استأنف التصويت في الانتخابات العامة، اليوم الأحد، في أربعة مناطق رئيسية على الأقل في نيجيريا، لم يتمكن الناخبون فيها من الإدلاء بأصواتهم أمس السبت، جراء مشكلات فنية في التصويت. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال المتحدث باسم اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة، كايودي إيدو، "أستطيع أن أؤكد أن التصويت يجري في أربعة مناطق مختلفة، وهي لاغوس، والعاصمة الإقليمية الاتحادية أبوجا والنيجر وولاية تارابا". من جانبه، قال مفوض الانتخابات في لاغوس، أكين أوريبا، إن التصويت مستمر في 5 مناطق هي أليموشو، وأوشودي-إيسولو، وكوسوفي، وإيتي-أوسا، وسومولو. وأمس السبت، توجه ملايين من النيجيريين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد، و360 نائبا في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، و109 عضوا في مجلس الشيوخ. وينحصر السباق إلى حد كبير بين الرئيس الحالي غودلاك جوناثان مرشح "حزب الشعب الديمقراطي"، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999، ومنافسه محمدو بوهاري، وهو حاكم عسكري السابق مرشح حزب "المؤتمر التقدمي" المعارض الذي يمثل مزيجا من (الأطياف ذات) المصالح السياسية. وكان من المقرر، أن يدلي 56 مليون و431 ألف و255 ناخب (حوالي 82% من الإجمالي) بأصواتهم في 119 ألفا و973 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد. وتأخر اعتماد الناخبين لساعات في أجزاء كثيرة من البلاد، جراء عطل في أجهزة القارئ (التصويت) الإلكتروني الجديدة أثناء مراجعة بيانات بطاقات الناخبين. ولقرابة ساعة لم يتمكن الرئيس المنتهية ولايته، غودلاك جوناثان، نفسه من اعتماد بطاقته، حيث فشلت 3 أجهزة تصويت على الأقل في القراء التعرف على بيانات بطاقته. وأجبرت هذه المشكلة الفنية اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة على السماح باستخدام النظام اليدوي القديم لاعتماد بطاقات الناخبين، ولكن في بعض مراكز الاقتراع أرجأ اعتماد بطاقات الناخبين إلى اليوم الأحد. وقال مصدر محلي، إن التصويت تعطل أيضا في ولايتي أنامبرا، وأيبوني في المنطقة الجنوبية الشرقية وبعض المناطق في الجنوب حيث تعطل قارئ البطاقات الكترونية معظم ساعات أمس السبت. وأمس السبت، اشتكى ويلي أوبيانو، حاكم ولاية "أنامبرا"، من أن أجهزة قراءة بطاقات الناخبين لم ينجح في أنحاء الولاية. وفي غضون ذلك، تستمر عملية جمع نتائج الانتخابات في معظم أنحاء البلاد، وأظهرت نتائج أولية من ولاية "باوتشي" (شمال شرق)، تقدم المرشح الرئاسي بوهاري على منافسه جوناثان. ويشترط أن يحصل المرشح الفائز على أكثر من نسبة 50% من جميع الأصوات الصحيحة، زائد نسبة 25% إجبارية في ثلثي ولايات البلاد البالغ عددها 36، وإذا لم يتمكن أحد المرشحين من الفوز مباشرة، يتنافس المرشحان المتصدران على أغلبية بسيطة في تصويت جولة الاعادة. والأحزاب المتضررة لديها مهلة 30 يوما من تاريخ إجراء الانتخابات للطعن في قانونية نتائج التصويت النهائية. وعلى الصعيد الأمني، هاجم مسلحون يشتبه أنهم ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام" المتشددة اليوم بلدة "ألكاليري" في ولاية باوتشي، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح عدة أشخاص آخرين (لم يحدد عددهم على الفور)، بحسب شهود عيان. يأتي ذلك، غداة مقتل 25 شخصا على الأقل، وإصابة 5 آخرين، في هجوم يشتبه أن مسلحين ينتمون لجماعة "بوكو حرام"، نفذوه في ولاية "بورنو"، شمال شرق البلاد، حسب مسؤول محلي كبير. وفي تسجيل مصور، نشر على الإنترنت في وقت سابق، هدد زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو، بإفساد الانتخابات. وتقاتل نيجيريا منذ أكثر من 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة التي حصدت عملياتها حياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 6 ملايين شخص على الأقل، ودمرت البنية التحتية في أجزاء كثير من البلاد. وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات، والقرى في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا"، الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية" التي أعلنتها بشكل أحادي قبل مبايعتها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش"، قبل أن تعلن الحكومة النيجيرية تمكنها من استعادة الكثير من البلدات في هذه الولايات الثلاث. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.