اتهم مسؤول قيادي بمعارضة جنوب السودان، حكومة جوبا بدعم المعارضة الاثيوبية المسلحة في جنوب السودان بقيادة "طوك واث" في مناطق "جبل البوما" في ولاية جونقلي (جنوب شرق)، فيما اعتبر مسؤول إثيوبي رفيع هذه الاتهامات "عارية عن الصحة". وقال القيادي بمعارضة جنوب السودان ل"الأناضول"، اليوم السبت، إن حكومة جوبا تستخدم قوات المعارضة الاثيوبية بقيادة "طوك واث" في صراعها مع المعارضة في جنوب السودان في المناطق الحدودية مع الجارة إثيوبيا. وأضاف أن الحكومة بجنوب السودان تسعى إلى إضعاف قوات المعارضة التي يقودها ريك مشار النائب الاسبق للرئيس وطردها من المناطق الحدودية. وأشار القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن قوات المعارضة بجنوب السودان تصدت لهجوم من قوات المعارضة الاثيوبية التي يتزعمها "طوك واث" بالتنسيق مع قوات حكومة جوبا للسيطرة على المناطق الحدودية. وقال إن المعارضة الإثيوبية بعد إكمال مهمتها في مساعدة جيش الحكومة في السيطرة على المناطق الحدودية لجنوب السودان تهدف للوصول الى مدينة غامبيلا الإثيوبية، (جنوب غرب). وأكد المصدر أن قوات المعارضة ترصد تحركات قوات المعارضة الإثيوبية على المناطق الحدودية مع إثيوبيا، رافضا الإدلاء بمزيد من التفاصيل. مراسل الأناضول عرض اتهامات القيادي بمعارضة جنوب السودان على سفير دولة جنوب السودان لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي؛ أكوي بونا ملوالفأكد أنها "اتهامات عارية عن الصحة". واعتبر ملوال أن "اتهامات المعارضة محاولة للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه بتعنتها في عملية السلام." وقال إن "محاولات المعارضة لخلق فتنة مع الجارة إثيوبيا لن تجدي شيء ولن تأثر على العلاقة مع إثيوبيا." وأردف أن كل ما تقوم به المعارضة هو محاولة للهروب من الواقع وإخفاء لفشلها في التوصل إلى سلام في مفاوضات الفرصة الاخيرة باديس أبابا مطلع الشهر الجاري، حسب قوله. وأكد ملوال على هدوء الأوضاع الحدودية بين إثيوبيا وجنوب السودان، بالقول "الأوضاع هادئة تماما ولا يوجد ما يعكر صفو هذه العلاقة مع إثيوبيا". وأشار إلى أن بلاده تعتبر إثيوبيا دولة إقليمية لها ثقلها في عملية السلم والأمن في المنطقة. وأوضح ملوال أن المتواجدين على الحدود بين جنوب السودان وإثيوبيا هم لاجئو جنوب السودان، وهم تحت إدارة شؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية العاملة في مجال اللاجئين. سفير جنوب السودان لدى إثيوبيا كشف أنه "لا توجد أصلا معارضة إثيوبية (مسلحة) في جنوب السودان ولم نسمع بقائد لمعارضة إثيوبية اسمه "طوك واث". وحسب مراسل الأناضول، فإن المعارضة الاثيوبية المسلحة ليس لها ثقل يذكر داخل البلاد، وفقط تتواجد في إريتريا، التي تشهد توترا في العلاقات مع إثيوبيا، وأهدافها تغيير نظام الحكم، وتعتبر الحكومة الاثيوبية المجموعة المتواجدة في إرتيريا ما هي إلا "مجموعة خارجة عن القانون وتعمل لأجندة دولة أخرى هي إريتريا". أما ما ذكره القيادي المعارض بجنوب السودان كون معارضة إثيوبية مسلحة تريد الوصول إلى مدينة غامبيلا فأشار المراسل إلى أن إقليم غامبيلا هو إقليم حدودي تقطنه قبائل ذات صلات عرقية في جنوب السودان وإثيوبيا. وكانت مفاوضات أطراف الصراع في جنوب السودان التي ترعاها وساطة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" وصلت في السادس من مارس الجاري إلى طريق مسدود بعد انتهاء المهلة الاضافية التي منحتها وساطة "إيغاد" لطرفي الصراع في جنوب السودان. وأعرب وقتها رئيس الوزراء الإثيوبي"هيلي ماريام ديسالين؛ عن بالغ أسفه لعدم توصل طرفي الصراع إلى اتفاق في المهلة التي منحتها وساطة إيغاد . ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، بعد اتهام الرئيس لمشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.