بنظرتها الثاقبة، وبزتها الخضراء التي توشحت بأوسمة الرتب العسكرية، تروي "فلورا كويزيرا"، نقيبة في الجيش البوروندي وإحدى الوجوه النسائية النادرة في المؤسسة العسكرية البوروندية لوكالة الأناضول خطواتها الأولى في مسيرتها المهنية التي انطلقت بدافع "الفضول لا غير". تشرف "فلورا" اليوم، على مكتب الحالة المدنية في صلب قيادة أركان الجيش، موقعةً بثبات على نجاحها في أخذ مكان لها داخل عالم من المفترض أن يكون رجالياً بامتياز. وتحلم "فلورا" التي تسلقت سلم الرتب العسكرية بثبات، أن يشكل نجاحها حافزاً لنساء أخريات للانضمام للمؤسسة العسكرية في بلادهن، خاصة وأن نسبة تواجد النساء في الجيش ضئيلة جداً وبالكاد تبلغ ال 1 بالمئة، وهي نسبة تعادل 239 امرأة بينهن 69 ضابطة، و 44 ضابطة صف، و126 مجندة. وإلى جانب عملها العسكري، هي أيضاً ربة أسرة، اختارت أن تتزوج ضابطاً مثلها. بدأت فلورا عملها في المؤسسة العسكرية عام 1998 "بدافع الفضول" بعد أن كانت قد "أمضت الخدمة العسكرية الإجبارية على جميع الناجحين في سلك العلوم الإنسانية". مسيرة طويلة لم تكن أبدا مفروشة بالورود كما تقول، لا تخفي "فلورا" فخرها بتجاوز عراقيل البدايات التي فشلت جميعها في إحباطها. وتقول فلورا: "طيلة فترة تكويني العسكري، عانيت كثيرا لأن زملائي من الرجال لم يكونوا قابلين بوجودي بينهم ورغبوا في دفعي نحو باب الخروج كما فعلوا مع غيري قبل ذلك. لقد شعرت أنهم أرادوا إقصائي للحفاظ على مصالحهم غير أنه كانت لدي الجرأة على كسر القيود وتغيير قواعد اللعبة بأن صمدت وقبلت رفع الرهان". 7 سنوات من المسيرة المهنية انطلقت بصعوبة البدايات، تحصد بعدها النقيبة "فلورا" ثمار ما زرعته من العمل الجاد والمعاناة التي تكبدتها. "أقوم بترغيب الفتيات للانضمام إلى الجيش كما تتوفر لدي فرص المشاركة في منتديات دولية حيث أكتشف وأتعلم الكثير من لدن نساء عسكريات" لافتة إلى أنها منبهرة بالازدهار الذي تعرفه النساء العسكريات في بعض الدول الأخرى، بحسب "فلورا". وتتابع: "في السويد أو حتى في رواندا على مقربة منا هنا، النساء العسكريات أكبر حظا مما هو عليه الحال في بوروندي" . وتعتبر النقيبة إن الطريق أمام بوروندي ما يزال طويلا: "ليس من الكافي السماح للنساء بالانضمام إلى قطاع الجيش أو الأمن، ينبغي بالتوازي مع ذلك أخذ تدابير ترتبط بالحالة الخصوصية للنساء وهذا ما ينقص بشكل كبير" في بوروندي. وتأسف "فلورا" لعدم توفر منشآت على مستوى الاستقبال والانتداب تكون مهيئة للفصل بين الجنسين وان النساء يجبرن بسبب ذلك على العمل في المصالح الإدارية أو اللوجستية. ومنذ تاريخ 16 مارس (آذار) الجاري، فتح الجيش البوروندي حملة تسجيل للترشح للانضمام إلى صفوف الضباط، وهي فرصة للنساء كي ينضممن بأعداد كبيرة إلى صفوف الجيش.