قد أختلف مع الإعلامى د. توفيق عكاشة فى بعض أرائه السياسية وطريقته الإعلامية لكننى أعترف أننى أعتز بصداقته على المستوى , ويشهد هو قبل غيره أننا كثيراً ما إختلفنا فى بعض الرؤى والتوجهات ولكن يبقى بيننا دائما الود والتقدير .. لذلك فقد حرصت على قراءة الحوار الذى أجرته معه الزميلة ريم حمادة ونشر فى جريدة البوابة ..وتوقفت أمام العديد من النقاط التى وردت على لسان عكاشة فيما يتعلق بماسبيرو , حيث قال : إن المشكلة في ماسبيرو تكمن في سوء الهيكل الإدارى لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، فهو حاليا يعمل وفقا لقانون العاملين في الدولة، وهذا خطأ فادح، لأنه مؤسسة إعلامية، ولابد أن تكون لائحة النظام الإدارى لهذا المبنى لائحة مؤسسة إعلامية، ولكن الموجود حاليا هو لائحة لموظفى الحكومة التي تمنع الإبداع والابتكار ) وتعقيبا على ذلك أؤكد للدكتور عكاشة أن القانون الذى ينظم شئون ماسبيرو حتى الآن هو القانون رقم 13 لسنة 1979 وتعديلاته بالقانون رقم 223 لسنة 1989 فى شان اتحاد الإذاعة والتليفزيون , وقد نص هذا القانون حرفيا فى المادة السادسة عشرة منه على أن ( إتحاد الإذاعة والتليفزيون يخضع فى أنظمته وشئون العاملين فيه وإدارة أمواله وحساباته وسائر شئونه للأحكام المنصوص عليها فى هذا القانون واللوائح والقرارات التى يصدرها مجلس الأمناء دون التقيد بالقوانين واللوائح والتعليمات التى تجرى عليها الحكومة ) .. وهو ما يعنى أن القانون الذى يطبق على ماسبيرو ليس هو القانون الذى تعمل به كافة قطاعات الدولة , ولذلك أؤكد لصديقى عكاشة أن المشكلة لا تكمن فى القوانين ولكن فى من يطبقونها . وفى هذا السياق أقول رداً على ما قاله أن "هناك خطة تستهدف تدمير ماسبيرو، و هناك محاولات لتدميره بالقوة الناعمة، من خلال تفريغه من العاملين الاكفاء، واتهامه أنه لا يحقق أي ربح، ولكنى أرى أن الإعلام الحكومى ليس إعلاما هادفا للربح، وإنما إعلام خدمى، يقدم خدمة لابد أن تنفق عليها الدولة " , إننى إذا كنت أتفق معه فيما يتعلق بوجود خطة لتدمير ماسبيرو فهذه الخطة المسئول عنها القيادات والكثير – وليس كل - من العاملين فى المبنى , فبالنسبة للقيادت فهى المسئولة – كما قال – عن هروب الكثير من الكفاءات إلى الفضائيات الخاصة وعدم القدرة على تشغيلها واستثمار تلك الخبرات والكفاءات , رغم أن الكثير من العاملين خاصة البرامجيين فى التليفزيون المصرى يحصلون حالياً على أجور تساوى ضعفى ما يحصل عليه المعدين والمخرجين فى معظم الفضائيات الخاصة , والأغرب أن معظم هؤلاء يجمعون بين العمل فى التليفزيون والفضائيات فى نفس الوقت ولكنهم فى الفضائيات يقدمون أفضل ما لديهم فى حين أنهم لا يعملون بنفس الروح والأسلوب فى ماسبيرو حيث أنهم يتعاملون مع التليفزيون بمنطق (السبوبة والنحتاية ) ويستنزفون ما يقارب المليار جنيه شهرياً من موازنة الدولة منها 220 مليون جنيه للأجور فقط دون أى مردود حقيقى أو تأثير فى الشارع . وتعليقاً على ما قاله د.عكاشة حول رؤيته أن الإعلام الحكومى ليس إعلاما هادفا للربح أقول إنه لا يوجد إعلام حكومى فى أى دولة فى العالم يمثله ما يقارب ال30 قناة وال70 محطة إذاعية , كما أنه بصورته الحالية لا يعد إعلاماً خدميا بل هو وكما كان إعلام خادم للسلطة ولا يعبر عن الشعب , وهناك الكثير من الوقائع التى تؤكد أن ماسبيرو تحول من خلال برامجه إلى مجرد أداة لتلميع الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين فقط , ولذلك أرى ضرورة البحث عن وسائل لترشيد نفقات هذا المبنى المليىء بكل صنوف الفشل والفساد , والبحث عن قيادات جديدة تكون قادرة على إستغلال موارده وإمكانياته وتاريخه العريق وتضع خرائط برامجية تكون جاذبة للمعلنين وتخدم وتساهم فى حل مشاكل المواطنين خاصة الكادحين والمعدومين منهم .