حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر وسَدّ النهضة.. ضبابية الواقع وتخوفات المستقبل (12)
نشر في المصريون يوم 18 - 04 - 2015


سد النهضة والتغلغل الاسرائيلى
( لكي نحمى إسرائيل ينبغي أن تصبح قوة إمبراطورية إقليمية مع ضمان تقسيم الدول العربية إلى دول عديمة الحيلة في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية ) ذلك ما عبر عنه الملحق الصحفي بوزارة الخارجية الإسرائيلية "أوديد ينون" 1982، صحيح أنه مبدأ من بديهيات الصراع العربى الاسرائيلى، إلا أننا نستخدمه هنا كمدخل للدور الاسرائيلى فى أزمة سد النهضة، خاصة إذا عدنا الى مقدمة البحث وفرضية استحالة تحقيق نصر اسرائيلى عسكرى حاسم له أثره على الأرض فى أى حرب مستقبلية مع الدولة المصرية، فأصبح العبث فى أمنها القومى بكل تفريعاته هو السبيل الأكثر إيلاما لمصر، والبديل الأجدى نفعاً للعدو.
هذا المخطط الشيطانى إستند الى أن كل علاقة ديبلوماسية جديدة تضاف الى إسرائيل هى بالضرورة إنتقاص من قوة العلاقات المصرية خاصة الإفريقية، حتى ولو بالموقف الحيادى، حسب نظرية المعادلات الصفرية.
لذلك سعى الكيان الصهيونى الى توثيق علاقاته الإفريقية منذ نشأته 1948، بوضع استراتيجيات هدفها السيطرة على القارة الافريقية خاصة دول حوض النيل، وبطريقة تسمح بتطويق مصر من جنوبها، أى من خلف خطوط المواجهة العسكرية المباشرة مع اسرائيل، بدول حليفة أو بدويلات وكنتونات تابعة للكيان الصهيونى أو تدور فى فلكه.
ثم تنامت هذه السياسة خاصة مع استيعاب العدو لدروس حرب اكتوبر 73، وكيف وفر الموقع الاستراتيجى للسودان، بساحله الطويل الممتد على البحر الأحمر، كل الأمان لعمليات البحرية المصرية من باب المندب، فسهل عليها إغلاقه من الجنوب حتى "أم الرشراش" المصرية شمالا، التى احتلها العدو منذ 10 مارس 1949 واطلق عليها ميناء "ايلات"، وهو نفسه السبب الذى دفع بالعدو الى اقامة محور تعاون استراتيجى مع اريتريا وإثيوبيا.
أيضا استطاع العدو توطيد علاقاته مع القائد الجنوبى التاريخى "جون جارنج" الذى أشاد في احدى زياراته للعاصمة الإرتيرية "أسمرة" ولقائه فيها مع مسئول إسرائيلي كبير في وزارة الدفاع، بفضل إسرائيل عليه وعلى حركته قائلا ( أنتم ظهر الجماعات والأقليات المقهورة ، ولولاكم لما تحرر الأكراد من العبودية العربية، ولما نفض الجنوبيون في السودان عن كاهلهم غبار الخضوع والخنوع والذل والعبودية، ونحن نتطلع إلى استمرار هذا الدور، حتى بعد أن يتمكن الجنوبيون من تشكيل كيان سياسي وقومي خاص بهم متسلحاً ومنفصلا ًعن سيطرة الشمال( .
أيضا كان رأى المخابرات الاسرائيلية على لسان احد ضباطها، "موشي فرجي":
( أن دور إسرائيل بعد إنفصال الجنوب وتحويل جيشه إلى جيش نظامي سيكون رئيسيا وكبيرا، ويكاد يكون تكوينه وتدريبه وإعداده صناعة كاملة من قبل الإسرائيليين، وسيكون التأثير الإسرائيلي عليه ممتدا حتى الخرطوم، ولن يكون قاصراً على مناطق الجنوب، بل سيمتد إلى كافة أرجائه ليتحقق الحلم الإستراتيجي الإسرائيلي في تطويق مصر، ونزع مصادر الخطر المستقبلي المحتمل ضد اسرائيل )
وعندما استفاق "جارنج" فيما بعد وحاول أن يعترض أو يعدل مسار التوظيف الإسرائيلي للجنوب وتبنى خيار السلام، تم اغتياله بالتنسيق مع أوغندا، أحد مستنقعات التغلغل الاسرائيلى فى افريقيا، كما تقول زوجته السيدة "ريبيكا" وكما تناقلت وكالات الأنباء فى 18 يونيو 2007 تصريحها لشبكة "كينيا تيليفيجن نتوورك" المستقلة:
( دعوني أقول لكم ما أخفيته دائماً في عقلي وقلبي، فعندما مات زوجي، لم أقل إنه قتل، لأني كنت أعرف العواقب، لكني كنت أعرف أن زوجي قد اغتيل ) .
رغم كل ذلك، تركنا السودان وحيدا يلقى مصيره الذى هو جزء من مصيرنا جميعا، وكعادتنا، لا ننتبه لما يدبر لنا فى وضح النهار، أو ربما يتعامى عنه سادتنا وكبراؤنا على حساب أمننا القومى، تحت وطأة ضغوط معينة تدفع فى اتجاه تقديم تنازلات أو "انبطاحات" لن يغفرها التاريخ أيا كانت أسبابها وما ورائها.
يقول الكاتب الصحفي الأستاذ عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية السابق حول أزمة سد النهضة:
(إن مصر تتعرض لمأزق حاد، فالنظام المصري السابق اتبع سياسات كارثية في إفريقيا، ودول حوض النيل على وجه الخصوص، وتصرف بطريقة متعالية متكبرة حاقدة مع دولة السودان لحوالى عشر سنوات، الأمر الذي أدى بإسرائيل إلى التسلل وملء الفراغ، ومحاربة مصر من فنائها الخلفي وضرب أمنها القومي والشقّ المائي منه على وجه الخصوص).
ويستطرد عطوان :
( إن بناء هذا السد هو نتيجة التحريض الإسرائيلي، وأن ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، هدد من قبل بقصف السد العالي وإغراق مصر، كما قام بجولة في خمس دول إفريقية في عام 2011م على رأس وفد إسرائيلي يضم أكثر من مائة شخص معظمهم من رجال المال والأعمال فضلا عن الخبرات الهندسية المتخصصة في مجال بناء السدود، وعرض خدمات إسرائيل في بناء السدود وتمويلها لتحويل مياه النيل، وكان من أبرز الثمار المسمومة لهذا التحريض اتفاقية "عنتيبي". ولم نفاجأ بهذه الطعنة، مثلما لم نفاجأ بتوقيع شركات إسرائيلية اتفاقا لتولي توزيع منتوج الطاقة العائد من السدّ الجديد".

محددات وأهداف سياسة إسرائيل تجاه القارة الإفريقية
لعبت اسرائيل على كل المحاور المتاحة لإستقطاب افريقيا دولا وحكاما وشعوبا، فمثلاً:
· استغلت الصراعات التقليدية بين إثيوبيا والعرب
· مارست تأثيرها فى السياسات الأوغندية
· دعمت الحركات الانفصالية فى السودان، ثم نيجريا بثقلها الاسلامى
· حملات التبشير اليهودية بما تقدمه من اغراءات
· دعمها لخطط المجتمع المدنى وقضايا الزراعة والتنمية
· اهتامها بالقضايا الطبية التى تعد من اهم المداخل فعالية لكسب القلوب الإفريقية الطيبة الفقيرة التى أنهكتها منظومات الحكم المتتابعة بكل الأيدولوجيات المتنافقضة التى عرفها التاريخ البشرى
· العبث المخابراتى لاسقاط الانظمة التي تسعى للتقارب مع الدول العربية
· الاستقطاب الشعوبى بدعوى الإضهاد الذى يتساوى الزنوج واليهود فى التعرض له عالميا
· إثارة مخاوف الأفارقة من المد الإسلامي والحركات السياسية الإسلامية بما تقدمه من صور الإرهاب والعنف وعدم قبول الآخر
· تقديم خدماتها الأمنية للحكومات الأفريقية باعتبارها الخبير الأول في هذا المجال.
وتتركز أهداف السياسة الإسرائيلية في بناء علاقاتها الإفريقية فى أسباب رئيسية على النحو التالي:
§ إسرائيل تنظر إلى إفريقيا باعتبارها ساحة للنزال بينها وبين العرب وفقاً لقواعد نظرية المعادلات الصفرية.
§ تأمين متطلبات الإستراتيجية البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
§ ضمان الاتصال بالجاليات اليهودية مع استمرار هجرة اليهود من إفريقيا.
§ تامين متطات الاقتصاد الإسرائيلي في مجالات التسويق والعمالة والمواد الخام وتصدير الأسلحة.
§ تحقيق السيطرة والهيمنة لتأمين أصوات الدول الإفريقية في الأمم المتحدة فى أى نزاع عربى اسرائيلى حتى فى حالة عدم وجود علاقات ديبلوماسية معها.
إسرائيل لها علاقات دبلوماسية مع 46 دولة أفريقية من مجموع دول القارة البالغ عددها 53 دولة، منها 11 دولة بتمثيل مقيم بدرجة سفير وسفارة، و33 بتمثيل غير مقيم، ودولة واحدة بتمثيل على مستوى مكتب رعاية مصالح، ودولة واحدة أيضا بتمثيل على مستوى مكتب اتصال، علما بأن لإسرائيل 72 سفارة و13 قنصلية، و4 بعثات خاصة على مستوى العالم، وهذا يعني أن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا بالمقارنة مع بعثاتها في العالم تشكل 48%، في حين تبلغ نسبة العلاقات الدبلوماسية الأفريقية الإسرائيلية بالمقارنة مع نسبتها بالعالم 28%.
§ العمل على تحقيق أهداف أيديولوجية توراتية خاصة بتقديم إسرائيل على أنها دولة "نموذج" لشعب الله المختار.
§ إستقطاب القيادات الإفريقية عن طريق خلق كوادر عسكرية تدين بالولاء لإسرائيل وتعمل في نفس الوقت على تحجيم النشاط العربي
§ تقديم المساعدات الفنية والعسكرية وتدريب الباحثين والخبراء الأفارقة داخل إسرائيل خاصة في مجال الزراعة.

العلاقات العسكرية بين إسرائيل وافريقيا ودول حوض النيل
في بحث عن علاقات إسرائيل بالدول الإفريقية، صنف البروفيسور "شلومو أهرونسون" أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب، دول إريتريا، إثيوبيا، أوغندا، الكونغو برازافيل، رواندا، بوروندى وكينيا، ضمن المستوى الأول في التصنيف بما يعني تركيز إسرائيل جهودها فعليا على دول حوض النيل.
وقد سعت 'إسرائيل' لإقامة قواعد عسكرية فى عدة دول إفريقيا، منها قاعدة بحرية في ميناء "مصوع" عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بالإضافة إلي القواعد الجوية في كل من إثيوبيا وكينيا، ووجود جوي في غينيا، وقواعد جوية في تشاد علي الأخص في المنطقة المجاورة لحدود السودان، تمثلت في ثلاثة مطارات أحدها مطار بحيرة "اير" والثاني مطار "الزاكومة" والثالث مطار "مفور"، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين تشاد وإسرائيل تبين أن مهمة تلك القواعد كانت مراقبة الحدود الليبية والسودانية بالإضافة إلي إمكانية استخدامها ضد مصرلضرب أهداف محددة في مؤخرة الجبهة المصرية عند الضرورة.
أيضا هناك عدد كبير من المستشارين الإسرائيليين فى أوغندا يعملون فى مجال القوات الجوية والدفاع الجوى والقوات البرية والقوات الخاصة والدروع.
وكانت تقارير قد أعدتها عضوة الكنيست "بغما حزان" عن حركة "ميرتس" قد أماطت اللثام عن تدفق الأسلحة الإسرائيلية إلى كل من بوروندى، ورواندا ، والكونغو برازافيل، وعرضت "حزان" صوراً من الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة فى ساحة الحروب الأهلية ودور المستشارين الإسرائيليين المتواجدين هناك فى إذكاء هذه الحروب.

اسرائيل والنيل
اقترنت المحاولات الإسرائيلية للإستفادة من مياه النيل بالتفكير الاستيطاني في الوطن العربي منذ بداياته، وظهر ذلك بوضوح عندما تقدم الصحفي اليهودي تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية، عام 1903م إلى الحكومة البريطانية بفكرة توطين اليهود في سيناء، واستغلال ما فيها من مياه جوفية والاستفادة من بعض مياه النيل، إلا أن مشروعه قوبل برفض الحكومتين المصرية، فى إطار دولة الخلافة العثمانية، والبريطانية لأسباب سياسية تتعلق بالظروف الدولية والاقتصادية في ذلك الوقت، إلا أن الحلم بقى دائما داخل الوجدان الإسرائيلى الذى حاول تحقيقه من خلال عدة مشروعات او اقتراحات كان منها:
1 مشروع استغلال الآبار الجوفية:
قامت (إسرائيل) بحفر آبار جوفية بالقرب من الحدود المصرية، لاستغلال انحدار طبقة المخزون المائي صوب اتجاه صحراء النقب، وقد كشف تقرير أعدته لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري في يوليو 1991م أن إسرائيل تعمدت خلال السنوات الماضية سرقة المياه الجوفية في سيناء عن طريق حفر آبار إرتوازية قادرة على سحب المياه المصرية.
2 مشروع اليشع كالي:
في عام 1974م طرح المهندس الإسرائيلى "اليشع كالي" تخطيطاً لمشروع نقل مياه النيل إلى إسرائيل، ونشر المشروع تحت عنوان "مياه السلام"، ويتلخص في توسيع ترعة الإسماعيلية لزيادة تدفق المياه فيها، ثم نقل هذه المياه عن طريق سحارة أسفل قناة السويس، وقد كتبت صحيفة معاريف في سبتمبر 1978م تقريراً بأن هذا المشروع ليس طائشاً؛ لأن الظروف أصبحت مهيأة الان لتنفيذه بعد اتفاقيات السلام .
3 مشروع ياؤور:
قدم الخبير الإسرائيلي شاؤول أولوزوروف، نائب اسبق لمدير هيئة المياه الإسرائيلية، مشروعاً للرئيس السادات خلال مباحثات كامب ديفيد يهدف إلى نقل مياه النيل إلى إسرائيل عبر شق ست قنوات تحت مياه قناة السويس، لنقل مليار متر مكعب من مياه النيل لري صحراء النقب، منها 150 مليون متر مكعب، لقطاع غزة.
4 مشروع ترعة السلام 1:
هو مشروع اقترحه الرئيس السادات في حيفا عام 1979م، وقالت مجلة أكتوبر المصرية: "إن الرئيس السادات التفت إلى المختصين وطلب منهم عمل دراسة عملية كاملة لتوصيل مياه نهر النيل إلى مدينة القدس لتكون في متناول المترددين على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى".
وإزاء ردود الفعل على هذه التصريحات، سواء من إثيوبيا أو المعارضة المصرية، ألقى الدكتور مصطفى خليل، رئيس الوزراء المصري وقتها، بياناً أنكر فيه هذا الموضوع قائلاً: "عندما يكلم السادات الرأي العام يقول: أنا مستعد أعمل كذا فهو يعني إظهار النية الحسنة ولا يعني أن هناك مشروعاً قد وضع وأخذ طريقه للتنفيذ بالفعل!!.

العلاقات العسكرية بين إسرائيل وإثيوبيا
تولت اسرائيل مهمة تطوير القوات المسلحة الإثيوبية بداية من عام 1995، حيث عملت على تنفيذ خطة خمسية لإعادة هيكلة وتنظيم وتسليح الجيش الإثيوبى ليكون قادراً على مواجهة أية تحديات من داخل القارة، الأمر الذى قد يعنى أن إثيوبيا كانت تخطط لاتخاذ خطوات بشأن ملف المياه منذ عقدين من الزمان.
بدأت إسرائيل ومنذ عام 1996، فى ضخ كميات كبيرة من الأسلحة إلى إثيوبيا شملت طائرات نقل واستطلاع، كما شملت دبابات من طراز (ميركافا) السوفيتية التى استولت عليها أثناء حرب 67 وقامت بتحسينها، إضافة إلى منظومات رادار وصواريخ بحرية، ومنظومات صواريخ، وصواريخ ومدافع مضادة للطائرات .

العلاقات العسكرية بين إسرائيل وأريتريا
تضم إريتريا أكبر قاعدة للوجود العسكري الإسرائيلي فى إفريقيا، وهو ما كشفته وثيقة صادرة عن إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع الإسرائيلية فى شهر أغسطس عام 1997، تناولت الأرقام التالية:
§ وجود ما بين (500-700) مستشار عسكرى، وقتها، من مختلف الأسلحة لتدريب القوات الإريترية وقيادة بعض الوحدات المهمة مثل بعض القطع البحرية والمنظومات الإلكترونية، ووسائل الدفاع الجوي والبحري، ومحطات الرادار .
§ تمد إسرائيل إريتريا بمنظومات قتالية متطورة مثل الطائرات وقطع البحرية كالزوارق الحاملة للصواريخ، وصواريخ مضادة للأهداف البحرية، وصواريخ مضادة للدروع
§ يؤكد التقرير، وقتها، أن إريتريا ستكون فى عام 2000 قادرة على امتلاك قوة عسكرية فاعلة ومؤثرة وقادرة على منازلة الخصوم،وهو الأمر الذى من المفترض علم الدولة المصرية بتطوراته بعد مرور ما يقرب من عقدين على التقرير

الأهداف الإسرائيلية
· تأمين البحر الأحمر لصالحها خاصة بعد درس اكتوبر 1973 واغلاق باب المندب بالبحرية المصرية وبمساعدة الدول الإفريقة المؤثرة فى نطاق المضيق، الذى ساعد عليه الإهمال المصر لإفريقيا .
· السيطرة على منابع النيل وتحويله الى سلاح اسرائيلى فى أى حرب محتملة مع مصر، أو كورقة ضغط تجبر الدولة المصرية على تقديم تنازلات سواء فى سيناء أو فى توصيل مياه النيل لإسرائيل عبر ترعة السلام.
· حصار مصر من الجنوب حتى باب المندب، ومن الجنوب الغربى ومن شواطىء البحر الأحمر شرقاً
· اثارة الإضطرابات فى الجبهة الداخلية المصرية نتيجة نقص مياه النيل.
· ربط الجاليات اليهودية في دول إفريقيا بإسرائيل
· الحصول على تسهيلات عسكرية واستخباراتية .
· مشاركة إسرائيل في بناء وتنظيم الأجهزة الأمنية لبعض الدول في إفريقيا.
· تسويق إنتاجها العسكري.
· تطويق الدول العربية بحزام من الدول الإفريقية المناهضة مع التقليل من أي نفوذ عربي داخل القارة مستغلة في ذلك تعميق الخلافات العربية مع بعض دول إفريقيا، كما هو الحال مع إثيوبيا.

لماذا إثيوبيا ؟
§ المميزات الكبيرة لإثيوبيا سياسيا وجغرافيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا من خلال مواردها الطبيعية الكبيرة، حيث يجري في أراضيها العديد من الأنهار بالإضافة إلى بحيرة (تانا) التي تشكل مخزون المائي الرئيسى لنهر النيل، ووفرة الموارد المعدنية التي تخدم الصناعات الإسرائيلية خاصة العسكرية منها، بالإضافة إلى معادن الذهب والماس والفضة.
§ تعتبر إثيوبيا، رغم عزلتها عن دول الجوار، قلعة في محيط إسلامي لا زال يموج بالصراعات، والمشاكل، وما يزال يواجه أنماطاً عديدة من العنف والأزمات المتعددة، مما يجعلها المفتاح المناسب للتغلغل في إفريقيا وضرب الأمن القومى المصرى والعربى.
§ تطويق عدد من البلدان العربية من بينها مصر والسعودية واليمن والسودان
§ التلاعب بورقة النزاع الإثيوبي الاريتري وتطويعها لمصلحة إسرائيل
§ ضرب تحالف "نادي صنعاء" الذى يضم اليمن إثيوبيا والسودان، والذى سبب إزعاجا لإسرائيل خشية إخراج إثيوبيا من عزلتها الإفريقية وجرها إلى النادي الشرقي والعرب، وبالتالي خسارتها كحليف استراتيجي لتل أبيب.
§ اعتبارات مسألة يهود الفلاشا
§ رغبة اسرائيل في الحصول على مياه نهر النيل بدفع إثيوبيا للتشكيك في حصة مصر من مياه النهر، وبناء سدود إثيوبية على النيل للسيطرة عليه فى مواجهة مصر، حيث توفر إثيوبيا ما يقرب من 87% من مياه النيل الى مصر.
§ التنوع العرقي واللغوي والثقافي والديني، لعب دوار أساسيا في وسائل التغلغل الإسرائيلي لإثيوبيا الذي يستند على إثارة النزعات ونشر الفوضى وعدم الاستقرار تمهيدا لفتح الطريق أمام المساعدات الإسرائيلية وتجارة السلاح والسيطرة على الثروات.

وأخيرا، ننقل تصريح البروفيسور "جابرى سيلاس زيودي" الأستاذ بجامعة أديس أبابا، فى محاضرة ألقاها ضمن فعاليات مؤتمر نهر النيل الذى نظمته جامعة تل أبيب مايو 1997:
" وجهة نظر الإثيوبيين تجاه مسألة النيل، تتمحور فى أن إثيوبيا، ومنذ عام 1950، تؤكد على حقها فى مياه النيل لاحتياجاتها، ومن ثم يحق لها أن تنفذ أياً من المشروعات التى انتهت إليها الدراسة التى أعدت بمكتب الاستصلاح الأمريكي"
يقصد تقرير المكتب الأمريكى لاستصلاح الأراضى الزراعية (U.S. Bureau of Land Reclamation)
خلال الفترة 1958-1964 .

ونستكمل فى الحلقة القادمة عن المشروعات المائية الإثيوبية الحالية والمقترحة، ذلك إن أراد الله، ثم أذن مضيفونا وكان فى العمر بقية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.