اشتهر خصوصًا بين المصريين بعد تجسيد الملحمة التي قام بها أبطال البحرية المصرية في عام 196 ، في فيلم سينمائي حمل اسم "الطريق إلى إيلات"، كان الشهيد الوحيد بين أفراد المجموعة الذين تمكنوا من اختراق ميناء إيلات الإسرائيلي ودمروا اثنين من قطع البحرية الإسرائيلية في عملية نوعية كان مقصودًا بها رفع الحالة المعنوية للمصريين. إنه البطل الرقيب محمد فوزي البرقوقي، المولود في عام 1941 بقرية جناج مركز دسوق محافظة كفر الشيخ والذي استشهد في 16 نوفمبر 1969 عن عمر يناهز 28 عاما، والذي أدى دوره في فيلم "الطريق إلي إيلات" الفنان الراحل عبد الله محمود. عرف عنه القوة والشجاعة بين أصدقائه في القرية ما يجعله يقبل على التطوع بصفوف القوات المسلحة ليكون رجلاً من رجالها وبطلاً من أبطالها. وحصل علي الثانوية العامة أثناء تطوعه بالقوات المسلحة، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية عام 1965 أثناء وجوده بالقوات المسلحة ولم يتزوج. التحق البرقوقي بإدارة الصاعقة البحرية فرع الضفادع البشرية خلال حرب الاستنزاف واشترك في كثير من العمليات الخاصة من أبرزها عملية تدمير ميناء ايلات والمدمرات التي كانت فيه انتقلت "المصريون" إلى منزل البطل الشهيد بقرية منية جناج بدسوق التي شهدت مولده وطفولته ورجولته حتى عاد إليها بطلا شهيدا ونموذجا مشرفا لأبناء هذه القرية وأصبح يمثل لابنائها القدوة والمثل الأعلى. وتحدث شقيق الشهيد ويدعي محمد مختار البرقوقي عن قصة طفولته وشبابه فقال إن أخاه الشهيد كان معه يوم 14 نوفمبر 1969 بالقاهرة وطلب منه الدعاء له، وقال له: فيه مهمة لو ربنا وفقنا ونجحنا فيها سيكون لنا شأن عظيم، وتابع: لما سألته عن تلك المهمة رفض التفاصيل، وعندما سألته عن موعد السفر ومتي سيعود قال: لا أعرف، ثم ودعته وانصرف. وأضاف: لم أعلم باستشهاده، حيث كنت يومها في السينما، وعندما عدت إلى منزلي بالقاهرة شاهدت ضابطا وجنديا سألتهما عن سبب حضورهم فأخبروني باستشهاد أخي، ثم سألت الضابط عن عملية الترتيب والإجراءات فأخبرني أنه سيذهب إلى قريتنا بدسوق لمقابلة والدي وإن الجثة ستصل إلى المنزل الساعة الثامنة صباحا. وتابع: بالفعل توجهنا إلي قريتنا بدسوق الساعة الرابعة فجرا ولما طرقنا باب منزلنا وفتح والدي الباب، وعندها اندهش وسأل عن سبب الزيارة خلال هذه الفترة المتأخرة من الليل، وحينها فاجئه الضابط بقوله: أنت رجل قوي وعظيم وابنك بطل وشهيد، لينزل الخبر علي والدي كالصاعقة حيث كان يحبه كثيرا ويري فيه شبابه. واستطرد قائلا: تم دفن شقيقي بمقابر العائلة بقريتنا في جنازة عسكريه مهيبة ولم يستطع والدي المشاركة في تشييع الجنازة، تلقينا واجب العزاء، وبعدها اتصلت بنا القوات البحرية لاستلام نوط الواجب من الدرجة الأولي وتسلمناها. وأردف: وعلى الرغم من كل هذا لم نعرف كيف استشهد أخي وفي أي عملية وكانت أسئلة كثيرة تتردد في قريتنا ولم نعرف لها إجابة حتى ظهر فيلم: "الطريق إلي ايلات" وذكر فيه اسم شقيقي على شاشة التلفزيون في الفيلم، وعندها عرفنا وعرف أهل القرية أن أخي كان أحد أبطال هذه الملحمة وكان الشهيد الوحيد في هذه العملية الفدائية. وقال إنه تم تكريم اسم شقيقه الراحل من قبل وزارة الإعلام في حفل كبير بمدينة نصر عرض خلاله فيلم "الطريق إلي ايلات" لأول مرة وسط حشد كبير من الجماهير، وكان ذلك بحضور صفوت الشريف وزير الإعلام آنذاك والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع وممدوح الليثي رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري وقتذاك. ووصف لحظة التكريم بأنها كانت صعبة "لأنني شاهدت بعض زملاء شقيقي الذين كانوا معه ولا يزالون أحياء، ومنهم اللواء نبيل عبد الوهاب الذي كان وقت العملية ملازم أول، وكان معه ثلاث مجموعات". وروى اللواء نبيل له أن شقيقه افتداه خلال العملية وقام بوضع اللغم في الهدف الذي تم تدميره، وعند العودة إلى نقطة الالتقاء طلب منه الشهيد التأكيد على شيء في اللغم فعاد معه أخرى مما جعله يتأخر عن زملائه واستشهد حينها. وكان اللواء بحري محمود فهمي قائد القوات البحرية ووزير النقل البحري السابق ذكر في كتابه "صفحه من التاريخ" اسم الشهيد البرقوقي في جزء كبير من كتابه بعنوان "واستشهد البرقوقي". وجاء فيه، إن المجموعة الثالثة كانت تتكون من الملازم أول نبيل عبد الوهاب والرقيب فوزي البرقوقي وبدأ البرقوقي الغطس علي مسافة 150 مترا من الهدف حتى وصل أسفل الهدف وقام بتثبيت اللغم الأول أمام مكان دخول عمود الرفاس إلى البدال بحوالي 3 أمتار ثم عاد للتأكيد فتأخر فقام اليهود بإلقاء الرصاص في المياه لإصابة من بالمياه أو خروجه وإلقاء القبض عليه وأثناء ذلك تبين للملازم أول نبيل أن الرقيب البرقوقي قد استشهد وهما علي بعد بضعة أمتار من السفينة الإسرائيلية إيلات التي قمنا بتلغيمها داخل ميناء إيلات الإسرائيلي لكن الضابط الشجاع نبيل عبد الوهاب قرر ان يعود بزميله إلي أرض الوطن ولا يتركه للأعداء حتى وإن كان ميتا وجثه هامدة على الرغم من الصعوبات والمشكلات التي عانى منها أثناء العودة بزميله حيث نسي القارب المطاط الذي كان في انتظارهما حسب الموعد المحدد ونسي كل شيء إلا شيئا واحدا وهو أن يعود بزميله الشهيد إلي وطنه وبالفعل حمل الشهيد بين يديه حتى وصل إلى شاطئ الأردن وسلم الجثة التي تم نقلها بعد ذلك إلى القاهرة وتم دفنها في قريته. وقد تم دفن جثمان الراحل بمسقط رأسه بقرية منية جناج بدسوق. وقد زارت "المصريون" قبره حيث وجدت عليه مكتوبا: "قبر الشهيد البطل محمد فوزي البرقوقي بطل عملية الضفادع البشرية لتدمير ميناء ايلات 1969". الجدير بالذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كرم الشهيد ومنحه نوط الجمهورية العسكرية من الطبقة الأولي تقديرا لما قام به من عمل بطولي في سبيل الوطن.