظل مشروعنا منحاز لمصالح الشعب لتحقيق مشروعنا الوطني الفلسطيني ليستمد قوته من مواطنة في الداخل حتى يمتلك القدرة على مواجهة العالم . وقال إن حماس ستقدم نموذجا للموائمة بين المقاومة والسياسة ، وبين السلطة والمقاومة دون تعارض ، ودون ارتباك وحماس باستهلال هذا المشروع الوطني لتحقيق الحكم النزيه من خلال السلطة المنحازة لمصلحة شعبها وحفاظها على وحدته الوطنية ومقاومة الفساد واحترام الآخر و التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة ،وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني الذي تجاهلته أمريكا وإسرائيل .. مؤكدا أن حماس ستمارس السياسة بلغة واثقة غير مهزومة .. وكما نريدها نحن لا كما تريدها أمريكا ، وقال نحن أمام إعادة صياغة للمشروع الوطني وهذا هو الشعب الفلسطيني ولن نستحي من حق احد وهذا حقنا ونحن قادرون على فرض إرادتنا على العالم الذي لا يحترم سوى لغة القوة والمصالح . وردا على سؤال حول علاقة حماس بالإخوان في مصر قال إن حماس حركة تحرر وطني تقاوم الاحتلال وتسعى لإنجاز حقوق شعبها الفلسطيني وتستمد مبادئها من الإسلام دين الغالبية ومن الطبيعي أن نظل مشدودين إلى ديننا الإسلامي الذي يتسم بالتسامح واستيعاب الجميع من منطلق وطني كإفراز طبيعي للبيئة العربية ، كما أن أي نجاح للإخوان أو الحركات الإسلامية في مصر وغيرها من البلاد هو شأن داخلي لهذه البلاد لا تتدخل فيه حماس وتحترم الإفراز الديمقراطي في مصر وغيرها وعلى الجميع تقبل ذلك بكل ترحاب . وقال إننا في حماس نعتز بجذورنا التاريخية التي تربطنا بالإخوان المسلمين إلا أننا حركة إسلامية مستقلة في فلسطين تقاتل على ارض فلسطين وتجمع الأمة حولها في معركتها على ارض فلسطين وليست تابعة لأحد . وشدد مشعل على أن كل ما قيل عن استعداد حماس للاعتراف بإسرائيل لا صحة له على الإطلاق ، وان الفضاء الإعلامي المزدحم بتصريحات في هذا الشأن غير حقيقي بالمرة ، مؤكدا أن حماس لن تعترف بإسرائيل ولا تقبل من أي احد في العالم أن يحشرها في هذه الزاوية ، وقال نحن ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال الصهيوني للاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني كاملة وليس العكس باستسهال الضغط على الطرف الأضعف لصالح إسرائيل . وقال مشعل إننا لا يمكن أن نطفي الشرعية على الاغتصاب الصهيوني لأراضينا الفلسطينية ، وإلا كان على العالم ساعتها أن يتحدث عن لغة جديدة وقيم جديدة إذا اقر إسرائيل على اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني . وحول تصريحات فتح الرافضة لحكومة وحدة وطنية قال مشعل انه من الاستعجال أن نعتبر كل ما نسمعه في الإعلام من تصريحات هي مواقف نهائية فهناك حوارات مع الأخوة في فتح وفي الجهاد الإسلامي وفي الشعبية من اجل الوصول إلى شراكه مع الجميع ولدينا متسع من الوقت ، كما أن هناك كتل فلسطينية وشخصيات لها وزنها بادرت بالتعاون مع حماس من اجل حكومة وحدة وطنية . من جانب آخر أكد مشعل أن حماس ستتعاون مع أبو مازن أكثر مما تعاونت معه فتح وشكر له موقفه مبديا احترامه لموقعه في السلطة الفلسطينية .. وقال نحن لن نتعدى على صلاحيات أحد كما لن نقبل أن يتعدى أحد على صلاحيات الحكومة . وقال إننا ندعو الإخوة في فتح وأبو مازن إلى عدم اتخاذ أية مراسيم استباقية من تعيينات أو قرارات لا ضرورة لها وتأتي في سياق فرض الأمر الواقع ، فنحن غير ملزمين بالتعامل معها وسنضعها في إطارها القانوني ، ونحن لن نعتدي على حق أي موظف ولن نفصل موظفا .