بائعو الفسيخ بالإسكندرية: "الإقبال تاريخي والفسيخ خلص".. بور سعيد تحتفل بالسمسمية وحرق دمي داعش.. "أبو عمة حمراء" بالغربية: "الفسيخ بيمنع البرد وحلو لعسر الهضم".. و"السفرديا" لفقراء الشرقية.. وسوء الطقس يُخلي جمصة شهد الاحتفال بشم النسيم بجميع المحافظات مظاهر متعددة، لكن تبقى العادة الأسمى المتعارف عليها منذ آلاف السنين وهي تناول الفسيخ والتي باتت لازمة من لوازم شم النسيم، حيث شهدت المحال توافدًا وإقبالاً كبيرًا من المواطنين على شراء الفسيخ بجميع أنواعه ابتهاجًا بشم النسيم. ففي الإسكندرية، قال عبده فهمي، صاحب أحد محال بيع الفسيخ بالإسكندرية خلال حديثه ل"المصريون": إقبال تاريخي يافندم السنة دى الشغل فاق الوصف والناس بالضرب وكاد الفسيخ ينفذ. وأضاف أن الأسعار كما هي ولم ترتفع سوى نسبة بسيطة عن العام الماضي، وتتراوح أسعار الفسيخ ما بين 70 إلى 100 جنيه، مشيرًا إلى أن سمك البوري الذي يصنع منه الفسيخ سعره يعد مرتفعًا قبل تصنيعه، مما يؤدى لذلك. وفي بور سعيد "لا صوت يعلو على أنغام آلة السمسمية والتى دوت أصداؤها فى شوارع المدينة الحرة واجتماع الأهالى والأحبة حول مسارح عرض دمي اللنبي". ورصدت "المصريون" حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الاثنين أجواء احتفالية كرنفالية لإحياء "ليلة شم النسيم وعيد الربيع" حاول أهالى المدينة خلالها تناسي الهموم ومشاكل الحياة مؤقتًا للاستمتاع بالأجواء الجميلة والأضواء المبهجة بشوارع وسط مدينة بورسعيد خاصة شارع الثلاثيني وأوجيني وبعض الشوارع الجانبية". وتكدست الجماهير بمسرح آل خضير والتي جسدت هذا العام شخصيات لتنظيم "داعش" الإرهابي وقتله الأبرياء وكأنها رسالة يرسلها للعالم من قلب بورسعيد "لا للإرهاب ولا للعنف". وفي المنصورة استقبلت محافظة الدقهلية شم النسيم بإقبال كثيف من قبل المواطنين على شراء الرنجة والفسيخ نظرًا لوجود مدينة نبروه التي تبعد عن مدينة المنصورة ما يقرب من 20 دقيقة وتلقب بعاصمة الفسيخ. وتتميز المدينة بصناعة الفسيخ لقربها من بحيرة البرلس وبلطيم التى تقع على البحر المتوسط، فلا يخلو شارع بها إلا وبه شادر لبيع الأسماك وعمل الفسيخ. كما استعدت الحدائق العامة والمتنزهات لاستقبال المواطنين والتي شهدت إقبالاً كثيفًا مع بداية الساعات الأولى، خاصة بمدينة المنصورة عاصمة الإقليم. بينما عزف قطاع كبير من المواطنين عن السفر للأماكن الساحلية وعلى رأسها مدينة جمصة بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي الغربية خرجت "المصريون" لسوق الفسيخ لتتقابل مع المواطنين وتتعرف على عاداتهم فى هذا اليوم وإقبالهم الشديد على شراء الأسماك المملحة والبصل والليمون، حيث تقول "الحاجة وفاء": "إنه برغم من أن سوق الفسيخ به أكثر من محل إلا أن "أبو عمة حمراء" هو الوحيد الذى يوجد أمامه زحام شديد من الأهالى وباقى المحلات لا يقف عندها شخص أو اثنان على الأكثر، وبرغم هذا أفضل أن أقف فى الطابور على أن أذهب لمحل آخر وذلك لضمان سلامة الفسيخ والسردين". وأكدت غادة محمود أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار السردين وصل إلى15 و17 جنيهًا للكيلو والرنجة وصلت إلى 25 و30 جنيهًا للكيلو، وأنها تتعامل مع محل تثق فيه ولا تشترى من على الرصيف لضمان سلامة الفسيخ خوفًا من حدوث حالات غش تجارى قد تتسبب فى حالات تسمم. وعن عم ممدوح صاحب محل "أبو عمة حمراء" قال إنه يبيع الفسيخ والرنجة والسردين والملوحة والإقبال شديد جدًا من جميع طوائف الشعب. وأضاف أن سوق الفسيخ يشهد الإقبال على شراء الفسيخ من قبل المواطنين من يوم الجمعة الماضي ويستمر حتى الساعات الأولى من فجر يوم الاثنين. ووجه عم ممدوح كلمة للمواطنين: "الفسيخ بيعالج البرد والإمساك وعسر الهضم". كما شهدت محافظة الشرقية احتفالاً خاصًا في أعياد شم النسيم، حيث يقوم الأهالي باصطحاب الأطفال والذهاب بهم إلى الحدائق المجاورة ومعهم الرنجة والفسيخ والبصل والبيض الملون وخلافه من المشروبات إلا أن الأمر يختلف هذا العام بسبب الارتفاع الهائل في أسعار الفسيخ والرنجة؛ حيث تراوح سعر كيلو الفسيخ ما بين 50 و70 جنيهًا، بينما سعر الرنجة من 30 إلى 40 جنيهًا، الأمر الذي أدى إلى قيام الفقراء بشراء الأسماك الرخيصة والسفرديا لأبنائهم بدلاً من الفسيخ والرنجة. وتشتهر الشرقية بين محافظات الجمهورية بعمل الفطير المشلتت والذي لا يخلو منه منزل خلال هذا اليوم سواء فقيرًا أو غنيًا، فالميسور يقوم بعمل فطيرة بالسمن البلدي والقشطة أما الفقير فيعمله بالسمن العادي. وفي بني سويف انتشرت الألعاب الترفيهية على شواطئ نهر النيل وانطلقت العابرات النيلية تسبح فى ماء النهر، تحمل المواطنين من مختلف الأعمار والأجناس ليتناولوا وجبة الغذاء المعروفة والمشهورة فى هذا اليوم وهى وجبة (الفسيخ) الذى يصحبه البيض الملون. كما انطلقت مراكب الصيد الصغيرة فى الماء ولكن ليس لممارسة الصيد ولكن لنقل المواطنين من شاطئ النيل إلى الشاطئ الآخر وانتشرت المقاهى والمطاعم المتحركة لتستقبل المئات بعد رحلة سباحة ممتعة فى نهر النيل.