رحبت الولاياتالمتحدة وحكومات 5 دول أوروبية باستمرار الحوار السياسي الليبي في مدينة الصخيرات في المغرب، معربة في الوقت نفسه عن قلقها من تنامي "تهديد المجاميع الإرهابية" واستعدادها لدعم حكومة وحدة تتصدى لهذا الإرهاب. وقال بيان مشترك أصدرته الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، مساء أمس السبت، ووزعته الخارجية الأمريكية على وسائل الإعلام: "نرحب باستمرار الحوار الوطني الليبي في الصخيرات بالمغرب". وأضاف البيان "نحن ندعم بقوة جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون وفريق بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا والمشاركين الليبيين ونهنئهم جميعاً على التقدم الذي حققوه حتى الآن". داعياً القوى الليبية إلى "المشاركة في الحوار بطريقة بناءة ونية طيبة لكي يتم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية وترتيبات لوقف إطلاق الناس بأسرع وقت ممكن". ومعرباً في الوقت نفسه عن قلق الدول المصدرة للبيان من "تنامي تهديد الجماعات الإرهابية في ليبيا بما في ذلك داعش الذي وسع حضوره في ليبيا كنتيجة لغياب حكومة مركزية قوية وموحدة للبلاد". وبين البيان أن المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة "هي أفضل أمل لليبيين للتعامل مع هذا التهديد الإرهابي ولمواجهة العنف وعدم الاستقرار اللذين يعيقان عمليتي التطور والتحول السياسي". كما لفت إلى أن "المجتمع الدولي مستعد للدعم الكلي لحكومة وحدة في التعامل مع التحديات الليبية". وذكرت الدول الموقعة على البيان أنها تتطلع "إلى استضافة الاتحاد الأوروبي للقاء البلديات الليبية في بروكسل 23 و24 مارس/ آذار، الذي سيمثل فرصة لبحث تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في آخر اجتماع في جنيف وتوفير المساعدات الإنسانية الطارئة وترتيبات أمنية معينة على الأرض". وأدان البيان الهجوم على "مدينة العزيزية في 19 و20 مارس/ آذار والغارات الجوية المستمر على مطارات الزنتان ومعيتيقة ومدينة طرابلس وغيرها من أعمال العنف"، مضيفا: "نحن نأسف بشدة لأن الأطراف المتحاربة ترفض التوقف عن القتال، مهددين بذلك حياة المدنيين وسببين لدمار البنية الوطنية التحتية لليبيا". وناشد "القيادات الليبية السياسية إلى التصرف بمسؤولية وإعلان دعمها الواضح للحوار"، مطالبا إياهم ب"ممارسة صلاحياتهم على الجيش وقادة الميليشيات وضمان الرقابة المدنية على سلوكياتهم والسيطرة على أفعالهم ونبذ الأعمال العسكرية التي لا تتم في هذا الإطار". وحذر البيان من أن "أولئك الذين يسعون لإعاقة عملية الأممالمتحدة والتحول الديمقراطي لليبيا، بعد أربعة سنوات على الثورة، سوف لن يسمح لهم الحكم على ليبيا بالفوضى والتطرف، وسوف تتم محاسبتهم على أفعالهم من قبل الشعب الليبي والمجتمع الدولي بما في ذلك العقوبات التي قدمها مجلس الأمن في قراره 2174". واندلعت، صباح أمس السبت، اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لحكومة طرابلس وأخرى موالية لحكومة طبرق، جنوب معسكر أم شويشة بالعجيلات (100 كلم من غرب العاصمة طرابلس). وكانت عدد من الوحدات العسكرية التابعة لجيش القبائل الموالي للجنرال خلفة حفتر وصلت مدينة العزيزية الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس واشتبكت مع قوات الجيش الوطني الليبي حيث يدعي كل طرف انتصاره على الآخر في هذه المعارك. وكانت طائرات تابعة لقوات "فجر ليبيا" قد شنت غارة على مطار الزنتان، غربي ليبيا، فيما قصفت أخرى تابعة للجيش الليبي قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس ما أدى إلى شل الحركة فيها. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس.