ما أجملك وأنت تمسح دموعك التي سالت حزنا على فراق الأهل والأحباب في أعماق البحار، لكي تذرف دموعا أخرى فرحا بانتصار كروي في وقت عز فيه النصر. ما أجملك وأنت تضحك سخرية من كل هؤلاء الذين يريدون سرقة تعب اللاعبين والجمهور وسرقة الفرحة من عيون الصغار لينسبوها لكبار القوم وعليته في السلطة.. ما أجملك .. ما أجملك وما أعظم معدنك..... في الجمعة نخرج متظاهرا ضد من أساء الأدب مع الحبيب وفي المساء تقف على أطراف أصابعك وقد بلغت روحك الحلقوم كلما ضاعت فرصة من بين أقدام لاعبين تعرف أن بعضهم لم يحسن تقدير المواقف ولم يحسن الأدب على مرأى ومسمع من العالم .. تهتف ، تدعو بالانتصار من أجل الأطفال الذين ولدوا في زمان لا يعرف سوى الانكسار ... تخرج إلى الشوارع فرحا بالنصر فيأتيك من يهدي النصر لفلان وعلان وكأنهم بذلوا جهدا أو صرفوا فيه مالا.. ورغم ذلك لا تزال حيا مبتسما.... ما أجملك. ما أجملك وأنت تقاتل من أجل لقمة عيش وتصارع حيتان الدقيق والتموين وتصارع الدولة بكل ما أوتيت من جبروت لكي تحيا وهم يصرون أن تموت .. فتصبر وتحتسب وتفرج كلما حانت لحظة يتيمة للفرح .. ما أجملك أيها المصري العظيم... كم جميل أنت وأنت تفلح الأرض وتزرعها، إن عز المطر فحبات عرقك تروي ظمأ الأرض الحنون ... ما أجملك وأنت تزرع وربما لا تحصد .. لكنه العطاء ما أجمل عطائك أيها المصري الجميل . ما أجملك وأن تخرج غاضبا ساخطا رافضا كل من خانوا الأمانة واستغلوك واستغفلوك .. تخرج معلنا لا سكوت بعد اليوم ، لم يهزك صوت الرصاص ولم يفقدك غاز المظاهرات توازنك فظللت واقفا ، شامخا إلى الصندوق متوجها ما أجملك وأنت تمسك بتلابيب صوتك وترفض بيع ضميرك رغم أن سعره في البورصة وصل الآلاف .. ما أجملك أيها العامل البسيط وأنت تحتضن ماكينات النسيج التي تكاد أن تصبح جزءا من التاريخ .. وما أجملك وأنت تقف أمام أفران الزجاج الحارقة من أجل أو تصنع لنا ولأبنائنا كوبا من الزجاج ليأتي من باع ضميره فيبيع لنا حليبا مسموما أو مغشوشا ثم يحتمي بحمى أصحاب السلطة والجاه ... ما أجملك وما أحلاك وأنت بصدق تنشد بلادي بلادي لك حبي وفؤادي حتى وأنت تلاقي الأمرين بحثا عن عيش كريم خارج حدود الوطن الذي نفيت منه... ما أجملك وأنت تعمر الصحراء وتشيد المباني وأنت تعلم أنك لن تسكنها يوما وأن ساكنيها هم من سرقوا عرقك ولكنك لست مثلهم ، هم باعوا وأنت اشتريت ، هم خانوا وأنت لا زلت القوي الأمين .. ما أجملك ما أجملك أنشودة يرددها الزمان خلف الصبية أنا المصري كريم العنصرين .... ما أجملك وأنت تنتفض لانتفاضة أبناء ياسين ،، وعند كل مؤتمر نجدك هناك مساندا ومؤيدا وفي حال اليسر متبرعا رغم أنك تعلم أن التبرع في عرف السلطة حرام وأن أغاثة الملهوف صارت لدينا جريمة ... هل شاهدت أو عرفت جائعا يطعم جائعا أو عريانا يستر عريانا.. إنه أنت أيها المصري الجميل ... قد يراك البعض رخيصا من هول ما يفعل بك ولكني أراك لا تقدر بثمن .. أعرف كما علمتني أمي أن الغالي ثمنه فيه وأنت أيها المصري غال وعزيز ... وتضحيات الدهر مختزنة في عقلك وذاكرتك لا تفرط فيها لذا فما فيك أعظم ما فيك . تحت السطور أيها المصري الجميل لن تهون وكيف تهون ومن رحم عطائك عاشت دول وممالك كلهم ذاق طعم خبزتك واستعذب ماءك ستبقى أبد الدهر حرا عزيزا خالدا وكل من آذك لاشك دونك هالك [email protected]