قال نائب رئيس الوزراء العراقي، بهاء الأعرجي، اليوم الاثنين، إن المنتقدين للدعم الإيراني للحكومة العراقية بحربها ضد تنظيم "داعش" قطعوا الأميال ل"استجداء" الدعم الأمريكي للغرض ذاته. وفي كلمة له على هامش وقفة تضامنية نظمتها شبكة الإعلام العراقي لدعم القوات الأمنية (شبه رسمية)، اليوم، قال الأعرجي (شيعي)، إن "البعض يشكك وينتقد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعمها للحكومة العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش"، متابعا "إيران جارتنا، وتشاركنا في الإسلام، وخطر تنظيم داعش يهددها أيضا". واتهم نائب حيدر العبادي المنتقدين للدعم الإيراني ب "قطع آلاف الأميال لاستجداء الدعم الأمريكي للحكومة العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش"، فيما لم يحدد الجهات التي انتقدت الدعم الإيراني ولجأت لطلب الدعم الأمريكي. وينتقد قادة سياسيون عراقيون سُنة ما يعتبرونه التدخل الإيراني في المعارك الجارية في محافظة صلاح الدين (شمال)، ويعتبرون الوجود الإيراني "انتهاكا" للسيادة العراقية، فيما تقول الحكومة العراقية التي يرأسها حيدر العبادي (شيعي) أن الوجود الإيراني مقتصر على تقديم الاستشارة العسكرية. ومضى الأعرجي بالقول: "الجميع شكك بقدرة القوات الأمنية على مواجهة تنظيم داعش، لكن العالم قد تفاجأ بالانتصارات التي تحققت حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أكدت أن الحرب على داعش في العراق بحاجة إلى خمس سنوات"، لافتا إلى أن "الخلافات السياسية هي ما هيأ الأرضية المناسبة لداعش في العراق". وطالب الأعرجي المجتمع الدولي ب"وقفة جادة مع العراق لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب ضد داعش". واستعادت القوات العراقية المدعومة بميليشيات الحشد الشعبي الشيعية ومقاتلين من العشائر، الأسبوع الماضي، بلدة العلم جنوب تكريت بمحافظة صلاح الدين (شمال)، فيما تمكنت مطلع الشهر الجاري من استعادة السيطرة على بلدة "الدور" الاستراتيجية جنوب تكريت. كما نجحت القوات العراقية خلال الأيام الماضية في التقدم في عدد من المناطق بمحافظة صلاح الدين، بحسب مسؤولين عراقيين، في حين نفى مقاتلون في "داعش" ذلك بتسجيلات مصورة نشروها عبر الإنترنت، ولا يتسنى عادة الحصول على تعليق من التنظيم بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. من ناحية أخرى، فرض تنظيم داعش إتاوات على شركات الاتصالات العراقية العاملة في محافظة الأنبار (غرب) مقابل السماح لتلك الشركات بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم وتأمين الحماية لأبراجها، بحسب مسؤول في صيانة أبراج الاتصالات في قضاء القائم (380 كم غربي الرمادي، بالأنبار). وتعتبر شركات زين العراق، وآسيا سيل، واتصالنا، وكلمات أبرز شركات الاتصالات العاملة في محافظة الأنبار. وقال المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه، لوكالة الأناضول، إن "تنظيم داعش أوقف جميع أبراج الاتصالات عن العمل لفترة تجاوزت الشهر، مطالبا (التنظيم) العاملين فيها بإبلاغ الشركات بدفع مبالغ مالية مقابل السماح لها بإعادة تشغيل أبراجها وتوفير الحماية لها"، مبينا أنه "بعد التفاوض مع أشخاص مخولين من الشركات تم دفع المبالغ وتحويلها من بغداد إلى مكاتب صيرفة يتعامل معها التنظيم". وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في الشهر ذاته قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.