أعلن متمردو الحركة الشعبية - قطاع الشمال بالسودان، اليوم السبت، استعدادهم ل"إتمام ترحيل 20 من أسرى الحرب التابعين للقوات الحكومية إلى ذويهم". وفي بيان له اليوم السبت، حصلت الأناضول على نسخة منه، أوضح المتحدث باسم وفد الحركة الشعبية المفاوض في أديس أبابا، أنهم "مستعدون لمقابلة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقادة مبادرة الإصلاح والنهضة (سائحون) للعمل معاً في الإجراءات اللازمة لترحيل 20 من أسرى الحرب التابعين للقوات الحكومية، إلى إحدى دول الجوار (دون تحديدها) تمهيداً لترحيلهم إلى ذويهم". وأضاف المتحدث باسم وفد الحركة الشعبية المفاوض مبارك أردول أن الحركة "جاهزة لإتمام عملية ترحيل العشرين أسيراً إلى إحدى دول الجوار السوداني بغية ترحيلهم إلى ذويهم". يشار إلى أن الحكومة السودانية لم تذكر أن لها أسرى لدى الحركة الشعبية، كما لم تعلن الحركة عن الأسرى لديها سوى استعدادها لترحيل 20 من أسرى الحرب التابعين للقوات الحكومية. وكانت الحركة الشعبية أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي، الإفراج عن 20 من أسرى الحرب التابعين للقوات الحكومية استجابة لمبادرة "سائحون". كما أعلنت الحركة الشعبية – قطاع الشمال تلقيها موافقة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لترحيل ال20 أسيراً إلى ذويهم. وقال مبارك أردول، في بيان سابق له "طلبنا من الصليب الأحمر إرسال طائرة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى مناطق يابوس وكاودا (مناطق تسيطر عليها الحركة) بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان (جنوب)، لنقل الأسرى المفرج عنهم وعددهم 20 إلى أديس أبابا ومن ثم إلى الخرطوم". وأضاف: "تلقينا ردًا من اللجنة الدولية حول استعدادها لترحيل الأسرى"، مطالبًا الحكومة ب"التصديق لعبور طائرة الصليب الأحمر الدولي ذهاباً وإياباً". و"سائحون" مجموعة تأسست عام 2009، وتضم المئات من "مجاهدي" الحركة الإسلامية، التي تمثل مرجعية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير، ويرفعون شعارات "إصلاحية". أما "المجاهدون" فيقصد بهم المتطوعون المدنيون الذين قاتلوا في صفوف الجيش خلال الحرب الأهلية مع الجنوب، التي بدأت عام 1983، وقادت إلى انفصال الجنوب عن الشمال بموجب اتفاقية سلام أبرمت عام 2005، وأنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت الاتفاقية لإجراء استفتاء شعبي في يناير/ كانون ثان 2011، صوّت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق ال98% لصالح الانفصال. وتتشكّل الحركة الشعبية من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال. وفي ظل الصراع بين حكومة الخرطوم والحركة، استضافت العاصمة أديس أبابا تسع جولات من التفاوض بين الجانبين، كان آخرها في ديسمبر الماضي، لم تفلح جميعها في وقف النزاع المسلح، ومن المنتظر أن تستأنف المفاوضات خلال الشهر الجاري.