أعلن الرئيس الأوكراني "بيترو بروشينكو" عن اعتزام بلاده إجراء الانتخابات المحلية في خريف هذا العام، مشيرًا أن الأزمة التي تعيشها البلاد في مناطق الشرق لن تؤثر على تلك الانتخابات. وأكد "بروشينكو" في تصريحات، اليوم الخميس خلال زيارته لمدينة "ترنوبل" غرب البلاد، أنه "ليس من الوارد على الإطلاق تأجيل هذه الانتخابات لأي سبب كان". وشدد "بروشينكو" على ضرورة إجراء هذه الانتخابات في ال 25 من شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل الذي يصادف يوم الأحد الأخير من الشهر ذاته، "وذلك بموجب القرار الذي اتخذته اللجان المعنية بالبرلمان الأوكراني"، بحسب قوله. وأوضح "بروشينكو" أن الإصلاحات التي تهدف إلى نقل السلطات للإدارات المحلية "لن تبدأ إلا بعد إجراء الانتخابات". وصادق البرلمان الأوكراني، الشهر الماضي، على مشروع قرار متعلق بترسيم حدود المناطق الخاضعة للانفصاليين شرقي البلاد، التي ستتمتع ب "إدارة خاصة". جدير بالذكر أن قرار ترسيم الحدود، اتخذ خلال اجتماع مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، برئاسة "بوروشينكو"، في 12 الشهر الماضي. ويأتي هذا القرار في إطار اتفاق "مينسك" الذي تم التوصل إليه بين طرفي الصراع في أوكرانيا في وقت سابق الشهر الماضي، الذي يقضي بضرورة الالتزام بمنح الأقاليم الشرقية وضعًا خاصًا، ومساحة واسعة من الحريات الاقتصادية والثقافية. وفي الشأن الأوكراني أيضا أعلن مركز مكافحة الإرهاب الذي يدير العمليات العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد، أن الانفصاليين خرقوا قرار وقف إطلاق النار 18 مرة خلال ال24 ساعة الماضية، وأنهم استهدفوا خلالها الجنود الأوكرانيين المتمركزين ناحية "ونيتسك"، و"ماريبول". وعلى الجهة المقابلة ذكر بيان صدر عن "وزارة دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد، أن الجيش الأوكراني خرق وقف إطلاق النار 19 مرة خلال ال24 ساعة الماضية أيضا. وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس السابق "فيكتور يانوكوفيتش"، توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأطيح به في شهر شباط/فبراير من العام الماضي، وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في آذار/مارس الذي يليه. وبدأ بعد ذلك صراع دموي بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني، في منطقتي دونيتسك، ولوغانسك شرقي البلاد، وتقول الأممالمتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 6000 شخص. وكانت القمة الرباعية التي عقدت في عاصمة روسيا البيضاء "مينسك" - في ال12 من شهر شباط/فبراير الماضي، بمشاركة زعماء كل من روسيا، وألمانيا، وأوكرانيا، وفرنسا - أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين، دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة 15 شباط/فبراير الماضي، ويقضي بسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة، وإقامة منطقة عازلة بطول 50 كيلو مترًا، وإطلاق سراح الرهائن، والتوافق على قضايا أخرى.