أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية بافتتاحيتها في 2 إبريل انتخاب المعارض محمد بخاري, البالغ 72 عاما, رئيسا لنيجيريا, موضحة أن سمعته كسياسي غير قابل للفساد, هي التي رجحت كفته. وأضافت الصحيفة أن انتخاب بخاري يمثل تحولا ثوريا حقيقيا, حيث صوت الشعب النيجيري من أجل التغيير، وجاء بحاكم عسكري سابق واقعي يسعى لمعالجة المشاكل التي تهمهم مثل انعدام الأمن والفساد. وتابعت "الجارديان" أن الفساد وانعدام الأمن هيمنا على برامج الانتخابات الرئاسية الأكثر تنافسا في نيجيريا منذ عودة الديمقراطية إلى البلاد عام 1999، وهذا ما أكده استطلاع مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث, حيث احتلت قضية الفساد نسبة 86% والجريمة 88%. واستطردت " ما جعل بخاري يتقدم على منافسه الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان, هو سجله كحاكم عسكري سابق للبلاد في الفترة من 1983 إلى 1985 , الذي أعطى مصداقية لوعوده بسحق تمرد جماعة بوكو حرام، كما أن سمعته كسياسي غير قابل للفساد, جعلت تعهداته بمعالجة الفساد الحكومي قابلة للتصديق". وتعهد الجنرال السابق محمد بخاري بعد انتخابه رئيسا لنيجيريا في 28 مارس, ب"تخليص الأمة من إرهاب حركة بوكو حرام", وطرح نفسه موحدا للشعب النيجيري. ونقلت قناة "الجزيرة" عن بخاري قوله, مخاطبا النيجيريين:"يمكنني أن أؤكد لكم أن بوكو حرام ستشعر سريعا بقوة إرادتنا الجماعية والتزامنا بأن نخلص الأمة من الإرهاب وأن نرسي السلام فيها". وأضاف في كلمة له في أبوجا في مطلع إبريل, هي الأولى منذ انتخابه رئيسا للبلاد "لن ندخر جهدا لهزيمة إرهاب بوكو حرام, التي تشن هجمات وعمليات خطف منذ سنوات في شمال شرق البلاد". وتابع "بلادنا انضمت إلى مجموعة الأمم التي تغير رئيسها عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة", وأشاد بالرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان "وميزاته كرجل دولة"، ودعاه إلى "نسيان المعارك السابقة وخلافات الماضي". وقد فاز بخاري -الذي كان مرشح حزب المؤتمر التقدمي المعارض- بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 53.95% من الأصوات، مقابل 44.96% للرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان من الحزب الديمقراطي الشعبي، حسب النتائج الرسمية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المستقلة صباح الأربعاء الموافق مطلع إبريل. ووفقا للجدول الزمني الرسمي سيتم تنصيب بخاري رئيسا في 29 مايو المقبل. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ نيجيريا التي يتولى حزب معارض مقاليد الحكم ديمقراطياً من الحزب الحاكم. يشار إلى أن حزب جوناثان ظل يحكم نيجيريا منذ انتهاء حقب الحكومات العسكرية الديكتاتورية عام 1999. ومحمد بخاري قاد في عام 1983 انقلابًا عسكريًا أطاح بالرئيس شيخو شاجاري، وفي 27 أغسطس عام 1985 أطاح به الجنرال إبراهيم بابنجيدا، ومن حينها يمثل بخاري الحزب المعارض "المؤتمر التقدمي"، ولم يفز بالرئاسة في أعوام 2003 و2007 و2011