بينما لا يفكر أحد فى إعادة الآثار المصرية المنتشرة فى متاحف العالم، والمسلات التى تزين أهم ميادين الدنيا، نجحت إثيوبيا فى استعادة مسلتها الوحيدة التى خرجت منها وكانت فى إيطاليا، حيث أعلنت منظمة اليونسكو انتهاء الإعداد لاعادة نصب مسلة "أكسوم " التى أعيدت العام الماضى من ايطاليا الى إثيوبيا وتوقعت الانتهاء من إعادة نصب المسلة فى موقعها بنهاية العام الحالى. وأكد مسئولو اليونسكو فى مؤتمر صحفى أنه تم الانتهاء من اعداد التصميم الهندسى لاعادة نصب المسلة فى حقل المسلات بمدينة "اكسوم " بشمال اثيوبيا. وشدد مسئولو المنظمة على أن المبدأ الاساسى للمشروع هو تقليل المخاطر الى الصفر على كل المستويات وفى سبيل ذلك تم إجراء تقييم جاد باستخدام التقنيات المتقدمة لدراسة الأثار البيئية وطبيعة الموقع الأثرية لاعادة نصب المسلة البالغة من الوزن نحو 150 طنا. وذكر المسئولون أن مشروع اعادة نصب المسلة يشمل ثلاثة اجزاء بعد القيام بعدد من العمليات مثل وضع أساس لدعم المسلة والسقالات المؤقتة وبناء سدة لمرور أجزاء المسلة الثلاثة قبل رفعها ثم بناء برج حديدى بارتفاع 33 مترا وزنة 150 طنا ولحم أجزاء المسلة بقضبان من الألياف الكربونية لضمان الاستقرار السيزمى للمسلة ثم تنظيف وترميم المسلة قبل إزالة السقالات ثم تهيئة الوضع العام للموقع. ويجرى العمل بين اثيوبيا وايطاليا واليونيسكو حاليا لاكمال الاجراءات القانونية والادارية والفنية لبدء العملية فى مارس وابريل العام الحالى على أن يبدأ العمل فى اسرع وقت ممكن لاعادة نصب المسلة فعليا مع انتهاء موسم المطر ويتم الانتهاء من عملية اعادة نصب المسلة وهى الثانية بين مجموعة مسلات "اكسوم " بنهاية العام الحالى . وأوضح السفير الإيطالى لدى إثيوبيا رافائللى دى ليوتو أن تكلفة عملية إعادة نصب المسلة سوف تتكلف نحو 4 ملايين دولار تتحملها الحكومة الايطالية وأن العملية شهادة على الثقة المتبادلة بين اثيوبيا وايطاليا وهى دليل ايضا على العلاقات الثقافية الجديدة بين اوروبا وأفريقيا. ووصف فرانشيسكو بندارين مدير مركز التراث العالمى باليونيسكو المشروع بأنه أول عملية من نوعها وهى عملية معقدة واجهت الكثير من التحديات . واعرب عوض الحسن مدير مكتب اليونيسكو فى إثيوبيا عن الامل فى أن تكون العملية بداية تعاون دولى فى إعادة كل الاثار الأفريقية الى بلادها الأصلية وتوفير بيئة دولية مواتية تتيح إعادة التراث المنهوب .