قرية الخضراء التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية والتى يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ألف نسمة قرية تعيش خلف المقابر، فعندما تسير فى القرية تشعر أن من فيها منفصلون عن الدنيا وعن الحياة من شدة الفقر المنتشر والمرض والبيوت المتهالكة والمهدمة بسبب المياه الجوفية. وتعانى القرية نقصا شديدا فى الخدمات حيث مياه الشرب ملوثة وغياب منظومة الصرف الصحى والمياه الجوفية تحاصر المنازل، حيث تطفو القرية فوق بركة من المياه، لدرجة أنها أغرقت المقابر ولا يوجد بها وحدة صحية علاوة على الانقطاع المستمر للكهرباء والقمامة المنتشرة فى كل مكان.
الغريب فى الأمر أن أجمل ما فى القرية هو القصر المشيد الذى يملكه أحد أعضاء مجلس الشعب السابقين التابعين للوطنى المنحل والذى لم يفعل أى شيء للقرية خلال فترة تواجده داخل البرلمان ويوجد أيضا بعض المنازل التى تم بناؤها بالمسلح لبعض ميسورى الحال، أما البقية فكما ذكرنا غارقة فى مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية. وأكد أحد شباب القرية أن انهيار منزل ملك المزارع محمد أحمد درويش بوسط القرية كان بداية الإحساس بالمشكلة التى بدأت تنتشر فى جميع أنحاء القرية، مضيفا أن عشرات الأسر من أهالى القرية تركوا منازلهم بسبب عدم وجود حلول سريعة لسحب المياه الجوفية. وبجولة داخل القرية ظهرت آثار المياه الجوفية على كل الجدران لمنازل القرية بما يضر بالأساسات المسلحة والخرسانية وكذلك المنازل المقامة بالطوب اللبن الأكثر عرضة للانهيار فى أى وقت. وأضاف أحد سكان القرية – مدرس - أن مياه الشرب بالقرية مليئة بالشوائب والتى أدت إلى انتشار الأمراض الخطيرة فعدد كبير من أهالى القرية مصاب بالفشل الكلوى ومرض الكبد، فمياه الشرب لا تصلح للاستخدام الآدمي. وأشار الحاج عبد الصمد خليل، فلاح، إلى أن محولات الكهرباء التى تغذى القرية متهالكة ودائما ما تتعطل بسبب الضغط الشديد عليها نتيجة الزيادة السكانية، وهذا يؤدى إلى انقطاع التيار الكهربائى بشكل مباشر علاوة على تخفيف الأحمال ويؤدى ذلك إلى تلف الأجهزة الكهربائية. وتابع أن القمامة تحاصر القرية ولا يوجد بديل للأهالى سوى إلقاء القمامة على جوانب الطرقات، وذلك بسبب عدم تفعيل منظومة النظافة فى القرية حتى الآن.